الشعوب أقوى من الطغاة ، الصوت أعلى من الرصاص , الايمان بالهدف او المبدأ يكسر كل اطواق الخوف والتردد والخنوع , وأستمرار الضغط والطرق على الحديد سيأتي لا محال بالنتائج التي تـُرسم لها , ولكل مجتهد نصيب مما ناضل وكد وتعب من اجله . ,
اول الغيث كانت صرخة ورفضا ومظاهرة قد تكون عفوية وعبثية لإسماع الصوت والرفض , اما اليوم فنحن امام مطالبات وإملاءات فتحت آذان من كان به صمم , نحن اليوم أمام فرض واقع حال يجب ان تستجيب القوى السياسية الحاكمة الاغلبية الناطقة للاغلبية الثائرة للاغلبية الرافضة وليست الصامته كما كانت , شعب قلب كل الموازين والمراهنات على انه استسلم لواقعه الذي وضع به قسراً , شعب انتفض بوجه من كان يقول تم تدجينه واستكان وخنع , انه اليوم يتكلم من مصدر القوة لا الضعف كما اريد له ان يكون , تعلم من التجارب السابقة التي راهن الكثيرون على كسر ظهره , شعب انتظر اليوم المناسب ليقول اتقوا الشعوب اذا غضبت وثارت . .
شعب تعلم الدرس جيداً , فقه شيطنة السياسة والسياسيين على مدى اثني عشر عاما من الظلم والكذب والجوع والحرمان والفشل في انتشاله من محنه الاقصادية والخدمية والحياتية والسياسية والامنية , فلم تنطلي عليه بعد اليوم كل الشعارات التخديرية التي رفعها او رفعتها الكثير من الكتل السياسية حتى جعلت من المواطن جسرا وممرا للسلب والنهب والاغتناء والانتفاخ والجاه والمال .
لكن ما نراه من الصدمة والرعب جعلت كل السياسيين يترنحون مذهولين بين حلبات االبرلمان ومجلس الوزراء وكل المؤسسات الاخرى غير مصدقين مما يجري لهم , جعلت كل السياسيين يتسابقون في كسب ود ورضا الجماهير المنتفضة بوجههم , واصبح الكل يتبرء من الكل كي لا يحسب على هذه الجهة او تلك , او يحاول ان يحصل على براءة ذمة يقدمها للمتظاهرين ,, وبالتالي بعث السياسيون رسالة أنهم أهون من بيت العنكبوت وانهم فقاعة سرعانه من انفجرت مع اول نفخة .