18 ديسمبر، 2024 6:14 م

السيدة سمية ..سمية الغنوشى

السيدة سمية ..سمية الغنوشى

“استمعنا ” الى قلم السيدة سمية الغنوشى يتحدث عن الفضيحة الاماراتية فى حق المرأة التونسية ، قلم مدام سمية الذى كتب المقال ” تونسيات ضد غطرسة حكام أبو ظبى ” معلوم أنه قلم لا يقول الحقيقة و لا يتكلم باسم المرأة التونسية و لم ينله شرف الدفاع عن حقوقها التى حاول الاخوان و لا يزالوا يحالون نزعها منها بالقوة و بالدستور و بالدين الملوث بخطب التدليس الفكرى التكفيرى ، السيدة سمية تفكر بفكر الاخوان و فى عرف الاخوان هجوم عنيف جدا على بورقيبة و ” تكفير ” أعنف لمجلة الاحوال الشخصية ، الزعيم بورقيبة هو من حرر المرأة التونسية و من تعرض الى نقد و سلاطة و عنف لسان الاخوان و بعض المثقفين المشرقيين و بهذا المعنى فقد ورثت السيدة سمية ورث خطاب الاخوان و لا يمكنها أن تتنصل منه حتى لو أرادت تغيير جلدتها من السيدة المنقبة الخاضعة المنحنية القابلة بقانون السمع و الطاعة الى السيدة المتحررة المنحازة الى قانون بورقيبة و بالذات مجلته للأحوال الشخصية ، هذا هو المنطق السليم و الذوق لا يقبل أن ينتقل الانسان و العقل البشرى من موضع الى موضع مختلف تماما دون مقدمات أو مراجعات أو انتقاد ذاتى و هذا على حد علمنا لم تفعله و لن تفعله السيدة سمية بين مرشد الاخوان الشيخ راشد الغنوشى .

تحدثت السيدة سمية عن الغطرسة و ليتها ما أتت بهذه السيرة أصلا لان المرأة التونسية قد تعرضت طيلة 3 سنوات من حكم النهضة الى غطرسة ما بعدها غطرسة و الى اذلال ما بعده اذلال و الى خطاب عدمى ما بعده خطاب عدمى و لعل الرعب الذى عايشته المرأة التونسية الحرة الرافضة للانغلاق و الفكر الظلامى لم يكن له مثيل فى تاريخ تونس و فى تاريخ نشر الاسلام ، حكم حركة النهضة كان حكما قاسيا و مهينا و غير مقبول فى حق المرأة التونسية التى أراد الزعيم بورقيبة أن يصنع منها نصف المجتمع فجاء حكم الاخوان ليضعها فى مرتبة الاثاث المكسور المعدوم الذى لا يصلح إلا ليكون وعاء لنزوات الرجل و متنفسا لكبته ، شاهدنا ما حدث فى عهد حكم حركة النهضة التى تمثل السيدة سمية أحد قياداتها و لو بالوراثة الجينية و لم نستمع لصوت هذه السيدة يعلو على صوت المتاجرين بالدين و المهينين لحرية المرأة و الذين علت أصواتهم القبيحة فى بيوت الله منادية بقمع حريتها و تحررها و اجلاءها من معركة النضال اليومى لتغيير الواقع التونسى و اعطاءها مكانتها التى ارادها بورقيبة كحق مكتسب و كمشروع وطنى هادف الى التمييز الايجابى ، كان المطلوب ركن المرأة التونسية الحرة فى الرفوف الخلفية لأنها عورة بالنسبة لعقول هؤلاء المنتسبين المتيمين بدين يوسف القرضاوى و حسن البنا و سيد قطب .

لقد أخطأت الامارات فى حق المرأة التونسية و أرادت اهانتها عنوة و بالقصد ، هذا بالضبط ما فعلته حركة النهضة طيلة ايام حكمها المشئوم و طيلة رحلتها الفكرية منذ انبعاث هذا السرطان المسمى ” الاخوان المسلمون ” على يد الشيخ حسن البنا ، خطأ الامارات أنها تصرفت بمنطق الغطرسة النفطية و ليس بمنطق التحضر و على حد علمنا فالمرأة فى الامارات لم تصل الى عشر ما وصلت اليه السيدة التونسية من حقوق اجتماعية و مواقع مهنية و لقد كان حريا بالسلطات الاماراتية ان تتعامل مع المرأة التونسية بأنها الافضل فى المجتمعات و الدول العربية و ليس بمنطق الجارية و المشبوهة و القابلة للإهانة ، كان على الامارات أن تتفهم أن الاعتداء على المرأة التونسية هو اهانه لهذا النظام الذى لم يتمكن رغم موارده المالية الخيالية من أن يضع المرأة الاماراتية فى مرتبة المرأة التونسية و أبقاها تتذيل قائمة الدول ” المانحة ” لحريات المرأة ، بالنسبة للسيدة سمية فقد كان عليها قبل أن ترسم على صفحتها بعض الملاحظات و العبارات الزائفة و الخادعة تجاه الامارات ان تستعيد بالذاكرة ما حصل لهذه المرأة التى تزعم الدفاع عنها زمن حكم والدها و حركتها و مشروعها “الاسلامى ” المفلس .

من حق السيدة سمية ان تجاهر بعدائها للإمارات لكن ليس من حقها أن تستغل حادثة المنع لتصفية حسابات سياسية بينها و هى تمثل مشروع ” الاسلام السياسى ” القطرى التركى الصهيونى فى تونس و بين دولة الامارات التى تقف على خط نقيض من هذا المشروع كما يقول قادتها و من بينهم الفريق ضاحى خلفان ، فعلى حد علمنا حركة النهضة حركة مرتبطة بالإخوان و الاخوان مرتبطون بقطر و تركيا و قطر و تركيا مرتبطتان بإسرائيل و هذه العلاقة الاثمة لم تعد سرا كما أن علاقة الامارات بالكيان ليست سرا … فلم الملامة على الامارات المتحدة و الحال من بعضه و لم استغلال الحادثة للإيحاء بكون حركة النهضة تقف موقفا صلبا مع حقوق المرأة التونسية و الحال ان ذلك ليس صحيحا بالأدلة و الارقام و التصريحات الاعلامية و الادبيات المعروفة للإخوان ، هذه معركة السيدة سمية بالنيابة عن الاخوان تريد أن تخوضها من باب المناكفة السياسية و الدفاع عن مشروع بات الجميع يتوجسون خيفة منه خاصة بعد أن تبين أنه مشروع ارهاب و أداة طيعة تستخدمها اسرائيل و أمريكا لضرب الوحدة العربية فى كل عناوينها ، هذه ليست معركة أخلاقية خاضتها السيدة سمية لحماية مكتسبات المرأة التونسية و لذلك فشلت هذه السيدة فشلا مدويا و كشفت عنها قناع اللؤم الذى طالما تغلفت به الحركة طيلة بحثها عن اسقاط مفهوم الدولة و ضرب الحريات الاساسية التى تقوم عليها الديمقراطية بحثا عن ترسيخ اركان الخلافة السادسة….