23 ديسمبر، 2024 3:00 م

السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليهم السلام)

السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليهم السلام)

فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم  (ع) سابع أئمة أهل البيت وأخت الإمام علي بن موسى الرضا  (ع). ولدت في مدينة جدها النبي محمد (ص) في الأول من ذي القعدة عام 173 هـ، وتوفيت في مدينة قم المقدسة بإيران في العاشر من ربيع الثاني عام 201 هـ ودفنت فيها ، ومرقدها الآن يتوسط المدينة يزوره المسلمون الشيعة.
وهي السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليهم السلام ) ، سليلة الدوحة النبوية المطهرة ، وغصن يافع من أغصان الشجرة العلوية المباركة ، وحفيدة الصديقة الزهراء ( عليها السلام ) المحدِّثة ، العالمة ، العابدة .
اختصتها يد العناية الإلهية فمنت عليها بأن جعلتها من ذرية أهل البيت المطهرين سلام الله عليهم أجمعين.

فهي السيدة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي السجاد بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام).. لقبها أخاها الإمام علي بن موسى الرضا(ع) بـ(معصومة) لما رآه في شخصيتها من ورع وتقوى وتفقه في الدين .
وُلدت السيدة المعصومة ( عليها السلام ) في المدينة المنورة في الأول من شهر ذي القعدة عام ( 173هـ ) على أصح التواريخ .
وترعرعت في بيت الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، فورثت عنه من نور أهل البيت (عليهم السلام) وهديهم وعلومهم في العقيدة والعبادة والعفة والعلم ، وعُرِّفت على ألسنة الخواص بأنها :
كريمة أهل البيت عليهم السلام ، حيث يروى أن جدها الإمام جعفر الصادق (ع) كناها بكريمة آل البيت .

نشأت السيدة فاطمة ( عليها السلام ) تحت رعاية أخيها الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، لأن هارون العباسي كان قد سجن أباها عام ولادتها ، فأودعه سجونه الرهيبة الواحد تلو الآخر ، إلى أن اغتاله بالسم عام  183هـ  .
فعاشت السيدة المعصومة مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا عليه السلام  .
وقد أجمع أصحاب السير والتراجم على أن أولاد الإمام الكاظم ( عليه السلام ) كانوا أعلاماً لائحة في العبادة والتقوى والنُّسك .
ولدت السيدة المعصومة في عهد هارون العباسي ، ففتحت عينيها منذ صغرها على وضع سلطوي إرهابي ، فلقد قامت أركان الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية ، وتستر العباسيون وراء شعار رفعوه في بداية أمرهم هو : الرضا من آل محمد ، ليوهموا طائفة من المسلمين الموالين لأهل البيت  عليهم السلام  .
لكنهم ما إن تسنموا سدة الحكم واستتبت لهم الأمور حتى انقلبوا على أهل البيت ( عليهم السلام ) وامتدّت أيديهم بالقتل والبطش والقمع لكل من يمت لهذه الدوحة العلوية الشريفة بصلة ، فلاحقوا أئمة أهل البيت  عليهم السلام وقتلوهم وسجنوهم .
اكتنفت السيدة المعصومة ( عليها السلام ) – ومعها آل أبي طالب – حالة من القلق الشديد على مصير الإمام الرضا ( عليه السلام ) منذ أن استقدمه المأمون إلى خراسان .
فقد كانوا في خوف بعدما أخبرهم أخوها أبو الحسن الرضا  عليه السلام أنه سيستشهد في سفره هذا إلى طوس ، خاصة وأن القلوب ما تزال تدمى لمصابهم بالكاظم (عليه السلام) الذي استـقدم إلى بغداد ، فلم يخرج من سجونها وطواميرها إلا قتيلاً مسموماً .
كل هذا يدلنا على طرف مما كان يعتمل في قلب السيدة المعصومة عليها السلام  ، مما حدا بها – حسب رواية الحسن بن محمد القمي في تاريخ قم – إلى شد الرحال ، إلى أخيها الرضا عليه السلام  .

رحلت السيدة المعصومة ( عليها السلام ) تقتفي أثر أخيها الرضا ( عليه السلام ) ، والأمل يحدوها في لقائه حياً ، لكن وعثاء السفر ومتاعبه اللذينِ لم تعهدهما كريمة أهل البيت عليها وعليهم السلام أقعداها عن السير .
فلزمت فراشها مريضة مُدنَفة ، ثم سألت عن المسافة التي تفصلها عن قم – وكانت آنذاك قد نزلت في مدينة ساوة – فقيل لها إنها تبعد عشرة فراسخ ( 70 كيلو متراً ) ، فأمرت بإيصالها إلى مدينة قم ، فحملت إليها على حالتها تلك ، وحطت رحالها في منزل موسى بن خزرج بن سعد الأشعري ، حتى توفيت ( عليها السلام ) بعد سبعة عشر يوماً .
وفي أصح الروايات أن خبرها لما وصل إلى مدينة قم ، استقبلها أشراف قم ، وتقدمهم موسى بن خزرج ، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله ، وكانت في داره حتى توفيت في العاشر من ربيع الثاني سنة 201 هـ  ، فأمرهم بتغسيلها وتكفينها ، وصلى عليها ، ودفنها في أرض كانت له بقم المقدسة ، وهي الآن روضتها ، وبنى عليها سقيفة من البَواري (القصب المحاك) ، إلى أن بَنـَتْ السيدة ُ زينبُ بنتُ الإمام محمد الجواد عليه السلام عليها قبّة .
حرم فاطمة المعصومة هو القلب النابض لمدينة قم المقدسة، ومهوى الأفئدة، حيث في كل يوم من قبل طلوع الفجر وإلى ما بعد منتصف الليل في حركة دائبة مستمرة، والناس يغدون ويروحون بين متعبّد، وزائر، ومصلٍّ، وقارئ للقران، وطالب علم.
ويضمّ الحرم عدداً كبيراً من قبور العلماء والأولياء والصّالحين، دفن أصحابها بجوار فاطمة المعصومة، كما دفن في داخل الحرم عدد من العلويات وغيرهن، وكانت قبورهنّ متميزة تحت قبّتين، وأمّا اليوم فيضمهنّ ضريح واحد تحت قبّة واحدة، ولا يتميز من تلك القبور إلاّ مرقد المعصومة وقد وضع عليه صندوق خشبي.
وذكر صاحب كتاب تاريخ قم ص 214 أنّ القبة الأولى تضمّ قبر أم محمد بنت موسى الكاظم   (ع) وقبر أخت محمد بن موسى الكاظم (ع) وقبر أم إسحاق جارية محمد بن موسى الكاظم(ع) وتضم القبة الثانية قبر أم حبيب جارية أبي علي محمد بن أحمد بن الرضا (ع) ، وكانت هذه الجارية هي والدة أم كلثوم بنت محمد، وقبر أم موسى بنت علي الكوكبي، وقبر ميمونة بنت موسى أخت محمد بن موسى الكاظم (ع). كما دفن جمع من البنات الفاطميات والسادات الرضوية في هذه البقعة المباركة، كميمونة بنت موسى بن جعفر (ع)، وزينب وأم محمد، وميمونة بنات الإمام الجواد (ع).
بعد دفن كريمة أهل البيت شيّد موسى بن الخزرج مظلّة ـ سقيفة ـ من القصب فوق القبر.بعد ذلك بنت زينب بنت الإمام الجواد (ع) قبّة من الآجر فوق القبر.
• في سنة 413 هـ زيّن الحرم المطهر بالآجر الملوّن النفيس.
• في سنة 529 هـ أسّست قبة جديدة.
• في سنة 592 هـ جدّد بناء القبّة.
• في سنة 1218 هـ تمّ تذهيب القبّة بـ 12000 قطعة من الآجر المذهب.
• في سنة 1275 هـ صنع الضريح الفضي.
• في سنة 1285 هـ أسّست مآذن الإيوان الذهبي، وفي سنة 1301 هـ ذهّبت هذه المآذن.
• في سنة 1292 هـ صنع الباب المنقوش للرّوضة المطهرة.
• في سنة 1303 هـ أسّس الصّحن الجديد.
• في سنة 1306 هـ صنع الباب الفضي للحرم.
هذا وقد مرّ حرم فاطمة المعصومة في عمارته بمراحل عديدة حتى بلغ ما هو عليه اليوم من العظمة.
• قال الإمام الصادق عليه السلام : إن للجنّة ثمانية أبواب، ثلاثة منها لأهل قم، تقبض فيها امرأة من ولدي، واسمها فاطمة بنت موسى، تدخل بشفاعتها شيعتنا الجنّة بأجمعهم . {بحار الأنوار ج 60 ص 228}
• قال الإمام الرضا)ع) : (من زارها عارفاً بحقها فله الجنة).{عيون أخبار الرضا ج 2 ص 267}
• وقال (ع): (من زار المعصومة بقم كمن زارني) .{رياحين الشريعة ج 5 ص 35}
• وعن الجواد)ع): (من زار قبر عمتي بقم فله الجنة).{كامل الزيارات ص 536}
ظهرت للسيّدة فاطمة المعصومة كرامات كثيرة ، نقل بعضها مؤلّف كتاب كرامات معصوميه ، ومن تلك الكرامات التي نقلها هي عن أحد المهاجرين العراقيين حَدَث يوماً أن وُصف لي طبيب حاذق ، فاصطحبت والدتي له ، فعاينها ووصف لها علاجاً ، ثمّ إنّي عُدت بوالدتي إلى البيت ، وبدأت بحثي عن الدواء الذي وصفه لها ، فما وجدته إلاّ بعد عناء ومشقّة عظيمة .
ولمّا كنت في طريقي إلى المنزل ، وقع بصري على القبة المقدّسة للسيّدة المعصومة عليها السلام ، فألهم قلبي زيارتها والتوسّل بها إلى الله تعالى ، فدخلت الحرم المطهّر ، وألقيت بالأدوية جانباً ،وخاطبت السيّدة بلوعة وحُرقة
يا سيّدتي ، لقد كنّا في العراق نلجأ إلى أبيكِ باب الحوائج في كلّ شدّة وعُسر ، ونستشفع به إلى الله تعالى في قضاء حوائجنا ، فلا نعود إلاّ وقد تيّسر لنا عسيرُها ، وها نحن لا ملجأ لنا هنا إلاّ لكِ، وها أنا سائلك أن تشفعي في شفاء أُمّي ممّا ألمّ بها .
قال ولقد منّ الله تعالى على والدتي بالشفاء في نفس ذلك اليوم ببركة السيّدة المعصومة ، فاستغنينا عن الدواء .
لقد كانت السيدة فاطمة المعصومة(ع) نسخة من جدتها الزهراء عليها السلام في حياتها حيث قدمت الكثير للإسلام والمسلمين ودرّست الكثير من النساء وخرّجت الكثير من مربيات الأجيال الإسلامية التي حملت مشاعل الإسلام النورانية بيد من حديد ودافعت عن الإسلام ومقدساته ورموزه وأئمته خير دفاع وحافظت عليهم خير حفاظ . وما هذه الانتفاضات الشعبية الجماهيرية الثائرة ضد النظم الفاسدة التي تدّعي ظلما أنها إسلامية إلا تربية أئمتنا عليهم السلام ونسائهم وبناتهم كما قال العلامة كاظم اليزدي (رحمه الله) :

 لا عذّبَ الله أمي أنها شـــربتْ        حُبَّ الوصـــــــــــــــي وغذتنيه باللبن ِ
 وكان لي والد يهوى أبا حسن ٍ        فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسن ِ!!

 فكانت خريجة مدرسة أهل البيت الإسلامية والإنسانية .. تحدّث عن آبائها وتنطق عن روح القدس .. وقد حدّث عنها الكثير من العلماء والرواة والمحدثين .. وقد وردت في الروايات إن قوما جاؤوا للاستفسار عن مسائل فقهية إلى بيت أبيها الإمام الكاظم (ع) فلم يجدوه فأرسلت جاريتها إليهم لجلب المسائل وكتبت تحتها الأجوبة كاملة وانصرفوا وفي الطريق قابلهم الإمام الكاظم (ع) وقصّوا عليه القصة فأخذ منهم المسائل ورأى صحة الأجوبة فقال فعلتها فداها أبوها يكررها ثلاثا ..

لقد ورثت السيدة فاطمة المعصومة (ع) الزهد والروحانية من آبائها فكانت كثيرة العبادة دائبة على الذكر والتسبيح والتهليل وقراءة القرآن والتضرع إلى الله بالطاعة والدعاء تطلب عفوه ورضوانه والقرب منه تعالى فاستحقت لقب المعصومة بشهادة أخيها الإمام علي الرضا (ع) لأنه لقبها بهذا اللقب وشرفها بهذا الشرف عن استحقاق وأهلية أهّلتها لنيل درجة العصمة ولا يحصل على العصمة إلا الأنبياء والمرسلين والأئمة سلام الله عليهم.
 
لقد كانت الزاهدة في الحياة شديدة الزهد لا تقترب من الدنيا وحطامها ولا تتأثر بالجاه والمنزلة التي حباها الله لهم , بل كانت تفضل حياة البساطة والتواضع والاهتمام برعاية النساء وتعليمهن القواعد الإسلامية الصحيحة فهي بحق قدوة النساء ليقتدين بها ويسلكن سلوكها ويلتزمن طريقها المستقيم الطريق الإلهي المقدس كما قال تعالى (وهذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلي).

لقد تفاعلت السيدة المعصومة مع أخيها علي الرضا (ع) فلم تستطع فراقه أو الابتعاد عنه لأنه كان بمثابة والدها يحنو عليها بأخوّته وحنانه وعطفه ومحبته ولكن يد الظلم والجور طالت مرة أخرى على أخيها الإمام الرضا (ع) لتستدعيه إلى خراسان بحجة توليته الخلافة أو ولاية عهد المأمون . ولكن الإمام رفض رفضا قاطعا ولم يرضى بولاية العهد إلا تحت الضغط والتهديد بالقتل فقبل بالولاية على ان لا يولّي ولا يعزل ولا يتدخل بشئون الدولة السياسية حتى لا يعطي الشرعية لخلافة المأمون ومن يأتي بعده من العباسيين .. لأنه في حالة تولّيه الخلافة لا بد أن يعقدها من بعده للمأمون وهذا لا يمكن لأنه خلاف الشريعة المقدسة وإذا تولى النيابة أو ولاية العهد ووافق على خلافة المأمون صار شريكا له في ظلمه وحاشا للإمام ان يكون شريكا للظالم أو معينا له فشرط شروطه لولاية العهد ان لا يولّي ولا يعزل لا من قريب ولا من بعيد حتى انه لم يعط صوته للمأمون . لكن المأمون سكت عنه وتغافل أمره لأنه يريد ان يمتص ثورات العلويين والشيعة بهذه الولاية ومن ثم يغدر بالإمام ويقتله وينتهي الأمر حسب رأي المأمون العباسي المادي . والإمام يعلم بذلك وهو القائل (إني الشهيد في رحلتي الى طوس) .

ان المعصومة لم تقر لها عين أو يهدأ لها بال بعد رحلة أخيها الإمام الرضا (ع) فسافرت مع قافلة تضم خيرة أخوتها وبني عمومتها لحمايتها الى أخيها الرضا (ع) لكن في الطريق تعرض لهم الجيش العباسي وحدثت معركة ضارية بين الطرفين راح ضحيتها الكثير من قافلة السيدة المعصومة ولم يبقَ معها إلا القليل فمرضت بالطريق ولم تستطع مواصلة السير الى خراسان فذهبت الى قم المقدسة واستقبلها أعيان الشيعة وجماهير قم المقدسة ونزلت في دار (موسى بن خزرج بن سعد الأشعري) وبقيت سبعة عشر يوم مريضة عليلة ثم توفيت رحمها الله ودفنت في دارها التي وضعها لها (موسى بن خزرج) وضجت عليها قم وصرخت صرخة واحدة ألا لعنة الله على الظالمين .

ان السيدة المعصومة لم تتزوج بسبب الحصار الذي فرضه العباسيون على الإمام الكاظم والإمام الرضا (عليهم السلام) فلم يستطع أحد من المسلمين ان يقترب منهم ويخطب من بناتهم لأنه يعرض نفسه للقتل والتصفية هو وعائلته فتحاشت الناس الاقتراب من بيت الإمام المقدس الطاهر خوفا على أرواحها وهذه تسجل من ضمن نقاط الظلم والجور والمصائب والكوارث التي أحدثها النظام العباسي بحق أهل بيت رسول الله (عليهم السلام) . ويبقي هذا البيت مظلوما حتى خروج سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان ناشر راية العدل والهدى ومظهر الحق والصدق وطامس أعلام الظلال والجور بإذن الله تعالى رزقنا الله وإياكم نصرته والاستشهاد بين يديه انه قريب مجيب ..

لقد كانت حياتها شبيهة بحياة جدتها الزهراء (عليها السلام) من حيث الوفاة أيضا لأنها توفيت من أثر مرارة قتل أخوتها وأهلها وغربتها وظلامتها فجعلها الله علامة ومثوى ورمز للزهراء (ع) فزيارتها تعتبر زيارة للزهراء (ع) لأن قبر الزهراء أخفته عن الأنظار لتجعله حجة على من ظلمها وآذاها .. ومن زارها وجبت له الجنة كما هو قول الإمام الرضا عليه السلام ..
سلام عليها يوم ولدت وسلام عليها يوم استشهدت وسلام عليها يوم تبعث فتشفع لشيعة جدتها الزهراء(ع) ومحبيها
والحمد لله رب العالمين والصلاة وأزكى التسليم على نبينا محمد(ص) وآله الميامين المعصومين(ع)؛؛؛

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مقتبسات من مصادر بحثية ودراسات وكتابات عديدة لأخوتنا وأساتذتنا المؤمنين وفقهم الله لكل خير .