تلعب اليوم المرجعية العليا متمثلة بالمرجع السيد علي السستاني سواءاً بشخصه أو بشخص ولده محمد رضا أو بخطيبي صلاة الجمعة في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي أو السيد أحمد الصافي دوراً كبيراً في الواقع السياسي العراقي لا يمكن اغفاله أو نكرانه بل هو في الحقيقة المؤثر الاقوى في القرارات السياسية للحكومة العراقية من خلال توجيهات و اتصالات مباشرة أو من خلال خطب الجمعة في العتبة الحسينية المقدسة ، و هذا التاثير يمتد ليغطي أغلب الكتل السياسية الشيعية و الاحزاب التي لا تنفك أن تكرر و تصدع في كل آنٍ و حين أنهم أبناءُ المرجعية و لا يتعدون توجيهاتها و تسير بأوامرها, و هذه الشعارات و الادعاءات كانت ( الجوكر) في لعبة الانتخابات و سبيلهم في تحصيل اصوات الشيعة و التسلق عليها الى الوزارات و المناصب الحكومية المكاسب الحزبية ,
و اليوم تعيش هذه الاحزاب و الكتل صراعاً و تنافساً بينها من أجل رئاسة التحالف الوطني الذي يعتبر بوتقة و قلعة للشيعة و اهم الوسائل في توحيد الخطاب السياسي و تنسيق المواقف باتجاه مختلف القضايا التي تصب في مصلحة هذه الطائفة ، بالاضافة الى رمزية المنصب و تأثيره في الشارع الشيعي و لكل هذا و أكثر نرى الاحزاب و الكتل السياسية تسعى اليه بقوة حتى من أظهر كرمه بهذا المنصب عقد صفقات تحت الطاولة ضمن توزيع للمكاسب و محاصصة المنتصرين و لا يتجاوز مخرجات التحالفات في المعترك الانتخابي الاخير ،
أذن لماذا لا يكون السيد السستاني بتأثيره الكبير و ما يمتلكه من مقومات و رمزية للمكون الشيعي على رأس التحالف الوطني الممثل للكتلة الشيعية و بهذا يمكن ضبط حركة الاحزاب و الكتل السياسية و مراقبتها و تكون لتوجيهات المرجعية صفة الالزام الحقيقي بدل التوجيه غير الملزم أو الطلبات ذات صفة التخيير أو الرجاء و العمومية التي تنطلق من منبر الجمعة و لا تجد لها مساحة في التنفيذ لعدم تحديدها و تشخيصها للجهة او الجهات المشمولة بالأمر او التوجيه ، و طبعاً لا يعني هذا الامر أن يكون السيد السستاني بشخصه على رأس التحالف الوطني و انما يمكن أن يكون السيد( أحمد الصافي ) عضو الجمعية الوطنية السابقة و أمام جمعة كربلاء المقدسة و أمين عام العتبة العباسية هو من يتسنم المنصب و يكون ممثلاً عن المرجع الاعلى و ناقلاً لتوجيهاته و يتحمل المسؤولية أمام الشعب و أمام المرجع في كل ما يحصل من حركة الماكنة السياسية الشيعية من قرارات و مواقف سياسية و تقريب في وجهات النظر و العمل السياسي المنظم و التنسيق بين مكونات التحالف من أجل مصلحة الوطن و المذهب ،
أننا سنجني الكثير من المكاسب و الفوائد اذا ما أخذت هذه الفكرة حيز التطبيق منها أن تأخذ المرجعية مكانتها الحقيقية في قيادة الامة و التي سعى لها الانبياء و الائمة من بعدهم و كل العلماء العاملين فهو هدف سامي يسعى اليه جميع المسلمين و هذه فرصة يجب أغتنامها لأنها مطلب الناس و كذلك نزع فتيل الصراع بين الكتل السياسية حول هذا المنصب و أعطاء التحالف الوطني زخماً كبيراً لارتباطه المباشر بالمرجعية العليا و ضبط حركة الكتل السياسية بما ينسجم مع توجهات المرجعية و مصلحة الشعب و الوطن ،اعطاء هذه التوجيهات الصفة الرسمية و صبغة الالزام في التفيذ في كل المجالات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية ، ستعطي هذه الخطوة قوة كبيرة للعراق لما تمتلكه المرجعية من رمزية و سمعة طيبة في النطاق الدولي و خاصة عند الدول المؤثرة في المشهد العراقي و الاقليمي بالاضافة الى الكثير من الايجابيات على المستوى الداخلي عندما تتوفر للشعب قناة مؤثرة تنقل هموم الناس و مشاكلهم و تذلل ما يمكن تذليله من معوقات صاحبت المشهد السياسي منذ التغيير و الى اليوم حتى دب اليأس في نفوس الناس في أمكانية التغيير الى الافضل أو أيجاد فسحة أمل في مستقبل العراق مما نشهده من تدني كبير في كل الاصعدة الخدمية و الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية و الدينية فلكل هذا و غيره من فوائد لا يسع المجال لذكرها و سنلتمسها مستقبلاً أطالب أن يكون السيد السستاني على رأس التحالف الوطني و أدعو الى حملة كبرى على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة للضغط على المعنيين من أجل تفعيل هذا المطلب و أمراره للخير الوفير الذي سنجنيه و لأنه يصب في مصلحة الشعب و اذا رفضت المرجعية هذا الطلب فهي تضيع علينا فرصة للتصحيح و الاصلاح قد لا تتكرر و سيبقى الشيعة يتخبطون في امواج مصالح الاحزاب السياسية و لا من منقذ لهم ، يسيرهم الاعلام الموجه من قبل أصحاب المصالح و تكتفي المرجعية بالتوجيه عن بعد . و الله من وراء القصد .