10 أبريل، 2024 6:43 ص
Search
Close this search box.

السياسة ..والثقافة بين اشتعال وانطفاء .. والعام2021

Facebook
Twitter
LinkedIn

في كـل عام نكتـب عن العام الذي مضى وعن امنيات العام الآتي ثم ننتبه ان الاعوام في العراق متشابهة الى حد عجيب، متشابهة في الانحدار على اكثر من مستوى ولكن نتصرف مع بداية كل عام جديد على اساس تفاءلوا بالخير تجـدوه، اذ لا بد للانسان كي ينجو من احزانه وهمومه ان يضحك على ذقـنه وذقـون الاخرين، فليس في الجو ما يوحي على التفـاؤل لان سماء الوطــن ملبـدة بالغيـوم والهمــوم والعـواصف ايضاً. واذ نترك الحديث عن هموم السياسـة والسياسيـين الى المحررين في الصحف والفضائيات، ونود هنا في هذه العجالة ان نتحدث عن الثقافة بين ما هي في اشتعال أو انطفاء.. الانطفاء يمتد الى اكثر من ناحية وفي اكثر من محافظة، ففي بغداد مثلاً يقتل الارهاب الثقافة، وتنحدر من عال الى اسفل خصوصاً في مجال الابداع، فبينما تجربة (العنف) غـنية على الرغم من فجائعها حيث تلونت في اكثر من اتجاه وحركة، فأنها لم تعط نتاجاً ادبياً بمستوى ما حدث، (أن الاحداث الكبيرة لا تختمر في ذهن المثقف الا بعد فترة طويلة) وانني اتساءل الآن، أليس الأعوام الماضية زمناً كافياً لتتحرك خميرة هذه الاحداث في عقل الكاتب العراقي الذي عاش هذه الاحداث المدمرة ؟ ولعل تبرير هذا الانحدار نقرأه في اكثر من قلم بالقول ان اعمال العنف في العراق ليس لها هدف في الواقع، فكلما حاولت الاطراف ان تحدد لها هدفاً ما، جاءت اطراف اخرى وناقضتها حتى بات الامر ان العنف قائـم من اجل العنف ، ان لم نقل انها حرب الاخرين على الارض العراقيــة… وان الاشخاص المنهـمكين بها اصبحوا اداة لهذه الحرب لا يعرفون فيها فكاكاً.. اتذكر في منتصف الثمانينات من القرن الماضي انشغل العرب بجائزة نوبل، وظلت هذه الجائزة شغلهم الشاغل منذ زمن طويل ، الى ان جاء عام 1988 ليتوج نجيب محفوظ الروائي الكبير بالجائزة الحلم، والان نرى ان الاصوات بدات تخبو، فلم نرََ صوتاً واحداً يتساءل عنها، أو قلماً واحداً يُطالب بها.. ولعل الادباء والمثقفين العرب اصبحوا اكثر انشغالاً بما هو اهم من هذه الجائزة ! مهرجانات ثقافية عديدة منها في القاهرة وعمان والمغرب وتونس ولبنان وحتى بغداد- على النطاق المحلي تبعاً للظرف الامني الحالي- ولولا هذه المهرجانات التي هي من حالات الاشتعال لاعتبرنا حياتنا الثقافية قد قفرت كثيراً عما كانت عليه في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.. وبرغم كل ذلك فأننا نترحم على تلك الايام حيث كانت الثقافة العربية اكثر ازدهاراً ربما بسبب ظهور اكثر من رائد شعري أو روائي أو قصصي أو مسرحي، بل قيل وقتذاك أنه لو ظلت مسيرة الثقافة العربية على تلك الوتيرة فأن مستقبلها سيكون عظيماً ولا شك لكنها تشرذمت مع حالات التشرذم التي حصلت على المستوى السياسي، وغابت اصوات اصيلة عن الساحة لتحل محلها اصوات مزيفة.
بين التمني والامنية، بين الواقع والطموح، نحاول هنا ان نستشرف المستقبل ثم نعود ونكرر (تفاءلـوا بالخـير تجــدوه) فاذا كانت العقود الماضية متشابهة الى حد عجيب، فعسى ان ينجو العام الجـديـد من التكرار وتضيء حياتنا الثقافية والسـياسـية بأكثر من اضاءة واكثر من لفت نظر… .

ان الامل كبير ان تصعد بنا الحضارة الى المستوى الذي نستطيع ان نفاخر بها الامم الاخرى ومن بين اضاءات هذا الامل الكبير ازاحة الكابوس الامني المتمثل بالعنف في عراقنا الجريح… لقد حاول الكثير من كتابنا طوال العام ا2020 المشؤوم بكل معطياتـه وكوارثـه بدءاً من جائحة كورونا وتداعياتها بانخفاض اسعار النفط العالمية وتأثيرات ذلك على الاقتصاد العالمـي.. ان ينفسّوا عن ما في جعبهم من آمـال ، من اجل البحث عن كوات الـنور في حياتنا الثـقافــية أولسـياســية والمحاولة ستستمر في عامنا الجديد 2021.. وكل عام وانتـم بخيـر .

ي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب