الامانة ليست اسم لا يعرف الناس معناه بل هو ممارسة حقيقية في ان تكون أمينا على ما تحمل من مسؤولية وتحت المسمى العريض ( أمانة بغداد) ومن يديرها ( أمين بغداد) يعني ان تطبق هذه المسميات على ارض الواقع.
ولكن للاسف هذه المسميات ليست مطبقة على ارض الواقع بتاتاً ، والأمثلة كثيرة ولكنني سوف أتكلم عن الأوساخ والقاذورات والأزبال وكذلك وسائل النقل القديمة والمتخلفة التي تعمل في بعض المناطق في العاصمة وفي اهم مناطقها ، فقبل يومين كانت لدي اشغال اردت ان أقضيها بين المنطقة المحصورة بين الباب الشرقي وباب المعظم ولكون الجو جميل ومعتدل فقد قررت ان أسير على اقدامي ولا اركب السيارة او حتى الستوته التي انتشرت بفضل الأمانة ايضا في إطار الرجوع الى الوراء وليس التقدم الى الامام.
فجدت أن الأوساخ في الباب الشرقي حدث ولا حرج وحاويات النفايات قديمة وقذرة وأغلبها مكسورة ومرمية على حافة الشارع قريبا من الرصيف. وفي منطقة الشورجة الفوضى العارمة وحاويات الأوساخ مرمية قرب الارصفة وأغلبها مكسورة وجميعها قذرة ومناظرها مقززة. وعندما تقدمت مسافة قصيرة شاهدت عربات تجرها الحمير واُخرى يجرها اشخاص تحمل أمتعة وحاجيات بين الرصافي ومنطقة الصدرية وأماكن نقل المواد الى المحافظات. ما الذي يحدث. في اي عصر نحن نعيش وكأننا عدنا الى العشرينات او الثلاثينيات من القرن الماضي.
وعندما وصلت الى باب المعظم وجدت الفوضى بعينها ، خاصة في تقاطع الجسور حيث فوضى الستوتات وسيارات النقل التكسي من نوع سوبر 82 وفولكا وغيرها من التي خرجت عن الخدمة حتى في مجاهل الهند او سريلانكا . لا اعلم لماذا لا تقوم السيدة الامينة بجولة وتتخفى في سيارة اجرة لتشاهد هذه المناظر المرعبة وتقف فيها وتتصل بالمسؤولين البلديين في هذه المناطق وتحاسبهم امام الجمهور ، ان عملها يرتكز على الحضور والزيارات الميدانية وليس الجلوس خلف المكاتب الفارهة في الأمانة محاطة بالحمايات والخدم والحشم .
من لا يريد التطور للبلد هو من جاء بالأمينة غير الأمينة لتولي هذا المنصب لأنه يصعب على المرأة أن تقوم به وسط كبار الحيتان والزواحف في الأمانة ومن تتعامل معهم خارجها ، فالمنصب بحاجة الى رجل من الافضل ان يكون ضابط سابق لديه الحزم والقوة والانضباط والشجاعة على الوقوف بوجه البلطجية والحيتان الكبيرة. ولكن لا احد يسمع ويصحح الأخطاء لأنهم ليس مع نهوض البلد وتقدمه.