السيدة رواء عبد الرحمن العبيدي… صوت نسوي قادم للتغيير السياسي في العراق

السيدة رواء عبد الرحمن العبيدي… صوت نسوي قادم للتغيير السياسي في العراق

‏تشرفت عصر هذا اليوم بزيارة قامت بها الى منزلي السيدة رواء عبد الرحمن العبيدي، المرشحة القادمة لمجلس النواب العراقي عن حزب تقدّم في محافظة نينوى، والوفد المرافق لها.
‏ان السيدة رواء تعدّ واحدة من الوجوه النسوية الشابة التي دخلت ميدان السياسة العراقية برؤية جديدة، وهي ناشطة سياسية واجتماعية معروفة، تنحدر من محافظة نينوى، وتحمل في رصيدها مسيرة أكاديمية ومهنية متميّزة. فقد أنهت دراستها الجامعية في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة فرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وتواصل اليوم دراستها العليا في كلية العلوم السياسية، مما منحها عمقًا معرفيًا يجمع بين الاقتصاد والسياسة.
‏وخلال لقائنا، كان الحديث شيقًا ومتعدد المحاور، تناولنا فيه الأجواء التي ترافق الانتخابات العامة المقبلة، وما يدور خلف كواليس الأروقة السياسية، إضافة إلى تحليل موضوعي لمسار العملية الديمقراطية في العراق.
‏وقد لمست من حديثها وضوحًا في الرؤية وشفافية في الطرح؛ فهي لا تسعى إلى الترشح من أجل الظهور الإعلامي أو المكاسب الشخصية، بل تحمل مشروعًا سياسيًا واجتماعيًا واضحًا، يقوم على خدمة أبناء نينوى والعراق عامةً.
‏وإلى جانب نشاطها السياسي، تتمتع السيدة رواء بخبرة واسعة في مجال الاقتصاد والاستثمار، حيث سبق أن أدارت شركة في القطاع الخاص، وهو ما جعلها قادرة على فهم طبيعة السوق العراقية واحتياجاته الفعلية.
‏وإذا ما تهيأت الظروف وفازت بمقعد في مجلس النواب، فإنها ستكون ـ بلا شك ـ قادرة على لعب دور محوري في صياغة قوانين الاستثمار بما يحقق الفائدة للاقتصاد الوطني ويعزز فرص التنمية المستدامة، وهو أمر يفتقر إليه الكثير من المرشحين الآخرين الذين يفتقدون الخلفية الاقتصادية اللازمة.
‏ان ما يميز السيدة رواء أيضًا أنها لم تنغمس في الجانب السياسي فقط، بل امتلكت بعدًا إنسانيًا واضحًا من خلال رئاستها لإحدى المنظمات الإنسانية المرتبطة بالكونغرس الأمريكي، الأمر الذي أتاح لها الاطلاع عن قرب على طبيعة العلاقات الدولية وأهمية البعد الإنساني في العمل السياسي.
‏كما أن لديها مشاريع إنسانية بدأت فعليًا بتنفيذها في محافظة نينوى، كانت بمثابة الشرارة الأولى لانطلاقتها نحو خوض غمار الانتخابات، وهو ما يعكس رغبتها في تحويل العمل الخيري والاجتماعي إلى مشروع سياسي متكامل يخدم المواطن بصورة عملية.
‏ان العراق اليوم في أمسّ الحاجة إلى دماء سياسية جديدة قادرة على إحداث التغيير المنشود. فالتشريع لا يجب أن يكون مجرد حبر على ورق، بل قوانين تنبثق من حاجات الشعب، وتقوم على مبدأ العدل والمساواة بين جميع طبقات المجتمع.
‏لقد تحدثت السيدة رواء بجرأة عن مفهوم المرشح الحقيقي المطلوب في زماننا هذا، مؤكدة أن العلاقة بين الناخب والمرشح يجب أن تقوم على المصداقية والوضوح، بعيدًا عن الوعود الانتخابية الفارغة التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ بعد انتهاء الانتخابات.
‏خرجنا من اللقاء مع السيدة رواء عبد الرحمن العبيدي بانطباع واضح باننا أمام وجه نسوي متميّز، يحمل رؤية طموحة تسعى لتصحيح المسار السياسي الذي طال الصمت عنه، ويترقبه العراقيون منذ سنوات.
‏وهي بلا شك تمثل جيلًا جديدًا من النساء القادرات على اقتحام المشهد السياسي العراقي بعقلية منفتحة، تجمع بين المعرفة الأكاديمية، والخبرة العملية، والبعد الإنساني.
‏إنها بحق امرأة طموحة تحمل رسالة للتغيير، وصوتًا جديدًا في طريق بناء عراق أفضل.
‏ونحن إذ نتمنى للسيدة رواء الفوز في الانتخابات القادمة، فإننا نتمنى كذلك لكل المرشحين المخلصين الذين يطمحون إلى المساهمة الجدية في تصحيح مسار العملية السياسية في العراق. فالمطلوب اليوم هو الابتعاد عن المصالح الضيقة والمكاسب المادية العابرة، والالتزام الصادق برفع شعار خدمة المواطن أولًا وأخيرًا.
‏إن نجاح أي مشروع سياسي مرهون بمدى قربه من هموم الناس وملامسته لواقعهم، لا بقدرته على تحقيق النفوذ أو المناصب. وما أحوج العراق في هذه المرحلة إلى شخصيات وطنية تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وتنبذ مبدأ الطائفية المقيتة التي كانت سببًا رئيسيًا في تمزيق النسيج الاجتماعي وإضعاف الدولة.
‏نريد عراقًا جديدًا يُبنى على أساس العدالة والمساواة والمواطنة الحقيقية، عراقًا يضمن كرامة أبنائه جميعًا دون تمييز، ويضع القوانين التي تصون حقوق الفقير قبل الغني، والمظلوم قبل القوي.

أحدث المقالات

أحدث المقالات