من نحن .. نحن موظفي دولة العراق ومتقاعديها .. نذكر دولة الرئيس العبادي (بالنصر) السريع الذي احرزه الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الأب في اخراج العراق من الكويت .. ورغم استعراضه العسكري الكبير لقطعات الجيش الأمريكي في واشنطن العاصمة وتلويح المذكور لجحافله المنتصرة بيده الملوثة من على منصة النصر الأمريكي ، إلا ان الشعب الأمريكي لم يمهله طويلا وسارع لاستبداله بالرئيس كلينتون لسبب اساسي واحد لا ثان له ، ألا وهو الأقتصاد ، ولقمة العيش .
نصر العراق الكبير على فلول الأرهاب والظلام أتى بدماء وجهود ابنائه الغيارى ولد الملحة من ابناء تشكيلات جيش العراق وشرطته الوطنية وحشده الشعبي والعشائري الابطال ، تحت قيادة ضباط اكفاء مهنيين اصلاء.. وهنا لا نريد أن نغبن حقك في هذا الأنتصار التاريخي ، لكن الحقيقة أن أي سياسي له نفس وطنيتك ، كان من السهل عليه ان يقوم بدورك بالأشراف والأستماع والنظر والصبر في انتظار ما يحققه اسود العراق .
قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ، وهو مثل أممي تشترك به كل دول المعمورة .. ولا يجرؤ كبير او صغير ان يتقرب من لقمة عيش مواطنيه .. لكنك فعلتها وما زلت تنوي الأيغال بفعلها ، ونذكرك أنك أول مسؤول عراقي منذ تاريخ العراق الحديث قام باستطاع مبالغ متزايدة من راتب الموظف في الدولة العراقية .. بل تجرأت واستقطعت من رواتب متقاعدي الدولة ، وهي بالأساس مدخراتهم التي تم استقطاعها من رواتبهم لعقود طويلة .. وانت ونحن والجميع يعلم ان المتقاعد هو كاليتيم ، ولي أمره الدولة وليس لديه من يرعاه غيرها ، فأين يذهب اذا ظلمه ولي الأمر .. اللهم أنك تسمع وترى .. الجميع كان يتوقع منك بعد رفعك لتلك الشعارات الرنانة في مكافحة الفساد أن تعيد مليارات العراق المنهوبة وتوقف جماح سلم رواتب الطبقة السياسية العليا ومجلس النواب ، وتضع حدا للأمتيازات التي لم يشهد لها مثيل اي نظام حكم في اي مكان من المعمورة .
قل لمستشاريك الأقتصاديين أن يتقوا الله في مشورتهم ، وكثير من ناخبيك يشاهدوا بأم اعينهم مستشاريك وهم يخططوا لزيادة موارد الدولة بواسطة ذبح الموظف والمتقاعد ، من صالات مطعم (الباشا) في نادي الصيد العراقي بعد أن تأخذ من تعقلهم قناني البيرة الهاينكن ماخذها .. وكبيرهم الذي علمهم السحر وهو مستشارك الأقتصادي الرسمي يستطيع ان يخبرك عن تلك الجلسات .
الآن تخطط ضمن موازنة 2018 الى زيادة نحر رقاب المتقاعدين والموظفين .. بل وبعض من تمهيداتك التي نسمعها في مؤتمراتك الصحفية الأسبوعية تشير الى انك ناوي وبقوة على مخصصات الأنذار لأبنائك في القوات المسلحة الذين جلبوا لك هذا النصر المؤزر بدل ان تكافأهم .. ونحن على يقين انك ستفعل كل ذلك بل أكثر من ذلك ، ما دامت مشورة السوء تحيط بك من كل جانب .
سندليك على اقصر طريق لزيادة واردات العراق دون ان تمس لقمة عيش اهلك العراقيين .. الم تحرر العراق من الأرهاب ؟ ستقول نعم بالتأكيد .. اذن اول قرار هو الغاء الحمايات بشكل كلي .. والمسؤول الذي يخاف أن يتنقل بين ناخبيه في بلد خالي من الأرهاب فليجلس في بيتهم اكرم له .. ومليارات اخرى في رواتب وامتيازات ونثريات وهدايا وعطايا المسؤولين التنفيذيين ونواب البرلمان واعضاء الهيئات المستقلة ومجالس المحافظات وحماياتهم ، والذي من الممكن ان تلغي كل تلك التشكيلات المترهلة بجرة قلم .. والرواتب التقاعدية الأنفجارية لسياسيونا الجدد من اولائك الذين حتى لو كانت خدمتهم الرسمية في العراق الجديد لنصف ساعة فقط ..وغيرها مليارات كثر تجدها في مؤسسة السجناء السياسيين ومناضلي رفحه ومناضلي الشانزليزيه واجود رود وستوكهولم واوتاوا وجرمانة وبيروت .. وفي مزاد البنك المركزي وفي عقود وزارات الدولة ، وايضا من السهولة ان تجد تلك المليارات في خمط استحقاقات الدولة في الضريبة والرسوم الكمركية وبيع عقارات الدولة بمبالغ رمزية .. وقبل كل ذلك تستطيع ان تسحل كل ملياردير اكل اموال العراقيين وسكن في اعالي البحار وتعيد من جيوبهم الى خزينة الدولة مليارات حلوة قد تكفي شعب العراق لعقد قادم بأكمله .
صراحة .. لقد عدينا العدة .. ونقولها لك بملء الفم لن ننتخبك .. وان كنت ترى في الموظف أو المتقاعد اضعف حلقة في المجتمع .. فنذكرك أن ابسط متقاعد او موظف له في عائلته ما لا يقل عن أربعة أصوات انتخابية أو اكثر .. وبسهولة ما بعدها سهولة أن يؤثر على عياله في اختيارهم الأنتخابي .. ثم نعيدها ثالثة ونقول لن ننتخبك حتى لو حررت فلسطين .. ونذكرك لعل الذكرى تنفع معك ان الكثير من خصومك السياسيين يدعون الله ليل نهار ان تسارع وتكثر من قرارات الأستقطاعات .. لأنهم ادركوا مالم تدركه أنت مع الأسف أن ذلك هو أقصر طريق للسقوط السياسي .