23 ديسمبر، 2024 10:58 ص

السيد العامري الوزير الأكثر صدقا وشجاعة في التعامل

السيد العامري الوزير الأكثر صدقا وشجاعة في التعامل

هذه هي المقالة الثانية التي أكتبها بحق السيد هادي العامري وزير النقل العراقي فأول مقال كانت عن السيد العامري نشرتها قبل يومين ذكرت فيها إن سر نجاح السياسي أو الوزير في عراق اليوم هو ابتعاده عن المماحكات والتصريحات الفارغة وتهويل الموقف السياسي في بلد نجد فيه عشرات المصرحين من السياسيين والمسؤولين واقفين أمام شاشات التلفاز ينتظرون الوقت المناسب لسكب الزيت على النار اعتقادا منهم إنهم يقولون الحقيقة وفي حقيقة الأمر إنهم يذكرون جزء بسيط من الحقيقة ويعلمون أن الجزء الأكبر وهو الأهم راكد تحت اللسان بلا روح  والكل يدافع عن كتلته ولا يوجد فيهم من يدافع عن العراق والعراقيين وأموال العراق التي استباحها البعض من ساستنا للأسف وهنا يتضح لنا تفاهة التصريحات ، فالتصريح يجب أن يكون بولاء أعمى للبلد لا لكتلة أو تيار أو حزب معين لأنها ستكون هذه التصريحات فاقدة للمصداقية والتصريح بلا مصداقية فيه ضرر وضرار وموقفا يسجل سلبا بحق القائل .
للأسف لم أجد فيهم من يعترف بالخطأ ولم أجد فيهم من يصر على استبيان الخطأ ومحاسبة المقصرين ألا فقط من خلال الإعلام ولكن على أرض الواقع فالتعامل يكون بطريقة اللفلفة متمسكين بقادم الأيام ومولعين وفرحين بداء النسيان الذي يمتاز به العراقي ، فالكل يثور ويصرح وينتقد ولكن هل هناك فائدة مرجوة من هذه النقد بل يجب عليهم أن يصححوا الأخطاء بالأفعال لا بالكلام والتصريحات الإعلامية التي يعتقد قائلها إنها تمنحه فكرة ( الوجه السينمائي ) في تخطيط وحسابات يحسبها للانتخابات القادمة معتقدا أن الظهور من على شاشات التلفزيون تمنحه ثقلا ناريا ( أشهر من نار على علم ) ولكن تناسى هذا أو ذاك إن في العراق هناك الكثير ممن يسجل المواقف تسجيلا موثقا في الأدمغة .
أكثر هذه التصريحات من قبل أغلب الظاهرين على الشاشات هي نقد الفساد الاداري ولكن هل هذا النقد يداوي جرح أم علينا أن نتعامل بقوة وشجاعة مع هذا الفساد ونقف بوجهه وبوجه من يساند الفاسد ، هذا هم المهم وهذا ما لمسناه خلال اليومين السابقين من تصرف ذكي وموفق وشجاع من قبل السيد وزير النقل حين تم إلغاء صفقة الطائرات التي كادت أن تكون خسارة لأموال العراق دون أن ينظر من هؤلاء المصرحون والناقدون والناقمون لعمق هذا الخطر ، لكن السيد وزير النقل أستطاع قطع جذور هذه الصفقة ليضمن حقنا في أموالنا قبل أن يتنعم بها مجموعة من الفاسدين ومعهم شركات أجنبية تكاد تكون عصابات منظمة تسرق أموالنا .
حين يكون الإنسان مخلصا للوطن لا تتوقعوا منه إلا الخير وحين يكون شجاعا وصريحا لا تخافوا عليه من كيد الكائدين ولا من لسان المتملقين ولا من خبث الخابثين وهذا هو السيد وزير النقل يدخل رقم واحد في سجل إلغاء الصفقات المشبوهة وننتظر أن يحذو حذوه البعض ممن يعتقد أنه يحب الوطن فعلا ولا نريد الأقوال لأننا أصبحنا نكره مشاهدة التلفاز .
[email protected]