7 أبريل، 2024 3:33 م
Search
Close this search box.

السيدية حزينة …. دمعة اثقل من الجبل …

Facebook
Twitter
LinkedIn

على خلاف ما كنت أراها في الليالي التي سبقت الجريمة الارهابية البشعة في الكرادة  بدت  منطقة السيدية  كئيبة ، خافتة ،  حزينة  ، بعد كان  شارعها  التجاري مزدحما بالمارة ليلا ، متلئلا بانواره ، وضاجا بحركته وصخبه الجميلمكتظا بالناس من أهلها ، وما جاورها من المناطق في اطراف الكرخ من بغداد ، للتبضع والنزهة وتمضية وقت جميل في مطاعمها أو مقاهيها التي عادة ما تمتليء بالعوائل بعد الافطار ، وتستمر الى ساعة متأخرة من الليل
 
السيدية كما هي أخواتها البغداديات والعراقيات عموما ، لبست  ثوب الحداد على ضحايا شقيتها الكرادة وبان الحزن واضحا عليها.. وأوقد أهلها الشموع على امتداد الشارع التجاري والازقة المتفرعة منه والاحياء ،  والمكبرات تصدح بالقرأن  الكريم والذكر والادعية والصلوات وقراءة الفاتحة على ارواح الشهداء … ..
وأنت تطالع الوجوه  في الشارع  تشعر بوجع الالم يعتصرها ، والحزن يخيم عليها ، والغضب الشديد على تلك الوحوش الكاسرة التي لا تنتمي للانسانية بصلة عندما اقترفت هذه الجريمة في الايام الاخيرة من شهر رمضان المبارك …  وسرقت فرحة العيد من الصغار والكباروأصبح  في كل بيت عراقي مآتم ، وفي كل شارع عزاء على ضحايا الكرادة
لقد عبر العراقيون عن حالة الوحدة المصيرية فيما بينهم بهذه المواقف الوطنية الرائعة .. .. فكانت المشاعر طبيعية تنم عن وحدة متجذرة في النفوس ، وقائمة على الارض
حقا انها حالة مؤلمة تصعب على الرجال ، أن ترى الرجال  تبكي على الشاشات ..فدمعة الرجل اثقل من الجبل ، لكنها مع الأسف تسقط رغما عنه ، لصعوبة أن يرى إبنه أو أباه أوأخاه، وأبن بلده ، يتناثرجسده اشلاء ، بفعل سيارة جبانة غادرة ، أو عبوة حاقدة ، أو حزام ناسف ، أو يصبح حطاما ، وهباء منثورا ، كل ما بناه ، بتعب وجد وكد وعرق ، وبعد ان بلغ من العمر مبلغا لا يستطيع ، أن يعيد بناء ما تحطم ، لان عقارب الزمن لا تعود الى الوراء
وهذا العزاء ، والمشاعر المشتركة تخفف الالم .. وترسل رسالة واضحة ان الدم العراقي واحد من كل الطوائف والاديان والقوميات .. والمحاصصة بدعة  سياسية غريبة ، جاء بها الاحتلالويجب ان تنتهي
 
وسؤال حائر وسط اجواء الحزنكم  يا ترى يدفع العراقي من دمه ، ومن حريته ، وحركته  ، وماله الخاص والعام ، وكم يرصد من ميزانيات ، وامكانات بشرية ، ومادية للأمن ، لكي يأمن على حياته ؟….
سؤال يتردد كثيرا على مدى ثلاثة عشر عاما ولم يجد المواطن له جوابا غير الالم والدم  .. والدمع المنهمرفالى متى  يستمر ..؟..!..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب