18 ديسمبر، 2024 8:02 م

السياسية : كحفاظة الطفل تستبدل دائما لنفس السبب ؟

السياسية : كحفاظة الطفل تستبدل دائما لنفس السبب ؟

الخطاب الأخير المتلفز للرئيس الأمريكي جو بايدن من أمريكا كان مثير للجدل للشركاء والأصدقاء والأعداء وفيه العديد من الملاحظات المغايرة للخطابات السابقة , لكن الوقت لي ولكافة إخوتي وزملائي وأحبائي القراء غير متاح لتوضيح جميع مفردات الخطاب ( بالكامل ) لكن خلاصة هذا الخطاب جاء مكتوب على ورقة أمريكية جديدة وجرة أذن جديدة لكل من يخالف الامريكان إما ان تكون معنا أو ضدنا ؟ وستكشف ما نقوله من عدد من القرارات الذي سيتخذها ! وهنا أحب ان أقول القاعدة الشرعية والقانونية تقول إن ما بني على باطل فهو باطل ( العراق ) العظيم البوابة الشرقية للعرب ، كان هدفا لعمليات غزو وتقسيم على مدار قرون طويلة في الماضي والحاضر، وقد كانت بغداد صخرة في وجه الغزاة رغم السيطرة عليها أكثر من مرة والتي كان آخرها التاسع من أبريل/ نيسان من العام ( 2003 ) على يد القوات الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن , لم تكن الذرائع التي ساقتها الولايات المتحدة الأمريكية لدخول العراق تمثل واقعا على الأرض رغم تأكيدات الآلة الإعلامية الغربية بحيازة العراق لأسلحة الدمار الشامل المزعومة ، والتضخيم الهائل في قدرات العراق العسكرية، بل كان العراق وقت الغزو الأمريكي في مارس/ آذار ( 2003 ) منهكا هزيلا جراء حصار ثلاثة عشر عاما برا وبحرا وجوا، حتى أن سلاح الطيران الحربي لم يكن باستطاعته التحليق فوق بغداد , لعبت الاستخبارات الأمريكية خلال فترة الحصار الخانق دورا كبيراً ، واستطاعت أن تخترق صفوف بعض القطاعات في الجيش، وتجنيدهم لصالحها عندما تحين ( ساعة الصفر ) المعركة التي أكد الأمريكان أنه لا مفر منها، بل كانت عملية الغزو الأمريكي إحدى الخطوات للسيطرة على المنطقة ومقدراتها بعد أن أصبحت الولايات المتحدة القطب الأوحد في العالم , القاعدة الشرعية والقانونية تقول إن ما بني على باطل فهو باطل ، ونتيجة مرور البلاد طيلة الفترة الماضية في ظروف استثنائية خلال السنوات ( 19 ) الماضية وحملة تضليل إعلامي وسياسي غير مسبوقة في القرن الحديث والجديد ولهذا فإن هذه الاتفاقيات والقرارات التي صدرت وتصدر لاحقا باطلة وغير ملزمة للشعب العراقي ، بغض النظر عما ورد فيها من مخالفات تنتقص من سيادة البلاد واستقلالها , وما يعزز قولنا هذا ، التدخل السريع من قبل الدول الكبرى في العراق والهجوم بحدة الغزو الأمريكي ـ البريطاني للعراق في آذار ( مارس ) عام
( 2003 ) ونصفه بأنه انتهاك خطير جدا للقانون الدولي ، ولم يكن هناك إي عمل يحتم استخدام القوة ضد العراق ولا توجد إي أرضية صلبة ، أو إثباتات قوية تؤكد أن هذا البلد ارتكب إي مخالفة ، أو أقدم على إي عمل يستحق على أثره إعلان الحرب عليه , وغزو العراق لم يتم مطلقا بتفويض من مجلس الأمن الدولي ، والحكومة العراقية تعاونت بالكامل مع فرق التفتيش بقيادة هانس بليكس ، وكان من المحتم انتظار تقديم تقريره النهائي . في مطلع عام ( 2003 ) قبل الإقدام على إي خطوة عسكرية , هذه الفتوى القانونية الواضحة التي لا لبس فيها أو غموض ، ومن المرجعية القانونية الأعلى في بريطانيا، تنسف شرعية كل المؤسسات العراقية الحالية التي ترتبت على الغزو والاحتلال أولاً ، وكل ما يمكن أن تقره من اتفاقات قانونية أو اقتصادية ، وتضع جميع المشاركين فيها إمام طائلة القانون في الحاضر والمستقبل , الشعب العراقي ، ومنظماته الأهلية الوطنية يستطيعان استخدام هذه الفتوى الحاسمة كأرضية على مستوى العالم بأسره ، لمقاضاة الحكومتين البريطانية والأمريكية ، والمطالبة بتقديم رئيسيهما ، جورج دبليو بوش وتوني بلير، والمسؤولين العاملين معهما من أمثال دونالد رامسفيلد وديك تشيني إلى محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب ، وطلب تعويضات مالية عن كل قتيل وجريح عراقي وكل شجرة نخيل دمرها القصف الأمريكي البريطاني , وهناك سابقة محاكم مجرمي الحرب النازيين التي أقامها الحلفاء بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، والتعويضات التي حصل عليها اليهود من ضحايا المحرقة , وبصفتي مواطن وصحافي عراقي , أطالب وبشدة الشعب العراقي ومنظماته الأهلية بالتحرك لمناسبة الذكرى ( 15) للعدوان على العراق العظيم ، لأننا ندرك جيداً أنه الضحية أولاً ، وان أهل الحكم الحاليين في العراق الجديد متورطون في الجرائم المذكورة ، لأنهم شاركوا في الغزو والاحتلال من خلال تسهيله ، وتقديم شرعية إعلامية وسياسية ودينية لتغطيته وتبريره ،ولذلك يقع عليهم الجرم نفسه ، بطريقة أو بأخرى ، الذي يقع على بلير وبوش وتشيني ورامسفيلد , غزو العراق واحتلاله ، لم يكونا انتهاكاً للقانون الدولي فقط ، وإنما لكل الشرائع القانونية والأخلاقية ، الإلهية منها والوضعية ، وكل متورط في هذا الغزو ، سواء كان أمريكياً أو بريطانياً أو عراقياً أو عربياً من قادة دول الجوار الذين سمحوا للقوات الغازية بالانطلاق من أراضيهم يجب أن يحاسبوا ، ويحاكموا ، وفاء لدماء الشهداء والقتلى الأبرياء الذين سقطوا ضحايا لهذا الغزو الظالم المجحف , الغالبية الساحقة من الشعوب العربية ، وقفت ضد هذا الغزو بفطرتها ، ورفضت أن تصدق كل أكاذيب أمريكا وإعلام الأنظمة العربية المتحالفة معها وسياسييها , وهذه الشعوب تحتاج إلى رد اعتبار من كل المشككين بمواقفها ، ومشاعرها الوطنية الحقة في نصرة بلد شقيق وأهله الذين طحنهم الحصار الذي سبق الغزو دون أي مسوغات قانونية أو أخلاقية , لجنود البريطانيون والأمريكان المرتزقة الذين سقطوا في هذه الحرب نتيجة أكاذيب قادتهم وسياسييهم ، بأنها حرب تتم وفق الشرعية الدولية وبتفويض منها ومؤسساتها ، لكي تتم إزالة خطر الإرهاب ، وجعل العالم أكثر أمناً واستقراراً ، هؤلاء بحاجة إلى إنصاف وتعويضات مالية وإنسانية، واعتذارات من حكومات بلادهم ، والثأر لدمائهم بمحاكمة من تسببوا في إهدار دمائهم بالطريقة الوحشية التي شاهدناها ونشاهدها حالياً , عد تسعة عشرة سنوات من غزو العراق واحتلاله لا بد من فتح الملفات جميعا ، وتشكيل لجان تضم شخصيات اعتبارية قانونية وسياسية من مختلف إنحاء العالم لتحديد المسؤوليات والمسؤولين وإنصاف كل الضحايا وأسرهم ، ووفقا لنصوص القانون الدولي ، والمعاهدات الدولية المعتمدة ، ويمكن الاستعانة بالمرجعيات القانونية الدولية مثل اللورد بنغهام ، لتقديم استشارات قانونية ، وإضفاء نوع من المصداقية والثقل على إي تحرك يتم الاتفاق عليه , انتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة كان أول خطوة لعقاب الجمهوريين والإدارة الأمريكية الحالية من قبل الشعب الأمريكي ، وتصويت غالبية شعوب العالم بأغلبية ساحقة لصالحه في استطلاعات الرأي ، هو تعبير عن مدى كراهية هؤلاء للسياسة الأمريكية التي يتبعها الرئيس بوش بضغط من اللوبي الإسرائيلي وأعوانه , وهي السياسة التي تسببت بكل الكوارث في العراق وأفغانستان ، وبتهديد استقرار العالم بأسره , إنصافا لقتل أكثر من اربعة مليون شهيد عراقي سقطوا بسبب هذا التواطؤ الدموي … ولله : الآمر.