يبدو ان الحيرة وخيبة الأمل التي يعيشها السيد السيستاني على درجة كبيرة حيث جعلته صامتا طيلة ثلاثة أسابيع ازاء الأزمة الحالية التي تعصف بالبلد بعد التظاهرات الجماهيرية في المدن الغربية والاعتصامات التي مازالت مستمرة فلم يبنت ببنت شفة ولم نسمع له بيان أو خطاب أو تصريح عن مايجري وعن حال ومطالب المتظاهرين الا بعد ثلاثة أسابيع مما يدل أنه تعرض الى ضغط شديد ذاتي وخارجي بضرورة التدخل وابداء الرأي فليس من المعقول ولا المقبول ان يبقى ساكتا والأمور يسيرها الساسة الى التدهور والطائفية والمذهبية فأراد وأرادوا أن يكون التدخل وابداء الراي ولو صوريا وتحصيل حاصل بل حتى لو كان فيه استغفال وتهافت عسى أن يمر فيسجل له فقط انه تدخل وابدى رأيه لدفع شبهة او احتجاج او نقد وحتى لايقال عنه كذا وكذا وحوصلة مريده لاتتحمل بعد من كثرة مايقال…وفحوى تدخله وموقفه في التظاهرات الغربية هو ان على الحكومه الاستجابة لمطالب المتظاهرين وفق الدستور والملفت للنظر والواضح الصريح الاساسي لمطالب المتظاهرين 1- الغاء المادة 4 ارهاب 2- الغاء قانون المساءلة والعدالة 3- بالاضافة الى الافراج عن المعتقلات والمعنقلين وقرار العفو العام ..وكل هذه المواد دستورية والمطالبة بالغاءها او رفعها مخالفة دستورية وليس وفق الدستور والتي يراد اقرارها واتخاذ قانون بها يخالف الدستور وبنوده !
فكيف لعقل سليم يجمع بين تأييد الدستور وبين تأييد مطالب المتظاهرين المخالفة للدستور بنفس الوقت ؟! وكيف نفهم وكيف نصدق انه تدخل جدي صادق وتأييد حقيقي لمطالب المتظاهرين وليس تدخل وتأييد شكلي ظاهري اعلامي لايقدم ولايؤخر ولاينفع لحل الازمة او انصاف المتظاهرين وهو تحصيل حاصل لايصدر عن جاهل …بل اكثر من ذلك يمكن القول انه تدخل وموقف رافض لمطالب المتظاهرين وتجديد الامضاء والاقرار والتأكيد على تفعيل الدستور وانه اشارة واضحة للمتظاهرين بان مطالبكم مخالفة للدستورومتجاوزه عليه فأسكتوا وأنتهوا قبل ان تنهوا وبالتالي هو موقف مؤيد وداعم للمالكي وحكومته وتصريحاته واعطاءه مطلق العنان ليحلق في فضاء المذهبية والطائفية والقمع الذي يعد له ….فما معنى تاييد المتظاهرين ومطالبهم اذن..اذا كانت مخالفة للدستور والسيد السيستاني يشترطها ان تكون وفق الدستور ..ولا ادري هل هو استغفال ام استحقار ..فكان له المفروض أما أن يقول لانؤيد المطالب لانها مخالفة للدستور ولايجوز للحكومة الاستجابة لها..وأما ان يقول نحن مع المطالب ويجب النظر في مواد الدستور وبالذات ما تخص مطالب المتظاهرين…على الأقل موقف شجاع ولو لمرة واحدة في العمر الطويل…ولكن كيف وما زال السيد السيستاني مؤمنا معتقدا عابدا للدستور الوضعي المحكوم بقانون بيرمر سيء الصيت والذي اوجب عليه السيد السيستاني بالتصويت بنعم ….بعد كل هذه المصائب والويلات والصراعات والدماء والفساد والتفرقة والتطبيق الانتقامي المزاجي لبنوده وفقراته
..فلا حول ولاقوة الا بالله