قال السيد “حيدر العبادي” رئيس مجلس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي!.. في مؤتمره الصحفي الأخير بالأمس: {حريصون على فتح تحقيق تفصيلي لمعرفة الجهات المسؤولة عن احتلال الموصل}.
نود أن نذكر السيد “العبادي” قبل استعمال “حرصه”! أن احتلال “الموصل” كان مخططاً له كمقطع من سيناريو تقسيم الشرق الأوسط وإشاعة “الفوضى الخلاقة” في المنطقة التي أطلقته “هيلري كلينتون” ومن ضمنه سوريا والعراق وليبيا! ثم تكوين عصابات الدواعش التي خططت له أيضاً “إسرائيل” وكلفت “تركيا” بدور الاحتضان والتدريب والتسليح ثم التوزيع على العراق وسوريا – وكلو بحسابو- !.. ثم اعتراف “ترامب” في حملته الانتخابية وبعد توليه الرئاسة بأن “أوباما” هو الذي ساهم بإعداد الدواعش! وحملته مسؤولية ما جرى على أيديهم ولكن “ترامب” اليوم يتبنى الدواعش وكل الفصائل الإرهابية من أجل تثبيت المكتسبات!! التي حققوها لإسرائيل وتركيا والسعودية والبارزانيين في دمار هذه البلدان وقتل شعوبها ونهب ثرواتها! أفلا تكفي هذه المعطيات على الأرض أن تقنع السيد “العبادي” وتغنيه من {فتح تحقيق تفصيلي} بعيدا عن استغلال هذه القضية لأغراض انتخابية!! والإيحاء بأن وراء سقوط الموصل سياسيين آخرين يعلم الشعب العراقي (المفتح باللبن) مَنْ هو المقصود في هذا “التحقيق”.. الذي شارك في سقوط “الموصل” يا سيد “العبادي” إضافة إلى ما تقدم:
1- “الموصل” جزء من المخطط وكان يجب أن تسقط بشكل أو بآخر بيد الدواعش وبدعم أميركي تركي سعودي إسرائيلي وسيادتك تعلم ذلك جيداً!! ولكن تعرف وتحرف!!
2- خيانة الضباط البعثيين في الجيش العراقي وانسحابهم وهروبهم إلى “أربيل” وفق المخطط.
3- خيانة الضباط الأكراد وخاصة البارزانيين في الجيش العراقي وانسحابهم بعد ترك مواضعهم إلى “أربيل” بناء على أوامر “بارزاني”!!
4- مساندة غالبية أهل “الموصل” للدواعش واحتضانهم لهم حيث تضاعف عددهم بانضمام أولئك الخونة إليهم وعلى رأسهم آل النجيفي!! ولا تنساهم في التحقيق!!؟
5- بقي عدد من الضباط وجنودهم الذين لم يستطيعوا الوقوف والصمود أمام هذا “التسونامي” من المجرمين والقتلة المحترفين وعلى رأسهم قيادات تركية وإسرائيلية وسعودية بإشراف وتوجيه أميركي إضافة إلى الغطاء الجوي الذي وفرته لهم “قوات التحالف”!! سيئة الصيت.
فهل لا زلت يا سيد “حيدر العبادي” تحتاج إلى تحقيق مفصل ودقيق؟؟ أم أن هذه فرصة لكسب الأصوات التي لا تحتاج إليها بهذه الوسيلة التي لا تليق بك في الوقت الذي أنتَ اليوم تعتبر بطل وطني حقق الكثير مع القادة والجنود الشجعان من الانتصارات التي تؤهلك للفوز بولاية بل ربما ولايات قادمة دون اللجوء إلى تسقيط رفاقك حتى ولو أخطئوا .. كان البعثيون ووعاظ سلاطين صدام حسين يبررون تصرفاته الخاطئة وفشله بالمقولة أو الحديث {مَنْ اجتهد وأخطأ فله أجرٌ؛ ومن اجتهد وأصاب فله أجران}!!؟ وعلى هذا الأساس استمر صدام حسين يحكم من دون اعتراض سواء أخطأ أو أصاب… فلماذا لا تعتبر خطأ “فلان” أنه كان يجتهد من أجل الوطن والشعب رغم أنه كان غير مؤهل للقيادة وهذا أمرٌ معروف ولكن الحق فيه.. نعتقد أنك لا تحتاج إلى “تحقيق مفصل ودقيق” لأنك سوف تغالط نفسك وتضعها في موقف الشك والريبة لأن قضية احتلال الموصل ليس خطأ من شخص إنما كان مقررا وضمن المخطط .. والترويج بأنه كان خطأ “فلان”؛ فهو واحدٌ من مساعي التمويه والتعمية لما يجري في الواقع المعروف والجاري على الأرض والذي لا يخفى حتى للأغبياء!!؟