إبتكرت قناة الشرقية الفضائية برنامجا سياسيا خلال شهر رمضان بعنوان السيد الرئيس ، أوكلت مهمة تقديمه لرئيس مجلس النواب الأسبق محمود المشهداني ، وعماده استضافة مجموعة من الوزراء والنواب في جلسة حوارية لمناقشة أبرز القضايا والملفات التي رافقت العملية السياسية في السنوات العشر الماضية .
يبدو البرنامج أقرب الى إعلان مدفوع الثمن من بعض الكتل والأحزاب التي حضر ممثلوها لهذه الجلسات ، ومايدفعنا لهذا الأعتقاد مايلي ؛
*كشف الضيوف عن آراء نقدية للعملية السياسية وأخطائها وكأنهم ضيوف مراقبون وليس مشاركين بصناعتها وخرابها ..!
*غالبية الضيوف عبروا عن تمثيل الديمقراطية والتمسك بها والتغني بما حققته من تحول سياسي ، لكنهم في الحقيقة كانوا عبارة عن {دمى } تحركها خيوط يمسك بها رئيس الكتلة او الحزب ، وهي صورة اقرب لمسرح الدمى ، مايجعلنا نطلق عليها الدمى قراطية ..!
شاهدت العديد من حلقات هذا البرنامج (البروباغندا ) وسمعت آراء ضيوفه ، وكنت ارجو ان يُستبدل هذا النمط المكرر من خلال استضافة شخصيات أكاديمية وأخرى إعلامية ذات كفاءة في تحليل الخطاب السياسي ، والمداخلة مع الضيوف في ضوء الأحداث والمنحنيات التي عاشتها العملية السياسية في أزمات متلاحقة .
اطروحات الضيوف اتسمت بالمجاملات وادعاء الحصافة واليقين والوطنية المجردة من روح الطائفية التي جعلت الوطن والعملية السياسية برمتها يرتكسان في مستنقع الفساد والخراب .
الشرقية نيوز اعطيت للمتابع تصورا عن دور مهادن حيث يبدو البرنامج وكأنه حملة ترويج للأحزاب والحكومة ، خصوصا في اللغة والطروحات التوفيقية وهي تدور في حلقة مفرغة ومغطاة بكلمات المجاملة المكشوفة للمشهداني .
شارك البرنامج بتغطية الأخطاء الكارثية للسياسيين والمسؤولين ، والهروب من مناقشة عمق الأزمة في الدستور المفخخ ، والأرتهان للاطراف الدولية والأقليمية ، والصراع الطائفي بهدف الأنتصار على الآخر والأستحواذ على السلطة والمال والنفوذ ، ووجود حكومة فاشلة تبدع في صنع الأزمات والأخطاء وزراعة اليأس لدى المواطن .
فشل المشهداني في تقيدم برنامج يشخص العلل ، كما فشل في ادارته لمجلس النواب الذي انتهى بفضيحة راتبه التقاعدي البالغ 50 خمسون مليون دينار عراقي ، في واحدة من علامات الفساد السياسي والمالي لمجلس النواب العراقي .
[email protected]