9 أبريل، 2024 4:39 ص
Search
Close this search box.

السياسة وفن التعلّم

Facebook
Twitter
LinkedIn

بإمكان المرء ان يتعلم اي شيء ، إلا السياسة … انها موهبة ووعي ودربة ، قبل كل شيء ، لذلك ابى الزمن ان تكون ( السياسة ) في حلقة درس ، او معهد تعليم ، او بين دفتي كتاب … أفي استطاعتنا خلق شاعر متمكن بتلقينه قواعد العروض واوزان الشعر ، وتعويده نظم الابيات؟ وهل بإمكاننا ان نخلق رسام بتعليمه قوانين النسب واحكام الظلال وطرائق المزج بين الالوان .. ؟
هيهات ان نخلق شاعر او رسام او قصاص ان حرمته الطبيعة موهبة الفن الغالية… كذلك السياسي الحاذق ، المتمكن من فهم الواقع والدارس لمجتمعه بعقلية مرنة ، شعارها الشفافية والصدق ونبذ التلون .. إنها موهبة فهم الآخر ، والتعايش السلمي معه بتلاحق الافكار ، فأنت لست انا ، وانا لست انت … هكذا خلقنا رب العالمين !
وبالمقابل ، اقول ان الموهبة وحدها لا تثمر ثمرها اذا لم يتوافر لها العون والسقيا حتى تزدهر وتورق ، بقراءة معمقة لما بين السطور ، وتحليل المحيط المجتمعي بواقعية ، ومعايشة تطلعات الشعب وجماهيره المختلفة..
منذ مدة اتابع في وسائل الاعلام ، صراع الكلمات بين هذه الجهة السياسية او تلك ، واشاهد لقاءات ممثلي الكتل السياسية ، في الفضائيات فأجد ان روائح الثللية والطائفية وتعظيم الذات والاستهانة بالآخر والابتعاد عن الموضوعية ، هي السائدة على المشهد السياسي … والامر لا يتوقف عند جهة معينة ، بل يشمل نسبة عالية من السياسيين ومتعاطي السياسة ، حيث الفعل وردة الفعل هي سيد الموقف ، دون مراعاة لمشاعر وظروف المواطنين الذين اتعبتهم مشاكل الحياة وتوفير رغيف الخبز .ارى ان السياسي الحاذق هو من يوفق بين القدرة والفكرة ، ويزاوج بين الحكمة والفعل ، غير انني اعرف ايضا ان هذا الامر صعب في ظل ظرف مثل الذي نعيش في وطن متعثر الخطى ، لكن التربة النقية ممكن ان تثمر ابداعات سياسية ، تسعى الى توفير الأمن والأمان والعمل الشريف من خلال اعادة الحياة للمشاريع والمصانع العملاقة المتوقفة عن العمل التي تفترش خارطة الوطن ، واحياء الزراعة والثروة الحيوانية والاعتناء بالسياحة الدينية وتطوير البنى التحتية ، والابتعاد عن الغمز واللمز من بعضنا البعض ، وتهدئة النفوس لاسيما من قبل اعضاء البرلمان في بياناتهم ، وتصريحات اعضاء مجالس المحافظات ومن محللي الفضائيات وكتاب المقالات النارية ..!
السياسي الحق هو من يتابع شعبه كالبحر، موجة وراء موجة … والله من وراء القصد !
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب