ضاق أحد الملياردرية الأميركان بما وجده في سلوك زعماء العالم وحماقاتهم. فقرر من باب السخرية بهم أن يعطي جائزة بمائة مليون دولار لأحمق سياسي في العالم. مات الرجل وتولى أحد المحامين تنفيذ وصيته. راح يدور العالم شرقا وغربا يبحث عن أحمق سياسي. انتهى به المطاف في العراق. رأى عبد الكريم قاسم فقرأ تاريخ حياته وما حصل في بلاده. ذهب لزيارته واحتفى به الزعيم الأوحد. قال له جئتك لأبلغك بأنني قررت منح هذه الجائزة بمائة مليون دولار لسيادتكم. فبعد أن سمعت بما جرى لسلفكم وكيف قتلوه وسحلوا جثته في الشوارع ثم وافقت أنت على تسلم الحكم بعده في هذا البلد رأيت أنك تستحق هذه الجائزة كأحمق سياسي في العالم!
اذا كان الزعيم عبد الكريم قاسم بكل انجازته أضافة لعفته ونظافة يده أعتبر احمق سياسي في العالم!! فيا ترى ماذا سيقول ذلك المليادرير الامريكي ومحاميه عن ساسة اليوم ؟؟ حين تولوا امر العراق ولم يتعضوا ولم يعتبروا بالذين قبلهم حين اهملوا الشعب الذي لا امان له,نعم انه شعب العراق المتطرف في كل مشاعره وتاريخه يشهد على ذلك , فهو صبور حد العبودية للحاكم ولكن إذا اُفلِتَ الزمامُ له فلا المالُ يقي أهل السياسة والحكم منه ولا الحُجـّابُ !!
حسب ما أوردته الواشنطن بوست والصحف الامريكية الاخرى فان المجرم بريمر لم ينسى أن يسدي لزميله الدبلوماسي الثعلب العريق نيغرو بونتي بعض النصائح الضرورية لكيفية التعامل مع ساسة العراق الجديد ونذكر منها نصحية واحدة على سبيل المثال:” يؤمنون بأن الاحتيال على الناس ذكاء، وأن تسويف الوعود شطارة، والاستحواذ على أموال الغير واغتصاب ممتلكات المواطنين غنائم حرب، لذلك هم شرهون بإفراط تقودهم غرائزية وضيعة، وستجد أن كبيرهم كما صغيرهم دجالون ومنافقون، المعمم الصعلوك والعلماني المتبختر سواء بسواء، وشهيتهم مفتوحة على كل شيء: الاموال العامة والاطيان، وإقتناء القصور، والعربدة المجنونة، يتهالكون على الصغائر والفتات بكل دناءة وامتهان، وعلى الرغم من المحاذير والمخاوف كلها فايإك أن تفرّط بأي منهم لأنهم الأقرب إلى مشروعنا فكراً وسلوكاً، وضمانةً مؤكدة، لإنجاز مهماتنا في المرحلة الراهنة، وإن حاجتنا لخدماتهم طبقا لاستراتيجية الولايات المتحدة، مازالت قائمة وقد تمتد إلى سنوات أخرى قبل أن يحين تاريخ انتهاء صلاحيتهم الافتراضية، بوصفهم (مادة استعمالية مؤقتة) لم يحن وقت رميها أو إهمالها بعد” أشكد حقير هذا البول!!
وهل يتعظون؟.. كلا. فأن الكثير من ساسة العراق الجديد اليوم الذين لا هم لهم الا المنصب وجيف السحت الحرام يظنون بان الدنيا رحبت بهم بعد ضاقت لكنهم بفورة الامتيازات نسوا نقطة مهمة جدا وهي ان ولية الامر تنكرت وسحبت البساط من تحت من هو اكثر منهم خدمة وتضحية لها كصدام والقذافي وغيره,لهذا على ساستنا أن يعيدون النظر بامرهم فورا ويعودون لشعبهم وخدمته فهو الضامن والحامي لهم بعد الله وبعكسه سينالون هم الجائزة وبامتياز!! .