النخب المجتمعية تعلم جيدا انك تعاني من ضغوط ما انزل الله بها من سلطان بسبب تمترس المالكي بالسلطة والمال العام لسنوات خلت جعل من تحييده أمرا صعبا للغاية ، وقد إحاطك بعيونه وازلامه المتورطين في الفساد حد الهام.
الان أتت الفرصة التي لا تتوفر لرجل دولة قبلك ولا بعدك دعما دوليا ومجتمعيا ودينيا .. لذا أكرر رسائلي لسيادتكم نصحا وطنيا لنعبر محنتنا الى شاطئ الأمان وأمامك فرصة تاريخية قلّّ نظيرها.
اولا: حتى تلجم المتصيدين بالماء العكر الذين يغردون خوفا من ولادة ديكتاتورية جديدة بمنحك التفويضات… قل لهم: انك لا ترشح لمرحلة قادمة وبذلك يزداد التفويض الشعبي والدولي والمرجعية الدينية لجميع قراراتك… وكذلك أعلن على الملأ انك بلا انتماء حزبي
لاي جهة سياسية لتزداد مقبوليتك الوطنية لإرساء دعائم دولة المواطنة.
ثانيا: ان تعتبر من التفويض الشعبي سلاحا لتشكيل كابينتك الوزارية من العراقيين الوطنيين مهما كانت طيوفهم على ان يؤدوا قسمّ العبور الناجز لمعركة الوجود الوطني بعفة ونقاء ضمير ممن لم يساهم او يشارك باي من السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وتسمّي حكومتك بحكومة الإنقاذ الوطني.
ثالثا: ان تشكل محكمة خاصة من قضاة ومحامين شجعان يشار لهم بالنزاهة لمحاكمة المفسدين دون الدخول بدوامة القضاء الحالي وهيئة النزاهة وتطلب من الجهات الدولية مساندة ومؤازرة تلك المحكمة لإعادة الأموال المنهوبة وإيداع الفاسدين خلف القضبان شرط ان لا تمنح هذه المحكمة صلاحيات احكام الإعدام خوفا من احتمالية الزلل.
رابعا: الاعتماد على شركات المحاسبة العالمية المشار لها بالمهنية والحرفية في ملاحقة الأصول المالية المسروقة بكافة اقيامها .. لتقدم تقاريرها تباعا الى المحكمة الخاصة المشكلة للنظر في قضايا الفساد.
خامسا: ترسيخ افكارك التي بدأت بها يوم ألغيت تعليق الصور ومصطلحات الفخامة وبذلك يكون شاملا لكل الصور التي غزت بغداد للقادة الإيرانيين .. واذا كان الامام السيستاني أوعز لعدم رفع صوره فكيف تسمح حكومة العراق لمن دونه اعلمية دينية بحجة الإمامة والتقليد .. وتحمل بين ثناياها مكرا سياسيا للفاسدين بغية اللوذ والاحتماء بدول الجوار.
سادسا: اعلان خطة اقتصادية شاملة ومنظمة بمشاركة خبراء المجتمع الدولي بغية تحمل الجميع المسؤولية القانونية والأخلاقية ، بما فيها الولايات المتحدة الامريكية التي ساهمت في الأخطاء التاريخية التي اودت بالعراق الى ما هو عليه بتمادي طهران وذيولها في حكم العراق… وانت تعلم جيدا ان لم تكن اشارة دولية لحركة الأموال الاستثمارية باتجاه العراق لن تتقدم عندك اي فرصة استثمارية مهما علا شانك او اسنادك الإقليمي.
سابعا: ان تكون حازما وصارما امام من يطمح الى تأسيس نواة الجيش الرديف تحت اي مسمى ، مع جلّ الاحترام للمتطوعين الذين لبو نداء الامام السيستاني في الجهاد الكفائي دون السماح للجهات السياسية بمصادرة ذلك الجهد العملاق الذي ساهم في صد الدواعش عن التمادي في احتلال المزيد من الاراضي ، والتي ساهمت الحكومة السابقة بقيادة المالكي بتسليمها الى الدواعش على طبق من ذهب بسبب استشراء الفساد الذي حدى بالوحدات العسكرية التي ولت هاربة وسلمت الإرهابيين المال والسلاح والمدن اضافة للمساهمة الفاعلة في رفد الإرهابيين موارد بشرية غاية في القيادة والارهاب من سجن ابو غريب.
ثامنا:اعادة هيكلة المؤسسة العسكرية بشقيها الجيش والشرطة والأمن والمخابرات بالضوابط المهنية المؤمنة بالعقيدة العسكرية الوطنية.
تاسعا: اعادة تجربة مجلس الإعمار وسيطرته الكاملة على الموارد النفطية بغية صرفها وفق الاولويات بما يعزز بناء المشاريع الاستراتيجية واعادة البنى التحتية بشفافية الإنفاق دون سيطرة السلطة التنفيذية والتدليس باستخدام تلك الموارد.
عاشرا: تحديد سقف زمني محدد لاقرار القوانين الهامة والفاعلة لاعادة نبض الحياة للدولة كقانون النفط والغاز والأحزاب والمصالحة الوطنية والاستثمار وكل ما هو هام لبناء الدولة.
تلك رسالة وطنية أضعها بين يديك أتمنى ان تزيد عليها فكرا نيرا وطنيا لتستحق ان تكون بطل العبور والإنقاذ .. ومن الله التوفيق.
[email protected]