23 ديسمبر، 2024 8:12 ص

السيد العبادي: أحذروا يوم عبوس قمطريرا

السيد العبادي: أحذروا يوم عبوس قمطريرا

قضى العراق سنوات من الضياع السياسي، بعد دخول البلاد المستنقع الموحل، في حقبة الدورتين السابقتين من عمر الديمقراطية، وقبلها حقبة البعث المجرم، من حكم الحزب الأوحد والأقارب.

أمست مقدرات الشعب، ومستقبل العراق الجديد، بيد منتفعين لا يمكن للسيد العبادي عبورهما ألا بعد ردم المستنقعات الموحلة، للتخلص منها، و الانتهاء من تسنم المناصب بالوكالة.

اليوم دق ناقوس الخطر، وتحذيرات هنا وهناك، من قبل السياسيين والحكماء، من أصحاب العقول، بالرجوع التجربة الماضية، من الناصب بالوكالة ومن لون واحد، أو بالأحرى حزب واحد فهذه لعبة خطيرة، تعيدنا الى ما بعد 2003 عصر الدكتاتورية.

تعيين الشيخ خالد العطية لهيئة الحج والعمرة بالوكالة، وقبله وحسن الياسري لهيئة النزاهة، وأمانة بغداد،فهذا الفعل اخطر من “داعش” على الدولة العراقية التعيين بالوكالة.

هيئة النزاهة تحتوي على ملفات فساد، لو تكشف تلك الملفات، قد توحل العملية السياسية، وتعيين الياسري الذي هو من الكتلة التي ينتمي أليها رئيس الوزراء الحالي والسابق، فهذا مؤشر خطير جدا، لتسييس الفساد وحجب أموال الشعب، من اجل مصلحة حزبية ضيقة.

إحدى فقرات برنامج رئيس الوزراء، الذي صوت عليه ممثلين الشعب، هو عدم استخدام النهج الذي سارت عليه الحكومة السابقة، و عدم التعيين بالوكالة.

نحن بلد يمتلك اعرق حضارة أسلامية، واعدل حكومة عادلة على وجه المعمورة، متمثلة بالأمام علي عليه السلام وحكمه، لكن الأسف قادة الحكومة اليوم، بات أمرهم غريب في مخالف ما عاهدوا به المواطن، في تحسين الوضع العام للبلاد، والسير على جادة الصواب، لتحقيق برامجهم الانتخابية بواقعية.

مازال الوقت مفتوح أمام السيد العبادي، لتصحيح ما قام به، من التعيين بالوكالة، وألا سيفشل فشل ذريعة، في الإيفاء بوعوده للرأي العام، وهذا الفعل سيفتح الباب أمام الفاسدين، ويغلق أبواب النجاح بوجه الحكومة.

هنا نحذر الدكتور العبادي، أن يعي مدى غضب الشارع، في أعادة العمل بالأخطاء السابقة؛ لان ليس فقط الشارع سيغضب ويقول، بل هناك صوت عال، صوت مبارك، منبر الجمعة، لسان حال المواطن، له كلمة من على ذلك المنبر، تجيشت الجيوش ودحرت “داعش”، فاحذروا ذلك الصوت، ولا تفرحن بلقائكم المراجع الدينية، في النجف الأشرف؛ فان كلمتهم، تقيم حكومات وتنهار طواغيت وكفرا.

فاحذروا يوم عبوس قمطريرا يوم الانتخابات أين ستولون وجهوكم من ناخبيكم؟ وما عليكم أن تذكروا قوله تعالى ” وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ”