23 ديسمبر، 2024 9:38 ص

السياسي اول من يستفيد ولا يضحي والناس تضحي ولا تستفيد

السياسي اول من يستفيد ولا يضحي والناس تضحي ولا تستفيد

 من المسلمات المعروفة للقاصي والداني للواعي والمغفل ان من اسقط نظام صدام الجائر هي امريكا وحدها وكان الشعب العراقي هو المستفيد , وان من صد طوفان داعش وحمى بغداد ومنطقة وسط وجنوب العراق من ان تغرق بالدماء بعد حزيران 2014 هو السيد السيستاني بدعوته الوطنية  (فتوى الجهاد الكفائي ) فكان السياسيون والاغنياء هم المستفيدون وباقي الشعب هم المضحون , فالذي استفاد بالامس لا يتضرر اليوم والذي استفاد سابقا يستفيد اليوم , كالتجار يريدون ربحا دون خسارة وكذلك السياسيون دائما يريدون الفائدة ويتجنبون الضرر واما شعارهم المرفوع نحن اول من يضحي واخر من يستفيد فهو شعار كاذب فيه خداع وتدليس واستغفال للعقول القاصرة كشفه الزمن , فكان رجالت البعث المقبور يرددون هذا الشعار نظريا ويسوقوه للناس المغفلين السذج في حين رايناهم في الحرب العراقية الايرانية قياداتهم تلبس البدلات الزيتونية ويزينون صدورهم بصورة صنمهم ويلاحقون الناس الفقراء لزجهم في معسكرات الجيش الشعبي لارسالهم الى مطحنة الحرب واذا شارك احد من البعثين الكبار في المعارك فستكون بعنوان معايشة لا تتجاوز شهر وفي ضيافة قائد الفرقة او امر اللواء او الفوج حسب مستوى المسؤول البعثي بل حتى اولادهم يجنبوهم المشاركة في الحرب فيطوعوهم الى دوائر الامن والمخابرات والاستخبارات والامن الوطني وبعضهم ينتدب لوظيفة مدنية , اما الاغنياء فهم ايضا تجنبوا ويلات الحرب حيث كانوا يدفعون الاموال الكثيرة لهؤلاء البعثين او للضباط العسكرين الكبار , بدليل اي من قيادات البعث بالمستويات المعروفة مكاتب وفروع وشعب  لم يقتل احد منهم  في الحرب بل حتى اولادهم نجوا منها رغم انها بقت متواصلة  على مدى 8 سنوات  … اليوم التاريخ يعيد نفسه من جديد فبعد ان اصدرت المرجعية العليا فتوى الجهاد الكفائي وبدء الشعب العراقي يتدافع على ساحات التطوع ومن ثم المشاركة في معارك الوغى ضد العدوان الداعشي التكفيري , لم نرى حضورا لسياسين ومسؤولين حكومين , صحيح ان الفتوى كفائية ولكن من الناحية العملية للجهة السياسية فهي الزامية بالعنوان الثانوي لوحشية العدو الذي يستهدف اتباع اهل البيت ولكن ايضا هو يستهدف بالدرجة الاولى العملية السياسية التي على راسها هؤلاء والتي تدرعليهم ذهبا وفضة , فلماذا لم يتطوع منهم الا هادي العامري واحمد الاسدي وحسن سلمان وقاسم الاعرجي ؟ ولماذا لم نرى حضورا لاعضاء مجالس المحافظات ومجالس البلديات ولمسؤولي الحكومة الا ما ندر؟ وان حصل هذا فهو لغرض اعلامي بطريقة صورني وانا لا ادري , فاذا كان السياسيون مشغولون بمهامهم فاين ابناءهم ؟ لم نسمع استشهد احد منهم بل على العكس نسمع كلهم خارج العراق في لندن وامريكا والسويد والدنمارك هم في رفاهية من العيش لا يشعرون بالبرد القارص ولا بالحر اللاهب ؟ …الم يكن هذا دليل بان السياسين لا يؤمنون بالمرجعية الدينية ولا يملكون ذرة من الوطنية وما قالوه سابقا كذبا وخداعا اننا جنود للمرجعية هو مجرد كلام فارغ وضحك على الذقون …الشعب العراقي اليوم ادرك  ان السياسين حالهم يقول: لنا المال والجاه والقيادة ولك ايها الشعب البائس الفقر والحرمان والموت بعنوان الشهادة واعتقد ان هذه الكلمة الاخيرة هي الوحيدة الصادقة من كل كلامهم وهي عين المصداق …نعم الشهادة فمقاتلة داعش ترزق الشهادة وهي خاتمة عمل الدنيا الذي يستحق ان يفخر به ابناء واحفاد كل من استشهد بنية صادقة ويبقى السؤال الذي يتردد في ذهني متى يفرض الجهاد العيني على السياسين والاغنياء ؟ ولو قدر وفرض عليهم  فهل يتقدم السياسيون من اصحاب السلطة والجاه والاموال والحمايات وكذلك الاغنياء اصحاب المعامل والعمارات والقصور ويلبوا الفتوى كما لباها الفقراء من ابناء الشعب , فان لبوها فهو الخير بعينه ولو نحن نشك في هذا وان لم يلبوها فسنقول لهم الم كنتم تقولون نحن اتباع اهل البيت ونسير بخطهم؟ فهل نسيتم ان النبي (صلى) والامام علي (ع) كانوا يتقدمون حشود المسلمين في معارك بدر واحد وان الامام الحسين (ع) في معركة الطف قدم اولاده علي الاكبر وعبد الله الرضيع ؟ونذكركم ان السيد حسن نصر الله تحترم مقاومته ويحترم شخصه لانه قدم ولده شهيدا في مشروعه الجهادي فهل لكم موعظة بهذا ؟ ام انتم لا تتعضون …اما الذين لا تعنيهم فتوى الجهاد الكفائي فهؤلاء باعوا ابناء مناطقهم وتركوهم مهجرين في العراء او اسارى تحت رحمة داعش باعوهم واستلموا الثمن فهم اما في المنطقة الخضراء المحصنة او في فنادق دبي وعمان وكردستان .