لقد غرتهم دنيا هارون ، والوطن عندهم تحول من مسقط الانتماء الى بورصة، لقد تغيروا ولنثبت جيوبهم، الوطنية عندهم ان ترضى عنهم السفارات، دخلوا ياسيدي من أوسع أبواب الترف ومن أوسع باب الاحتضان الإقليمي.
في المجتمع جباههم لاتعرق ولاتسحتي وعيونهم لاتدمعهم، يظنون انهم تجار في وطن فارغ من الرجال وكلما سألوا اينكم من الصدر؟ قالوا:ياليتهم يعلمون بالنعائم التي نحن فيها.
اتعلَّم ياسيدي؟، إنهم يعشقون الذين يصفق لهم والذي يمسح أكتافهم وكل من يعارضهم او ينتقدهم فهو متآمر على المشروع الجديد.
لم يستطعموا ملح الارض ولم تحرق جباههم شمس الارض ولم يذوقوا ماء الارض ، سكنوا قصور الشعب التي بناها الطاغية وسجنوا أنفسهم في المنطقة الخضراء، يرفضون اي محاولات لتحرير العقل العراقي من الثوابت الجاهزة والقوالب المصنوعة، هم يريدون مجتمعا ً لايفكر ولايقرأ ولايشك ولايسأل، هم يردون من يردد لهم دائما “علي وياك علي”. وهم ابعد الناس عن علي لايعرفون منه شيئا الا وقت الزيارات فيذهبوا يدغدغون مشاعر الناس فهذا الذي يلطم وذاك الذي يقلي الفلافل وذاك الذي يمشي ليلتقط الصور.
يظنون ياسيدي انهم بذلك قد انتصروا وماانتصروا، الوطن عندهم أوسع مكان في العالم لرمي خلافاتهم في الماضي والحاضر، لكنهم للامانة هم ماهرون في صناعة التخلف والتفرقة والخراب والحزن، هم ماهرون ايضا في صناعة الخصومة والتخاصم وهم ماهرون ايضا في نشر الفوضى، هم منظرون ومتحدثون وكلاميون لكنهم ليسوا فعالين وعندهم الحقيقة ضائعة وتائهة.
تناسوا كل الذين أوصيتهم به، هم يتذكرونك فقط في ساعة واحدة او ساعتين في السنة يدعون بعضهم بعضهن ويرتدون البدلات السوداء والأربطة السوداء ويلبسون رداء الحزن السرابي ويذهبون الى الفنادق الفارهة ليتذكروا مصيبة استشهادك وبعدها ينتهي كل شيء ويعودون الى بورصاتهم المعروفة، فعندهم هذا الوطن لايتجاوز تعريفه(الدكان) وفي ضوء هذا التعريف تذوب مل الممارسات.
الحرية ، الكلام، الكتابة، التعبير ،الموسيقى ، الكتابة ، المسرح ، الشعر، كل هذا يهدد قاعدتهم الجماهيرية، جماهيرهم يردونها بعيدة عن ملامح الوعي يريدونها جاهزة ومستعدة فقط للذهاب الى الاقتراع والانتخاب.
ياسيدي اتعلَّم ان مرجع الطائفة عندما اقترب العدو الداعشي أعلن فتوى الجهاد الكفائي وأوصى بالانخراط في القوات الأمنية لردع الخطر وقد لبى الدعوة أبناء الملحة والخايبةفاستشهد من استشهد وجرح من جرح ومنهم من ينتظر الا هم واولادهم، ياسيدي لِغَد تغيروا وباتت دنياهم دنيا هارون بل انهم اقسى من هارون واخشن!
رسالة افتراضية الى شهيد الأمة أية الله العظمى محمد باقر الصدر(قدس) بمناسبة قرب ذكرى استشهاده