23 ديسمبر، 2024 12:47 م

السياسي العراقي يبيض الديك

السياسي العراقي يبيض الديك

هل سمعتم يوما ان الديكة تبيض  ؟ يبدو ان البعض من اشباه ممتهني السياسة  يحاول ان يقنعنا بامكانية ان يبيض الديك. وسوف يعطينا الوصفة السحرية التي تجعل من الديك يبيض بدلا من الدجاجة ؟ وسيسرد لنا انه في العصر الفلاني وفي المدينة والقرية الفلانية باض ديك ما ؟ ونحن نطالبه باكثر من ذلك ! بان يقص علينا كيف تطير الفيلة ؟ وسيقسم باغلظ الايمان بانه شاهد بأم عينه كيف ان فيلا طار في الهند، وحلق بارتفاع عشرات الامتار وهبط على الارض سالما غانما ، علما انه لم يزور الهند اطلاقا  .  هؤلاء البعض من الساسة ، الذين كانوا اشباه عاطلين عن العمل،  وفي غفلة من الزمن تسلقوا على ركام الوطن ومصائبه ، وتبؤوا مناصب ماكانوا يوما” يحلمون بها ، وصار  مصير حياة  ورغيف الشعب بأيديهم  .
المشكلة الحقيقية ، مع هؤلاء ، تكمن في ادعائهم البطولة والنضال السياسي ، ابان عهد النظام السابق ، وانه قدم الغالي والرخيص ، كما يقال ، من اجل ان يتحرر العراق من الطغيان والدكتاتورية  ، وتتحقق الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان  وحتى الحيوان ، ياسلام سلم  .وانه لم يغادر الوطن من اجل الهروب  من جحيم اداء الخدمة الالزامية والحروب العبثية، او من اجل البحث عن لقمة العيش في الدول الغربية ، لا سيما بلجكيا والدنمارك والسويد وغيرها ’ ويقتات على المساعدات والاعانات الاجتماعية والانسانية التي تقدمها تلك الدولة للاجئين على اراضيها، بل هرب لانه كان معارضا” باسلا ومغوارا وان حياته مهددة بالخطر . لذا حمل حقائب السفر، وحمل ايضا معه نضالاته الورقية وهرب .اذا كان هناك تصنيف للكذابين ، فسيتم اختيارهم كأردأ اصناف الكذابين الذين لديهم القدرة على تصفيط الكذب كما يصفط – اسطة البناء – الطابوق.
عندما تصغي لكذب هؤلاء القوم، تعلم لماذا  اعوجاج حال البلد لم ولن يستقيم، إذ ، مع شديد الاسف ، ان بعضهم ، وفي خلسة ، تمكن من ان يتغلغل الى كراسي السلطة، وصار جزء من رقبة الدولة ممسوكا”بقبضته وهذا يعني ان مصيرالعباد بيده .
مع وجود حفنة من هؤلاء، على حفنة من اشباه السياسيين، من ذوي التخصص والكفاءة في سرقة المال العام ، وعلى بعض ممن اعمت الاحقاد والنفس الطائفي بصيرتهم ، واصبحوا وامسوا، لايرون ، الاخر ، الا من خلال ، الثلاثية السيئة الصيت  ،المخبر السري والمادة 4 ارهاب والاجتثاث .
هذه الخلطة ، العجيبة الغريبة ، من اشباه السياسيين ، قادت وستقود العراق الى الوراء . وستطفىء اخر شمعة بامكانها ان تكون بصيص امل في نهاية طريق  مظلم وموحش  ، دفعوا الشعب العراقي اليه دفعا . اليهم نقول : ان القلوب الملء بالحب والامل والتسامح هي البنيان الذي يقف عليه اساس الدولة المتحضرة والمتطورة ، وان  القلوب السوداء ، الحبلى بقيح الاحقاد، لا يمكن لها  ان تبني وطن فيه  ثقافة الجبال والبوادي والنخيل. لا سيما اذا كان اسمه العراق .