23 ديسمبر، 2024 4:27 ص

السيد العبادي .. آراء .. لا نصائح

السيد العبادي .. آراء .. لا نصائح

السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي المحترم .. مقالتي هذه أشبه بالرسالة ، ولا ضرر اذا اطلعت عليها ، ومنحتها جزء بسيطا من وقتك ، فهي تعبر عن آراء استقيتها من آخرين ولا فضل لي جمعها ن  لا اكتبها انفعالا ، بل حرصا ، ولست الا صاحب رأي من هذه الآراء .
1- سيادة العبادي .. كنت اتمنى ان يكون لديك مستشار اعلامي يشير اليك ببعض الافكار ، ومنها سرعتك بالكلام التي تذهب بالكثير من إصغاء العراقي لما تقول ، ودعني اقول لك بصراحة ، ان سرعتك بالكلام ربما تكون اسرع من افكارك بكثير ، حتى لاعجب كيف يمكن ان تنظم أفكارك مع هذه السرعة ، ودعني أقول ان نظرية حزب الدعوة بإنتاج الخطيب المفوّه ، هذه تصلح لاجتماعات وندوات الدعوة ، وليس لرئيس وزراء مسؤول عن أي كلمة او حرف ينطق به ويترتب عليها موقف سياسي ، وللاسف ان تكرر ظاهرة الدكتور الجعفري ، وظاهرة خطب المالكي ، وتستعيد ذات الانفعال ، والتسرع ، فيما ينتظر الشعب ان يسمع منك ما يفكر به ، وليس ما تفكر به أنت فقط ، فأرجو ان تكون هادئا بخطاباتك ومنظما لأفكارك التي أراها مهمة ، ولا بأس اذا أمسكت بورقة فيها ما تريد ان تقوله ، لان المطلوب ان نسمع أفكارك وقراراتك وما ينتج منها ، وليس الغرض ان نعجب بأدائك الخطابي .

2-سيادة العبادي .. ان إعلامك الحكومي أشبه ما يكون (بسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ) ، فلا هو اعلام ولا هو حكومي ، انما مزاجات لاشخاص كل تاريخهم إنهم كانوا جزء من أحزاب دينية وعملوا في الخارج في صحف ونشرات بدائية ، فيما نظريات الاعلام والاتصال تتطور بالساعات والأيام ، فاذا كنت تخوض حربا ضد الإرهاب ، وتحاول اقناع شعبك بإصلاحاتك ، فأختر طاقما لقيادة الإعلام الحكومي ، ليس من أنصار الأحزاب بل من اصحب المهنية الرفيعة ليقودوا دفة إدارة المعركة السياسية والاقتصادية والأمنية .

3- سيادة العبادي .. ان تغييرك الوزاري المقترب هو معركة وجود العراق ، ووجودك ، ووجود الاحزاب التي لم تضف للعراق سوى الويل والضيم ، فأقدم بقوة واذا عزمت فتوكل على الله ، ولا تلتفت لمن ينصح بمشاورة الكتل ، لانها ذات الكتل التي أنتجت الحكومات الضعيفة السابقة وجرت العراق الى هذا الانهيار المريع ، ولن تقدم لك الكتل الا  أشخاص مقربين من قادتها ، بحسابات الربح والخسارة ومدى الانتفاع والولاء لهم ، فأطلق من تريد من الأسماء وأعلنها واطلب موافقة الكتل ، واجعل المعركة بين الشعب وقادة الكتل السياسية ، لا بينك وبين الكتل السياسية ، وتمسك بقول الامام ( ع ) ، ( اذا ظنّت بك الرعية سوءا فأصحر لها ) أي كاشفها بكل أمر .

4- سيادة العبادي .. بصراحة اقول لك ان بعدك عن العراق لاكثر من  20 عاما افقدك القدرة على معرفة الناس وأدوارهم في صناعة الحياة ، وان اعتمادك على مستشارين في اختيار الوزراء وهم ممن عاشوا في الخارج ايضا ، لن يأتي بأشخاص أصحاب دور كبير ، وربما ستكون لهم صفقاتهم ايضا في ترشيح هذا او ذاك ، فاجعل وزارتك الجديدة للعراقيين لا للكتل ، او المستشارين ، او المذاهب والمكونات ، تلك البدعة الجديدة التي افرزها دستور العراق الجديد للاسف ، وكرسها الطامحون الطماعون .

5- سيادة العبادي ..  حسب معلوماتي فـ ( انَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ )، ونسأل الله ان ينجيك من القوم الظالمين ، وما تسمع من تصريحات في الوطنية ، وحل مشاكل العراق ، والحرص على الوطن ، ما هي الا نفخات أبواق ، فأنت والشعب تعرفونهم جيدا ، فخير من فيهم سيسكت لو أرضيته بمنصب وزير ممن يريد ، فلا ترضهم ، وارض الله .

6- سيادة العبادي .. لا تتأخر ، واذا ضايقوك  وفرضوا عليك امرأ ، فاخرج للشعب وصارحه ، بكل شيء ، وصدقني ان أشجعهم سيتحول الى ( نعجة ) ، قل للشعب ، أنهم لا يريدون إصلاح العراق ، وإنهم يريدون تحقيق مآربهم وطموحاتهم وتغطية فسادهم ، واذا ما هددوك بإقالتك من المنصب ، فاستقل ، لان لا خير في منصب لايستطيع صاحبه ان يكون رجل موقف .
هذه باختصار آرائي وليست نصائحي ، وكان الله في عونك .