23 ديسمبر، 2024 2:22 م

السيد العبادي…..عليك بالصحفيين والاعلاميين……!

السيد العبادي…..عليك بالصحفيين والاعلاميين……!

مهما قيل عن الصحافة في العراق ومدى رواجها واقبال الجمهور عليها فلا يمكن للمعقب ان يحصر اسباب الفشل الذي يمنى به كثير من الصحفيين بسبب سوء الاحوال الامنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعانيها البلاد اليوم مما اثر سلبيا على حياة وحركة الصحفيين والاعلاميين وما يعانونه من الفاقة والفقر….وهناك ارهاصات وواقع مزري لتلك الشريحة التي تمثل السلطة الرابعة وصاحبة الجلالة , والمتتبع للواقع عليه ان يذهب الى شارع المتنبي كل يوم جمعة ليرى بأم عينيه الفاقة والفقر لما ينتابه المثقفين والكتاب والاعلاميين والصحفيين والفنانيين على حد سواء, وليستمع الى معاناتهم عندما يجلس معهم ويشرب الشاي في مقهى الشاهبندروحتى ان بعضهم جاء ليروج لبضاعته وهو يبيع كتاب قيم سهر وتعب وشقي سنين طويلة ليجمع مصادره ويؤلفه, وتقضيه الحاجة لبيعه بابخس الاثمان ليوفر قوتا له ولعائلته التي تنتظره اسبوعا ليأتي يوم البيع والشراء ,(كل جمعة في المتنبي ).
للاسف الشديد ان السلطة هي التي تسببت في حالات اليأس والاشمئزاز لما يتعرض اليه الصحفيين والاعلاميين من ابتزاز وملاحقة ومضايقة واحيانا الاهانة المتعمدة وقد تصل بعض الاحيان الى تهشيم الكامرات اثناء التغطيات الاعلامية, ناهيك عن الفشل في تحقيق العدالة الاجتماعية والسلطة هي التي قتلت الامل في نفوس هذه الشريحة وسد ابواب المستقبل في وجوههم  .
وعلى السيد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان يتضمن برنامجه السياسي واصلاحاته الجدية في اعادة الهيكلة العسكرية وحل الخلافات السياسية بين الكتل والقضاء على جميع المظاهر المسلحة وتشكيل لجان لمحاسبة الفاسدين…الخ ,عليه النظر في تصحيح مسارات الصحف والفضائيات ورفع المستوى الاقتصادي والترفيهي للصحفيين حيث ان منحة الصحفيين السنوية هي مليون دينار واذا قسمناها على عدد اشهر السنة يكون راتب الصحفي 83 ألف دينار في الشهر اي مايعادل 70 دولار وهو اقل من راتب عامل النظافة البنغالي في العراق ,وبمعدل اقل من ثلاثة آلاف دينار في اليوم الواحد وهي التي لا تكفي لقنينة كوكا كولا ولفة فلافل ,فكيف يستطيع بعض الصحفيين ان يساير المجتمع ويلبي احتياجات عائلتة, وهوالذي يستخدم الستوتة والكيا في التنقل اليومي ولايملك ابسط مقومات الحياة في السكن وامتلاك سيارة كما هومعمول به في كل دول العالم, حيث ان الصحفي في المانيا ودول الغرب ياتي بالمرتبة الثانية بعد المعلم وياتي القاضي بتسلسله وراء الصحفي هذه مكانة الصحفي.
فعلى السيد العبادي وهو رجل المستقبل ورجل العراق الحكيم لما يتمتع به من تأييد دولي واقليمي وداخلي لانه الرجل الكاريزمي المناسب في الوقت الحالي للم الشمل واجراء المصالحة الحقيقية…عليه اجراء حركة تصحيحية في الاعلام والصحافة وحرية الصحفيين وتطبيق قانون الصحفيين على الواقع وليس على الورق كما هو معمول به وتشذيب بعض الطارئين على الصحافة والاعلام (المرتزقة ) واللذين شوهوا سمعة ومكانة الصحافة العراقية المنشودة عما كانت عليه ايام الكرخي والرصافي ونوري ثابت وابو التمن وغيرهم من الاعلام الذي خلدهم التاريخ….السيد العبادي عليك بالصحفيين والاعلاميين وحتى المثقفين والفنانيين والادباء بان تنهض بواقعهم الاقتصادي المتردي اسوة باقل دول العالم اهتماما بالصحافة….لانهم واجهة البلد….والله من وراء القصد…..!