لحظات تُحسب بزمن وعسر ولادة في ليلة ظلماء محفوفة بالمخاطر تحيط بالعراق من جوانبه فجبهات قتال محتدمه وثورة شعب لاترحم واعداء متربصون , أجبرت الحكومة على ان تقدم كابينتها الوزاريه المنتقاة برغم بعض الملاحظات على البعض منهم لمجلس النواب , فضت الأعتصامات على خير وجنت بالمنظور ثمارها لتبدأ عصر من الترقب والخوف لمستقبل البلد , السيد مقتدى الصدر عند رهانه مع الاخرين بانضباط محبيه ودقة تنظيم مسيراته والتزام أوامره وسلمية تظاهراته وهدؤ اعتصاماته , التي ختمها بخيمة بسيطة داخل المنطقة الخضراء ضاربا مثلا رائعا لمن راهن على فشلها وتخبطها وعدم جديتها , الكثير من الاتباع والمحبين والعشائر وبعض الاحزاب ساندة التظاهرات والاعتصامات سواء بالموقف او التبرعات لادامة زخمها من مأكل ومشرب , وبذلك اثبتت جماهير التيار الصدري ومحبيه انهم رهن أشارة قائدهم قولا فعلا تصرفا وسلوكا . تاريخ ناصع وعمق جذور لعائلة الصدر المناضله نبراسها وعلامة تميزها موسى الصدر الذي اختطفه سيء الصيت والمقبور معمر القذافي ولم يقف احدا على مصيره لهذه اللحظة , محمد باقر الصدر قدس الله سره الشريف الذي قال لموفد المقبور صدام وفي ارض العراق ومعقل اشعاعه النجف الاشرف بعد ان عرض عليه مايسيل له لعاب الدنويين من امتيازات ومغريات ووجاهة سلطه شريطة سكوته وموافقته عما يجري من تنكيل وجرائم بحق الشعب تحت مسميات المبادىء الاشتراكية والوحدوية والبعثيه ( والله لوكان اصبعي بعثي لقطعته ) بهذه الجملة افحم والجم فاه الوسيط ليعود خائبا خاسرا , وانطوت صفحة مشرقة من حياة رجل لا كالرجال بفكره وخلقه وعلميته وتواضعه وشجاعته , محمد محمد صادق الصدر قدس الله سره الشريف الذي اكمل مسيرة سلفه بلسان عربي فصيح كلا كلا امريكا , صلاة الجمعه , تعبأة الجماهير ضد السلطه البعثيه بخطبه الاربعينية المشهورة من على منبر مسجد الكوفه , ليُذبح مغدورا على اعتاب الحنانه , أذن السيد مقتدى وليد هذه المدرسه العلمية ونبراس شجاعة ملزما ان يكمل المسيرة النضالية لاسلافه بموقف شجاع يعلن فيه تضامنه مع طلبات المحرومين ورفع الحيف والظلم عنهم ومحاربة المفسدين والعملاء , السيد عمار الحكيم ينحدر من عائلة عريقة معروفة بشجاعتها وعلميتها وعمق تاريخها الناصع في تاريخ العراق فالسيد محسن الحكيم قدس الله سره الشريف امتنع عن الفتوى التي تجيز قتال الاكراد وبذلك اثبت بصمة وطنية لايمكن مغادرتها ونسيان ذكراها , وعمه محمد باقر الحكيم رحمه الله وقتاله الشرس ضد صدام وحكومته وابيه عبد العزيز رحمه الله ومواقفه الوطنية , التحالف بينهما والكتل الشيعية بعد عام 2003 افضى لحكومة وطنية لم تقدم شيء لشعبها وجمهورها وكانت تحف بها الانقسامات وتتغلب عيها المصالح الشخصية والانانية ساهمت بفك عرى الاخوة ورباط الانتماء , التحالف الاخير بين التيار والمجلس الاعلى والدعوة والفضيلة اطاح بالسيد المالكي رغبة في اصلاح الوطن واعادة بوصلة اتجاهه , لم يوفقون بذلك بل العكس هو الصحيح مسيرته باعوجاج وزوايا حاده وبوصلته بانحراف دائم , افقدتهم السيطره وفقدان الربان وغياب الرؤيا وانعدام الهدف قاد البلاد لضيق نفق وظلمة بئر , لملم السيد مقتدى جراح محبيه واعلن ثورته البيضاء بتظاهرات عارمه واعتصام سلمي , غياب السيد عمارالحكيم وجمهوره من هذه الثورة فسربعدم تضامن ودليل افتراق , فالرجال مواقف والتحالف عهد والتنسيق تنظيم غياب هذه المفاهيم وفي هذه اللحظات لايفسر إلا بالتراجع والتخاذل وعلامة سوداء في جبين الأخوة والتكاتف . مرة أخرى يثبت الصدر انه على قدر المسؤولية والحرص ومحبة الناس وامتلاك القاعدة العريضة . فهل للتحالف عودة وللتنسيق رجعه ؟؟ لاأعتقد لأن المؤمن لايلدغ من جحر مرتان أعادة تقييم المواقف والحسابات أفضل بكثير مما هو عليه الان .© 2016 Microsoft الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية