23 ديسمبر، 2024 6:47 م

السياسة ومدعيها ومواعيد عرقوب

السياسة ومدعيها ومواعيد عرقوب

يعرف العمل السياسي بانه الركيزة الاساسية لقيادة المجتمعات في النواحي الادارية والمهنية والتواصل الاقليمي والدولي ,لذلك فان العاملين به يمتلكون صفات خاصة بهم تؤهلهم لممارسة هذا العمل الصعب والوصول بمن يعملون لاجله الى اعلى درجات التقدم وابناء والتطور ,ويتميزون ايضا بالايثار الطوعي المتاتي من التفاني في خدمة الوطن والشعب لذلك نشات دول وامم كانت تعتبر الى عهد قريب من التراث الدولي المتخلف نشات هذه الدول وتطورت وتقدمت بعد ان فهم ابناءها ان لاسبيل الى ماتريد الا بالذوبان الجاد والمخلص للوطن والشعب ,وتجربة العراق الغنية بالمفارقات منذ عام 1921 عام تاسيس الدولة العراقية الحديثة مليئة بالتجاربالمرة والقاسية وقعها على الشعب من حيث التبعية السياسية غير المستقلة والتي نتج عنها خراب بمعنى الكلمة لكل ادوات الدولة العراقية ,والمؤسف ان جميع من استلم سدة الحكم في العراق لم يستفد من الذين سبقوه ولم يصلح المعادلة المائلة في التعامل السياسي داخل وخارج العراق لذلك كله نتج نظام فارغ اشبه بالبالون معرض للانفجار باي لحظة ,وكنا نامل ان يستفيد رجالات مابعد التغيير 2003 من كل تلك التجارب ليتجاوزوها ويعالجوا اخطاؤها والنهوض بالبلد من جديد ولكن وهذه مؤسفة انهم ساروا على نفس النهج من حيث انعدام الكفاءات والجهل بالعمل وكأن العراق حقل تجارب فاشل وأهم نقاط الفشل هذه هي مثلنا القديم المسمى بمواعيد عرقوب من حيث عدم الايفاء بالالتزامات المهنية والعملية للشعب والذهاب الى الكذب والدجل والخداع حتى الذين يعتبرون ومحسوبون على الجانب الديني ,اذن المسالة ذاتية وليست اكتسابية وهذه لايمكن معالجتها بفترة قصيرة او متوسطة بل هي بحاجة الى تغيير في اشخاص هذه العملية الذين سخروا العراق لخدمة اهواءهم وامزجتهم وليذهب الشعب الى الجحيم .
ان الصدق في التعامل هو الاساس في بناء الثقة بين الشعب ودولته فمتى ماكان الميزان معتدل نجح العمل ومتى مااختل فالى الضياع والتخلف لان الشعب لايستطيع ان يقف مع اناس يكذبون ولايلبون طموحاته البسيطة ,اذن هنا مفترق طريق على السياسيين الحذر منه وبدقة لانه جواز مرورهم الى البقاء والا فالنتيجة الذهاب الى مزبلة التاريخ واللعن الابدي من الله والشعب.
نامل ان تكون التجربة الديمقراطية الجديدة (مابعد الانتخابات )تجربة ناجحة تاتي اوكلها وتنتهج الطريق الصحيح وتعيد العراق واهله الى مكانتهم الطبيعية لترفل الانسانية بانجازاتهم التي طالما عودوا العالم عليها .
تحية الى جهد وطني خالص والى كل مخلص للعراق وتحية لكل جهد سياسي بناء واملنا مخلصين ان نتخلص من كل القذارات التي عبثت بالعراق وارجعته الى الوراء.