23 ديسمبر، 2024 1:33 م

السيد البرزاني ضربة معلم ..

السيد البرزاني ضربة معلم ..

مهما كانت التبريرات ورتق الفتوق من قبل رئاسة الاقليم بعد تصريح السيد البرزاني الاخير لقناة روسيا 24وما نقل على السن المسئولين الاكراد من تكذيب او نفي لقول السيد البرزاني من أن الترجمة كانت غير موفقة حول عبارة السيد الرئيس البرزاني (بأن استقلال الاقليم مستحيل ) او ان السيد الرئيس لم يقصد القول او اي مناورة دبلوماسية لتغيير قول الرئيس هي في الحقيقة لا يمكن أن تأتي بأكلها وتنتج نتائجها المرجوة ولا يمكن أن تغير من مسار القول ولو أن هذا الامر متبع دبلوماسيا لكن الحقيقة أو القول الذي ادلى به السيد الرئيس البرزاني يبقى هو هو والسيد
مسعود قصد ماقال والترجمة صحيحة ولو كان المتحدث غير السيد الرئيس برزاني لما رجرج الساكن وتحرك القائل لينفي ..
اعتقد ويعتقد مثلي الكثيرين أن السيد مسعود البرزاني بتصريحه الاخير ضرب عدة عصافير وأصابهن بحصى واحد وقد نجح ونتائج تصريحه جائت بسرعة ومسك قطافه ..
فالرجل يعني بقوله الكثير منها انه اراد فك تعقيدات الحراك الطويل الذي يجري في الاقليم والذي جاء بعد انتهاء ولاية السيد برزاني لرئاسة الاقليم وأعتراض الاحزاب الكردية الرئيسية في هناك من تجديد ولايته ثانية وقد اصبح نجاح هذه الاحزاب في مسعاها قاب قوسين أو ادنى وهي تريد أن ترى الديمقراطية الكردية متفوقة على نظيراتها في المنطقة ولا يتم ذالك الا بأزاحة البرازاني من منصبه الذي تبوأه منذ العام 1996 بعد انتهاء الصراع بين الحزبيين الرئيسين في الاقليم واستعانة السيد برزاني بالجيش العراقي آنذاك لتعاد الكفة له بعد طرد حزب البارتي الطالباني
من ميزان القوة المعادلة له ويستمر الرجل في الحكم الى اليوم بأنتخابات أما صورية أو جماهيرية وهي معروفة في دول الشرق الاوسط وحصول الرؤساء على 99% سواء حصل هذا من قبل الجماهير ام لم يحصل ,,وفعلا وبعد ايام من ذاك التصريح وايصال السيد برزاني للمجتمع الكردي برسالته تلك أجتمعت الاحزاب الاربعة الرئيسية لتقترح مقترحين لرئاسة البرلمان والى الحزب الديمقراطي أن البقاء حتى الانتخابات القادمة اي أن الحزب الديمقراطي ضمن بقاء السيد البرزاني للفترة القادمة كيف تم ذالك وما علاقة التصريح بذالك ؟
طبعا الاحزاب ككل والمجتمع الكردي عموما تعتقد وتتمنى وهي تعمل جاهدة لتحصل على تقرير المصير وأعلان الاستقلال كأمنية لها منذ عشرات السنين والجميع يعتقد أن عائلة البرزاني هي القادرين وبقوة على تحقيق ذالك والسيد مسعود ورث هذا الاصرار وهو سياسي متمرس وعارف ببواطن نقاط الضعف والقوة في المفاوضات للحصول على هذا المطلب لأنه صاحب اطول فترة لرجل يحكم في المنطقة وأي شخص كردي يأتي غير السيد البرزاني لايمكن أن ياتي بهذا النصر وهذا الحلم وبالتالي فأن فورة المنطقة والصراعات والحروب في العراق وسوريا وتدخلات تركيا كلها استثمرت من قبله
وبشهادة الخصوم واي ابتعاد للرجل يعني ابتعاد ذالك الحلم وضياع كل تلك المكاسب وتصريح السيد مسعود جاء بعد شعوره أنه قد يبعد من المنصب فارسل رسالته أن الاستقلال مستحيل في خضم هذه الاحداث وكأن هذه الاحداث التي تعصف بالمنطقة قد ولدت يوم التقت بالرئيس قناة 24 الروسية وليس منذ اكثر من خمس سنوات تقريبا اذن السيد مسعود اراد أن يقول للأحزاب والجماهير ان الاستقلال مستحيل اذا لم يكن موجود على قمة الهرم الكردي وبهذا حصل الرجل بسهولة وبتصريح بسيط على انتباه الشعب الكردي ليضغط على أحزابه وتخرج بالمقترحين الاخيرين .
طبعا لم يكن هذا كل ما اراده السيد البرزاني في تصريحه الاخير بل أن اراد ايضا أن ينقل رسالته الى دول أخرى تريد أن ترى الاقليم دولة كردية ذات حدود بعيدة عن العراق وتتمنى أن ترى العراق دويلات متعددة وأقرب من يبدا بذالك هم الاكراد ومنهم اسرائيل وأمريكا التي تلعب اليوم دورا كبيرا في ترسيخ هذا التشضي ولا تتوانى يوميا أن تعلن أن العراق لايمكن أن يكون مثلما كان قبل العام 2003وهو يعني أن تسارع تلك الدول بأعطاء دور أكبر للاقليم لممارسة اعماله من أجل الانفصال ومحاولة منه لجذب تلك الدول وتجهيزه بالاسلحة والمال لبناء الدولة الكردية ,,بالاضافة
الى ذالك ان الوضع الكردي خاصة والوضع العراقي عامة يمر بأزمة مالية خانقة لم تمر على الاقليم سابقا ولا على الشعب الكردي الذي عاش بوضع مالي وامني مستقر نسبيا قياسا للعراقيين في باقي المدن العراقية وما يمر به اليوم يسبب أزمة كبيرة تجعله (الشعب ) يشعر أن السيد مسعود هو الوحيد القادر على انقاذ الشعب من هذه الازمة الاقتصادية الى بر الامان .
أعتقد ان التصريح هذا لو كان قد خرج من غير فم السيد البرزاني لم يتحرك اي مسئول كردي لنفيه ومحاولة تصحيحه لكنه فعلا تصريح شجاع من قبل السيد البرزاني وأنا اعتبرها ضربة معلم فالسيد البرزاني رجل سياسي متمرس ولايمكن ان يتحدث حتى بأي موضوع يخالف تطلعاته ولايمكن أن يقترب من تلاعب الالفاظ او ارسال رسائل مبهمة وغير واضحة وهو يعرف جيدا عواقب ذالك كما أن الحديث عن الترجمة والتحريف ايضا لايمكن الحديث عنه فمن المتعارف عليه أن الرؤساء يعتمدون مترجمين محترفين ذوي سمعة بالترجمة جيدة وأغلبهم قريبين على القرار السياسي واللغة الكردية ليست من
اللغات التي تفتقر لمثل هؤلاء ولو كان الرئيس يريد غير الذي يعنيه لتحدث بلغة أخرى كاللغة العربية مثلا او اعتقد الروسية الذي يجيدها ايضا لكان الامر مختلف .
نجح السيد الرئيس وأوصل رسالته بدقة وقطف ثمار تصريحه وسمع تصريحه بوضوح الشعب الكردي من القناة 24الروسية وما محاولات البعض اللذين ارادوا أن يفسروا او يعلنوا أن الرئيس لايقصد أو لم يقل او الترجمة غير دقيقة كلها لا تفي ولا تقنع ولا تصدق ولايمكن أن تغلب على رأي او عقل .
[email protected]