23 ديسمبر، 2024 10:38 ص

السيد الصدر يستلم التفويض من الشعب بدلا عن العبادي فهل يحسّن التصرف معه ؟

السيد الصدر يستلم التفويض من الشعب بدلا عن العبادي فهل يحسّن التصرف معه ؟

التظاهرة المليونية التي قادها السيد مقتدى الصدر يوم الجمعة الماضية هزت وأيقظت النيام من السياسيين الفاسدين ودقت كلمة الصدر في أسماعهم  ناقوس الخطر لاسيما عندما قال بأننا اليوم على أسوار الخضراء وسنكون يوم غد داخلها لطرد الفاسدين واعوانهم .المبادأة اليوم انتقلت من يد السيد العبادي الذي اضاع فرصة التفويض من الشعب والمرجعية الى يد السيد الصدر فهل يحسّن التعامل معها ، مع انني لا أتفاءل كثيرا رغم ان السيد الصدر حرا وإبن احرار ، لا يسكت على ضيم ، ليس كبقية قادة وسياسيو اليوم ، بل يمكن ان أصفه بالثائر المتردد . لماذا أصفه بهذا الوصف، لأنه كان كثيرا ما يهدد منذ 2003 والى اليوم بالقيام بقلب الطاولة على السراق والمفسدين ولكنه عندما يصل الى خط الشروع يتوقف بل ويتراجع أحياناً كثيرة ، خاصة اذا ما حصلت كتلته على مناصب وامتيازات وهو ما حدث مراراً في السنوات الماضية.  صدق نيته وتوجهاته واقواله وشعاراته التي أطلقها ورددتها الجماهير في التظاهرة الاخيرة يجب ان تترجم الى افعال ولا تبقى مجرد شعارات ، فمهلة ال 45 التي اعلنها لتكي تقوم الحكومة بالإصلاح الوزاري هي مدة طويلة ولو اقتصرت على شهر واحد لكان افضل ، ذلك ان الأوضاع الحالية لاتسمح بانتظار هكذا  مدة ، بل ان تصريح احد المقربين من السيد الصدر قبل عدة ايام بأن المهلة التي يمنحها التيار للسيد العبادي ستكون مدتها سنة ، هي غريبة ومثيرة للتساؤلات عن مدى جدية طروحات التيار باتجاه الاصلاح والتغيير . بعد سنة من الان ستبقى سنة تقريبا على انتهاء ولاية الحكومة الحالية فانتظروا انتهائها ضمن مدتها القانوني دون احداث التغيير والإصلاح الذي تتطلع اليه الجماهير.حديث السيد الصدر عن تبرئه فقط من اتباعه الفاسدين في الحكومة دون اتخاذ اي اجراء تجاههم يثير اكثر من علامة استفهام ، وماذا بعد التبرؤ ؟ ألا توجد اجراءات عقابية ضدهم ؟ لماذا لم يعط السيد الصدر درسا للجميع بتسليم من أفسد من هؤلاء الى القضاء لكي يقر شريعة الله على الارض الذي هو أولى بأن يطبقها دون غيره من جهة ، ولكي يبعد الشبهات التي تتحدث بأنهم يفسدون من خلال اللجنة الاقتصادية التي تمول التيار كما تفعل بقية الأحزاب المتهمة بالفساد عبر هذه اللجان الاقتصادية وغيرها. هذه التساؤلات  ذاتها جاءت في رد السيد العبادي صباح السبت وهو اليوم التالي للتظاهرة ، عندما قال بأن   “هناك شعارات يطرحها كثيرون يجب ان تتحول الى تطبيق واقعي، وهناك مدرستان الاولى للقول وأخرى للقول والعمل ونحن لا نحتاج الى شعارات ولا اتصور ان هناك كتلة سياسية تعترف بمسؤولة عن فساد في البلد وكلها تتبرأ وهي تعين وزرائها وهم يفرضونهم على رئيس الوزراء ومن ثم يتبرأون منهم ولكنهم ما زالوا متمسكين بهم!”.الكرة الآن في ملعب السيد الصدر الذي يحتاج الى إصدار قرارات ثورية اكثر جرأة يعطي من خلالها دروس للسيد العبادي الضعيف المتردد منذ توليه المسؤولية في رئاسة الحكومة وحتى اليوم ودروساً اخرى  لبقية الساسة بأن ليس الجميع مفسدون وسراق وهو بذلك سوف يحفظ سمعته وسمعة عائلته الشريفة المقدسة ويدخل التاريخ من اوسع ابوابه ، وإلا فان مبادراته ستكون أشبه بالمبادرات والاصلاحات العبادية التي لا تغني ولاتسمن من جوع  ، ولن يصدق اقواله احد في المستقبل البعيد وستتدهور شعبيته التي هي الأمل الوحيد المتبقي للجماهير  الفقيرة الكادحة في اجراء التغيير والإصلاح ، وان غد لناظره قريب.