منذ آن شاهدت اللقاء بين السيد القبانجي والشيخ محمد كاظم الحميداوي على قناة الحرة عراق وإنا أتابع كل مانشر وماكتب عن هذا الرجل خصوصا وانه يصوب سهامه على مواضع متعددة من جسد العقيدة الاسلامية بصوره عامة وعقائد التشيع بصورة خاصة ,فهويصنف الإله مرتين مرة آله أنبياء ورسل صارم رهيب ومرة آله فلاسفة لطيف وحبيب …ثم ينبري للتشكيك بذات الوحي وكيف كان على الرسول آن يصدقه ولم لم يطالبه بهوية أحوال مدنية اوبطاقة سكن اوتموينية ليعود ويصف يعض صور القرآن بالتهافت اللفظي والمعنوي ليخلص إلى حقيقة آن هذا القرآن ليس من عند الله وانه موضوع اومحرف لكنه لاينفك بالاستشهاد ببعض آيات القرآن إذا اقتضته الحجة ذلك ..تارة أخرى يتناول الصلاة والصوم والعبادات بسهامه وكذا حجاب المرأة ثم قضية الحسين ,,الخ وهو في كل هذا يمارس مشكورا تسطيحا في المفاهيم والمعاني وثنائيات فضفاضة في المنطق والهرطقة من باب آن لم يكن الأمر كذا لم كان كذلك وان كان كذلك لماذا هو هكذا دون آن يعطي حلولا بديله لمفاهيم التوحيد والوحي والرسول والإمامة ولم يقترح علينا ترك القرآن وإيجاد بديل له كما فعل بهاء الله بل هو نفسه يعود للاستشهاد به عند الحاجة …انه يقتنص المتشابه والمنسوخ من آيات القرآن ويمعن في استهلاك المعنى الظاهري فيفسره بسطحية ودهرية لاتصدق وهو ابن مدرسة الأصول والمنطق ويدرك تمام الإدراك آن لظاهر القرآن باطن لايجلى إلا لوقته وزمانه ولايفسر الا بترجمانه من اهل البيت عليهم السلام ,وليس هذا وحسب بل يضيف لبضاعته الفكرية أغلفة الوجدان التي يكثر استعمالها كعنوان تجاري مع علمه المسبق بان الوجدان هو فضاء مفتوح بلا حدود يحق لأي بشر آن يقتطع إي مساحة منه لنفسه لأنه غيب في مكنون بواطن النفس والضمير الذي لايعلمه الا الله تعالى…ولاغرابة ان نجد جل جمهوره من مريدي العلمانية والالحاد وبعض المتشككين من عقائد التوحيد والرسالة والامامة خصوصا من شيعة ال محمد ص
والعجب كل العجب من موقف الحوزة العلمية في النجف حيث لازالت تلتزم الصمت كعادتها في أكثر المواقف تجاه رجل تربى في احضانها ثم انسلخ على حين غرة من بين ظهرانيها ثائرا متمردا على كل ماتعلمه هناك ,وكل ما لمسناه من ردود فعل هو براءة عائلته منه على استحياء وبعضا اتهمه بالجنون واخرين فسقوه كما جرت المودة لديهم وغيرهم اعتبروه لايستحق الرد وحتى الشيخ الذي ناظره على فضائية الحرة عراق كان يقابله بغير اكتراث وبراس متصدع بهموم اخرى غير هم الدين والمذهب الذي عقده السيد الصدر امانة في اعناق طلابه الذي كان هو احدهم
ولو آن لدي الاطمئنان على دين الله ورسوله بمصداق الآية الكريمة (بسم الله الرحمن الرحيم “هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون:).لكن مكامن الخطورة فيما يرشح عن السيد القبانجي متعددة الأوجه.
اولا_كون السيد ربيب الحوزه العلمية ومن عائلة حوزوية فانه يكون للاخرين اكثر اهلية لنقد الفكر الديني واكثر اقناعا لغير المتخصصين بالعلوم الدينية فيكون لمايسوقه من فكر درجة من المقبولية لدى البسطاء من الناس واكثر حجية لدى الملحدين والعلمانيين كيف وأهل مكة ادرى بشعابها
ثانيا_آن سكوت المرجعية عن الكثير مما صدر من السيدالقبانجي إما يدل على ضعف في منهجية الرد على مناوئي الفكر الديني لدى مسئولي الحوزة , أو مؤشر إهمال لها في الاضطلاع بمسؤوليتها في مجال التصدي للافكار البالية والمنحرفة الدينية والالحادية والتي جابهت الرسالة الاسلامية على مدى التاريخ لتجد من يتصدى لها من أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم أو تلامذتهم النجباء ,في حين مانراه حاليا من قبل المرجعية هو اهمال للموضوع برمته واهمال في الرد الممنهج
ثالثا_ان الشريحة المستهدفة في فكر السيد القبانجي والاشد خطورة في حال الايمان به هم ليسوا طلبة الحوزة وعلماء الدين والعموم من المؤمنين الذين رسخ الدين والتوحيد في قلوبهم ,وليسوا معتنقي الالحاد والعلمانية, لكنهم النشيء الجديد البكر الذين لايزالون يجهلون الكثير من تعاليم الدين الحنيف واوليات العقائد الربانية انهم الاغصان الغضة التي ان نمت على اعوجاج فستبقى ابدا مصدر اعوجاج في جسد المجتمع المسلم ,واصلاحهم وصلاحهم هي ذمة ومسؤولية المتصدين للمرجعية ..ان ثقة المرجع العالية بنفسه من عدم الانحراف لدى سماعه افكار السيد القبانجي لايعفيه من مسؤوليته في تحصين الأجيال الجديدة من الشباب المسلم من هذه الافكار
وبعد إن حصل ماحصل للسيد في ايران واطلاق سراحه وعودته للعراق ,فان ما أمله من الحوزة العلمية هو عدم ملاحقة السيد وطلب اعتقاله أو تضييق الخناق عليه , بل ملاحقته فكريا وترشيح من هو مؤهل للرد عليه والاكثار من مناظرته والرد علية في الفضائيات والصحف يما نملك ونرث عن أهل البيت من الحجج البالغة دون الإساءة إليه أو ممارسة إشكال التعسف ضده,ولنا في هشام بن الحكم ومؤمن الطاق من اصحاب أبي عبدا لله الصادق عليه السلام أسوة حسنة ولله تعالى الحجة البالغة اولا واخرا