4 نوفمبر، 2024 9:24 م
Search
Close this search box.

السيد السيستاني بين المرجعية وقلة بضاعته الإصولية

السيد السيستاني بين المرجعية وقلة بضاعته الإصولية

لعلم الاصول الدور الرائد الأساسي في تشخيص الواقع باعتباره النظرية والخريطة الذهنية والقواعد الفكرية الكلية التي يتمتع بها المجتهد, بل هو المائز والمؤسس للفارق بين هذا المجتهد او ذاك في الملكة العلمية, فمن كان أعلماً في علم الاصول قطعا يكون اقوى ملكة وادق واعمق في التشخيص والاستدلال, باعتبار ان من يمتلك الذهنية الاصولية العالية يكون اكثر التفاتاً , وأكثر وأقدر على الجمع وحل التعارضات وأقوى استبياناً وتوضيحاً لمعاني المفردات من ظاهرها, أضف الى ذلك الملازمات العقلية ومايترتب عنها من إستدلال ونتائج تصيب الواقع بدرجة عالية, ولاتقف الحاجة الإصولية فقط في الموارد الحكمية باستنياط الاحكام الشرعية بل يتعدى ذلك في كل الموارد الإخرى تاريخية او عقائدية او تفسيرية او غيرها فجميعها لاتستغني عن الفكر والذهنية الإصولية باعتباره القاعدة الكلية, وعلى العكس تماماً فمن كانت بضاعته الاصولية قليلة او ضعيفة او لا أثر لها فقد لايصل أصلاً الى النتيجة والاستدلال الواقعي الصحيح او انه يقع في المحذور والشبهة فيستدل باستدلال يسبب له الحرج العلمي حسب النتائج المكشوفة والمترتبة , هذا المفهوم الذي تحدثنا عنه باتجاهه الايجابي والسلبي تكشف عنه التجربة والسيرة العلمية للعلماء والبحوث والمواقف او التبني لأراء والتي هي بالملازمة كاشفة عن المستوى الإصولي الإرقى من المستوى الاصولي المتدني, والذي يترتب عليه وعنه مسؤولية شرعية ملزمة للمكلف امام الله تعالى بوجوب تقليد الأعلم ومراجعة تقليده من جديد وهذه من ثمار مناقشة شخصية المختار, فمثلا سماحة السيد السيستاني تبنى رأي ابن نما الحلي ورأي السيد الخوئي القائل بمدح المختار وصلاح عقيدته وإيمانه بحجة انه قتل قتلة الحسين عليه السلام وما تسببوا فيه من أذى وألم وحزن لأهل البيت عليهم السلام , وافرح الرسول الامين صلى الله عليه واله واله الاطهار ,وقد ناقش اراءهم سماحة السيد الصرخي الحسني وفند هكذا استدلال من خلال الأنوار الاصولية فابطل الكبرى, واوضح انه ليس كل من قتل قتلة و اعداء أهل البيت عليهم السلام فهو صالح الإيمان والعقيدة فلاتوجد ملازمة عقلية ولا واقعية او تاريخية ؟! وزاد في الاستدلال على بطلان هكذا استدلال في محاضرته التاسعة من خلال الدليل الروائي الذي ينقل ما تسبب به ابا الخطاب (المغيرة بن سعيد ) بانحرافه وضلاله وظلمه من خوف الامام عليه السلام على الدين و أذى وألم وحزن وسهر وقلقل للامام المعصوم عليه السلام فقد جاء في الرواية الطائفة الاولى / 1 ( سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول اللهم العن ابا الخطاب فانه خوفني قائما وقاعدا وعلى فراشي اللهم اذقه حر الحديد ) وفي رواية ثانية معجم الرجال ج15 (قال ابو عبدالله يوماً لاصحابه لعن الله المغيرة بن سعيد….أبيت خائفاً وجلاً مرعوباً يأمنون وأفزع وانا ساهر اتقلقل…أبرأ الى الله مما قال فيَّ ابو الخطاب لعنه الله ……..)
فنلاحظ ان ابا الخطاب فاسق فاسد منحرف ضال آذى الامام المعصوم شديد الأذى بحيث شكى منه المعصوم ولعنه ودعا عليه بان يذوق حر الحديد, وتحقق دعاء المعصوم وقُتل ابا الخطاب وذاق حر الحديد ؟ ولكن على يد من ؟ على يد ظالم اسمه (عيسى بن موسى) ولي العهد العباسي فاسد العقيدة وعدو وظالم لاهل البيت عليهم السلام ؟ فقتلهِ ابا الخطاب غير كاشف او سببا لإيمانه وصلاح عقيدته فهذا أمر اخر فهو من باب تسليط ظالم على ظالم ؟ فكيف يفتي السيد السيستاني على صلاح إيمان وعقيدة المختار بحجة وبعلة انه قتلَ من قتل وآذى أهل البيت عليهم السلام؟ فيلزم على إستدلاله هذا وفتواه وحجته التي استدل من خلالها يكون قد أفتى بصلاح عقيدة عيسى بن موسى ولي العهد العباسي عدو اهل البيت عليهم السلام وظالمهم؟ بلحاظ العلة والسبب والحجة واشتراكها بين المختار وعيسى بن موسى فكلاهما قتلا أعداء اهل البيت عليهم السلام ؟! والحقيقة ان السيد السيستاني اما ملتفت لهذا او غير ملتف ؟ فان كان ملتفتاً فهذه مصيبة وطامة كبرى ! وإن كان غير ملتفت فهي ايضا مصيبة وطامة كبرى لانها كاشفة عن قلة بضاعته الإصولية والتاريخية وهو ما لايتناسب مع عنوان المرجعية ؟!

أحدث المقالات