23 ديسمبر، 2024 1:37 م

السيدان كمال الحيدري و محمد يحي منارتان لإعادة بعث التحديث و التقريب الشيعي – السني….

السيدان كمال الحيدري و محمد يحي منارتان لإعادة بعث التحديث و التقريب الشيعي – السني….

إيران اليوم معطى هام و استراتيجي و سقوطها يعني سقوط المسلمين …

تقريب الشيعة بالسنة ليس مسألة مؤسسات فحسب و لا مقالات عاطفية تستمر في تسييس القضية لا معالجتها معرفيا و دينيا و ثقافيا…

الأمن الفكري لا يقل عن الأمن القومي و هو معطى مهمل بل هو أساس الأمن القومي …

الأمن اللغوي و الثقافي أيضا يمكنه أن يكون مجالا خصبا للإستثمار الإستكباري …

إيران يجب أن تحسم في قضية الإنفاق على الإستبصار العقدي الشيعي في بلدان عربية و هو لا يخدمها ..

توجد نخب شيعية دينية و ثقافية و معرفية و فكرية تنتظم في خطوط منفتحة تحليلية و نقدية للأسف تبدو لا تمثل اهتمام السلطة السياسية الحاكمة في ايران و أذكرمنها شخصيتان فقط و يمكن في مناسبة غيرها التحدث عن قامات علمية و دينية أخرى و اكتفاءي اليوم بإسمين يلمح إلى ضرورة منح القيادة للمشروع لهذين الشخصيتين في مرحلة تأسيس النواة الصلبة …..

خروج مفكر شيعي معتدل بقامة محمد يحي من إيران خسارة كبرى و هو الذي لم يجد الإهتمام الكافي الذي يحول عمله إلى جزء من المشروع الذي نتحدث عنه…

بقاء خطاب السيد سماحة اية الله كمال الحيدري منكفئا و مقصورا على الفضاء الحوزوي لا يجعل إيران تستفيد منه و لا السنة يستفيدون منه و سيبقى في مرحلة التعريف بوسائل غير كافية منها الافتراضي ..

و الشخصيتان مهمتان في الراهن الإيراني قبل كل شيء و الراهن الشيعي و الراهن السني ..

سواء تعلق الأمر بمشروع قراءة للتراثين السني و الشيعي معا و للمنجز الغربي لا يكون فيها فكر الرجلين سقفا بل منارة و منطلقا…

فالأمر يتطلب جهودا نوعية ضخمة و ترسانة من العدة و الأدوات العلمية و المعرفية و المنهجية و التشكلات الذهنية و العقلية الجديدة …

ترافقها حركية في الواقعين السني و الشيعي تنزل الأجزاء التي تكون من مخرجات المشروع البحثي في الواقع مأسسة و تطبيقا عبر كل الوسائل ..

نذكر منها ليس حصرا ..صهاريج أفكار..لوبيات ..ثينك تانك …بريكس ..تعوض التجارب الحزبية الفاشلة في العالم الإسلامي بهذه البدائل…

و التي يتطلب الأمر أن تمد شبكات تموقع تنسجها في الخارج و الداخل المستلب للخارج و تحت هيمنته …

فالغرب ليس ملة واحدة و لا جسما متماسكا و لا هو أقنوما مغلقا بل هو قابل للإختراق السلمي و الثقافي ..

راهن إيران الذي هو عرضة للاختراق و التوظيف يحتاج إلى عقول مدبرة تقرب إيران من العرب و بقية المسلمين عبر استراتيجية جديدة يطبعها الصدق و الصفاء و تضمن إستقرارها الداخلي و تستوعب تنوعها الموظف من هنا و هنالك من خصوم …

يلحق مقالي الجديد هذا و العاجل و الخفيف بمقال سابق حول ضرورة انفتاح ايران على فعالياتها و تنوعها و مكوناتها و على المكون الإسلامي بأدوات و استراتيجية و رؤية مغايرة …

أرى بأن مشروع الكشف عن نخب إيران و العالم الإسلامي المعطلة و هي ذات تميز دقيق و نوعي تقتضيه المرحلة هو أهم عمل تقوم به إيران لتضخ ذلك الزخم العقلي و الكسب المتنوع في دورة صنع القرار لتحمي كينونتها و أمنها الفكري و القومي…

و ستكون عائدات هذا المشروع جد مثمرة و ثمينة على الأمة الإسلامية لملمة حالها و مالها…