مجزة الثرثار الدموية وخسائر الأرواح الطاهرة الزكية اللّا مبررة بسبب التقاعس والأهمال وعدم قراءة خارطة المعركة بصورة احترافية .. لم تكن جرس الأنذار الأول لرئيس الوزراء العبادي لكي يعترف بشجاعة وصدق النادمين ، أن أختياره لشخص خالد العبيدي كان من أكبر أخطائه السياسية والأستراتيجية والتي تسببت بها المشورة (الأيرانية) والأمريكية الخطأ ، وهذان القوتان قد أيقن الجميع أنهما لن تريدا لجيش العراق أن تقوم له قائمة .. مثلما تسببت الضغوطات الحزبية الداخلية المبنية على المصالح الكتلوية والشخصية والمحاصصة الخسيسة عليه في هذا الأختيار الفاشل ، دون انتباه من لبيب منصف أو اتعاض من سياسي عراقي طاهر نجيب .
ففي مقال سابق قلنا أن هذا المسكين وزير دفاع العراق ، لم يكن سوى (تنكجي) طائرات ، والرجل لا خبرة له لا من قريب و لا من بعيد بصفحات القتال وبالتعبئة والتخطيط ووضع استراتيجيات المواجهة وفق الأمكانات المتيسرة على أرض الواقع .. وفي مقال سبقه أيضا أكدنا على أن أسامة النجيفي سيستقتل من أجل الأيتاء بخالد العبيدي وزيرا للدفاع ، لأنه جندي آل النجيفي الأمين ، وكان (مستشارا أمنيا) لمحافظ نينوى أثيل النجيفي عندما كانت نينوى جزءا من دولة العراق .. وتم توزيره بصفقة مشبوهة شملت سليم الجبوري واحمد الجبوري وصالح المطلك وغيرهم .. وبلا شك فان خالد العبيدي يتحمل وزرا كبيرا في سقوط الموصل حاله حال باقي القادة والمستشارين المتخاذلين .. وذلك أمر ما فتأت يا دولة رئيس الوزراء تتعمد التغاضي عنه أنت ولجنة التحقيق المزعومة ، مكابرة واصرارا على عدم الأعتراف بخطأك الجسيم ذاك .
انتصار تكريت (المخربط) ، ومن ثم مهازل المواجهة وآلامها في بيجي وفي مصفاتها .. ومن بعدها الكر والفر والأستنزاف الخطير للقطعات وللموارد وللسلاح والذي يحصل كل ساعة في مركز الأنبار وفي اقضيتها ونواحيها ، توجب عليك يا سيادة حيدر العبادي أن تأخذ الخطوة الشجاعة الفورية بابعاد وزير الدفاع الفاشل هذا عن مهمة أكبر منه حجما واكبر منه فكرا وتخطيطا .. وأن تسارع لوقف مصيبة الأنهيار العسكري والأمني المتواصل وحرق ثروات العراق بمواجهة عقيمة لا نهاية لها مع عصابات ارهابية مدربة .. وأن تأتي بوزير بديلا له ، (ثعلبا) في التخطيط وفي رسم استراتيجية المواجهة وضابطا كفوءا لا يتملق أحدا على حساب أمن العراق ، يمتلك من مقومات قوة الشخصية والمقبولية لدى الجميع ، ما تمكنه من أن يجعل الجيش والحشد الشعبي والقوات المتجحفلة معها على قلب (رجل واحد) وذات هدف واحد وتحت قيادة واحدة ، لكي تحسم المعركة بوقت قياسي وبتلاحم وأخاء عراقي يرنوا اليه الجميع .. دون أن يمسك العصى من الوسط تملقا أو تخاذلا أوغباء أو خوفا على كرسيه ، كما يحصل مع وزيرنا الحالي .
بخلاف ذلك ، وبأصرارك يا دولة الرئيس على أبقاء هذا المسكين في موقعه فاعلم أن الموصل ستكون حلما صعب المنال بل مستحيل أيضا ، واعلم أن مستقبلك السياسي سيكون ضحية تمسكك بهذا الفاشل ، بل أن مستقبل العراق السياسي والأقتصادي والجغرافي ستكون قرابين على مذبح هذا العبيدي الذي تسلق الى هذا الموقع بصفقة مشبوهة .. أما أن كنت ايها العبادي تخشى من موقف قوي تتخذه كتلة العبيدي المهلهلة في حالة اقالته .. فأنت تعلم أن هؤلاء لم يحركوا ساكنين عندما امتهنت مدن ومنازل واعراض ناخبيهم من أجل مناصبهم .. فمن المؤكد أنهم لن يضحوا بتلك المناصب أيضا من أجل فاشل مسكين مثل خالد العبيدي .