19 ديسمبر، 2024 12:02 ص

السياسي الذي نحتاجه

السياسي الذي نحتاجه

لايصبح الفرد سياسيا الا اذا فهم معنى السياسية .
والسياسة علم يستند الى المباديء والقواعد الخاصة بادارة شؤون المجتمع والدولة داخليا وخارجيا ، وهذا مايفرض على محترفها ان يفهم الميكانزمات التي تسهل له مهمة معالجة المشاكل الخاصة بمجتمعه ووضع الحلول السليمة التي ترضي افراده .
لقد وضعت تعاريف كثيرة للسياسة ، وهي من الاهمية بحيث تفرض على الشخص الذي يلج هذا الميدان ان يفهما ويتمثلها جيدا لكي يكون حضوره بارزا ومؤثرا في المشهد السياسي .
حيث عرفت على اساس انها علم السلطة وعلم الدولة والعلاقة بين الحاكم والمحكومين والتوزيع العادل للثروات والعلاقة بين طبقات المجتمع والادارة الداخلية والخارجية للدولة وفن الممكن .وتعاريف اخر كثيرة جاءت حسب الفهم الخاص للفلاسفة والمفكرين الذين نظروا في هذا الميدان .
ما لاحظته خلال السنوات الماضية ان الفهم الدقيق لهذا العلم غائب لدى البعض من السياسيين والبرلمانيين ، فثمة محدودية في معرفة طبيعة عالمه ومايتطلبه من بعد نظر وسعة تفكير وتخلص من الشوائب الذاتية وعمق ثقافة ومعرفة بقوانين حركة التاريخ والعوامل المؤثرة على احوال البلدان وخفايا العلاقات الدولية .
اضافة الى الافتقار هذا البعض لكاريزما السياسي بجانبها الداخلي تحديدا ، حيث كثرا ماطغت عليهم سمات الضعف الواضح في المستوى الثقافي وغياب العقلية الديناميكية وسطحية اللغة وكثرة الكلام اللامجدي وعدم امتلاك رؤى وتصورات واقعية للحاضر والمستقبل ناهيك عن طغيان الاسلوب الانفعالي الذي قاد الى تصرفات غير لائقة في بعض الاحيان .
ان المرحلة القادمة هي مرحلة بناء ونهضة حضارية على المستويات كافة ، ولهذا فانها تحتاج الى عقول كبيرة تستطيع ان تختزل الزمن وتقدم انجازات متميزة تغير الوضع الاجتماعي والمعيشي والحضاري للعراق لاانجازات تقليدية لاقيمة لها تتمثل بتبليط شارع او ترميم مدرسة او تحقيق مكاسب بسيطة لاتحدث اية نقلة حقيقية في الواقع المزري الذي نعاني منه .