نعم انها في كل مرة , يُقرر السياسيون ويرسمون الخطط , لينفذها شعبهم الذي يثقون بتبعيته لهم , لأنه لو لاهم لما انتخبوهم ,ولذلك تتبلور في رأس كل محلل وسياسيي محايد مستقل , أن فكرة الأصلاح ليست محظ صدفة ومفاجأة , أنما تم رسمها تحت أسقف المنطقة الخضراء بعناية , وألا ما الذي يدفع بالتيار الصدري ان يهاجم الجميع ويستفحل عليهم دون ان ينطق شركائه بكلمة , شكرائه الذين يملكون عشرات الميليشيات والاجنحة المسلحة .
حسب ما يقول فائق الشيخ علي النائب عن التحالف المدني , أن ورقة الاصلاح وتغيير الوزراء و قائمة الوزراء التكنوقراط الجدد هي متوقعة , وهي نفس شخصيات تابعة لأحزاب حاكمة وتبعية دولية , التغيير فقط في الاسماء لا أكثر . أذآ ماذا سيفعل الشعب العراقي في هكذا ظروف صعبة , من أرهاب وأحتلال داعش لثلثي العراق , والازمة الاقتصادية و عجز الميزانية , ناهيك عن أزمة المساجين الابرياء من الرجال والنساء والاطفال , ناهيك عن كثرة وسطوة واستقواء الميليشيات والمافيات على الجيش والشرطة العراقية . الم يكن يجدر بالشعب العراقي ان ينتظر الاصلاحات السياسية في الحكومة لحين القضاء على داعش , الم يكن الاجدر بهم ان يقرروا التغيير والاصلاح عبر ورقة الاقتراع الذي مازال البعض يراهن بأن الانتخابات القادمة لن تغيير من شيء , فقط تغيير الأسماء مع بقاء الكتل السياسية نفسها .
البعض يرى أن الكتل السياسية وهي بعضها مشكلة من أحزاب تشكلت وتأسست خارج العراق وتبعيتها هي للدول التي تشكلت منها , وأن هذه الكتل تنفذ أجندات هذه الدول ومصالحها , و في أستقراء لهذا الموضوع نستطيع أن نلاحظ تبعية بعض الأحزاب عندما تعصف أزمات سياسية او امنية ببعض الدول المجاورة , كأيران وتركيا والسعودية والبحرين واليمن وحتى فنزويلا , أمرٌ غريب , نرى أن تصريحات هذه الاحزاب تصب في مصلحة والدفاع عن هذه الدول , والاغرب ان هكذا تصريحات لم نسمعها من أفواههم لصالح العراق . كمثال أثناء تشكل عاصفة الحزم بقيادة السعودية لضرب الحوثيين في اليمن , قامت الساعة و أكتضت القنوات الفضائية العراقية والعربية بسياسيين ونواب و وزراء وروؤساء كتل فقط لغرض التسقيط الاعلامي واعلان العداء للدولتين , وبعضهم قدم كامل قدرات العراق العسكرية والاقتصادية لصالح الدولتين , والامر المريب ان العراق في غنى عن هكذا مشكلات , لأنه الازمات والكوراث تعصف به وبشعبه وهؤلاء مازلوا متشبثين بأسس تشكيل احزابهم في الدفاع عن مموليهم و أصحاب القرار فيهم .
نعم سيحدث تغيير , لكن ليس هذه المرة , أنما في مرات قادمة , لأن قائد التغيير هذه المرة سيتم تغييره في التغيير القادم وليس الحالي , ولسبب بسيط , هو من افسدهم و لأنه من حزب ديني مذهبي . وفي المستقبل القريب , اي لما بعد داعش أو الانتخابات القادمة كاقل تقدير , لا مكان للاحزاب الدينية في الحكومة العراقية , وفي أسوء الاحوال ربما سيقل عدد مقاعده في البرلمان العراقي .