3 ديسمبر، 2024 10:06 م
Search
Close this search box.

السياسة .. والأخلاق

من المتعارف عليه ان من يتعامل مع السياسة فمن البديهي أو المفترض ان تكون نصب عينيه مصلحة الوطن فوق كل المصالح والاعتبارات ، ولكن يظهر ان الكثير من أهل السياسة ومع شديد الأسف  يتعاملون مع السياسة من موقع المصلحة الضيقة والنظرة النفعية  . فالقضية الاساسية بالنسبة اليهم هو تحقيق مصالحهم ومنافعهم الخاصة ، وذلك بغض النظرعن المباديء أو العقائد أو المثل العليا .

    من مواصفات السياسي عموماً ،  أن يكون قدوة للآخرين والتحلي بالقيم الأخلاقية والتعامل بحكمة ويدافع عن الحق ، وان يكون له وعي ومعرفة بالأمور السياسية والأجتماعية العامة .

   ولكن .. ومما تقدم .. نجد ان هناك الكثير ممن يعمل بالسياسة .. وبنفس الوقت يتعاطى بامورماليه وتجاريه ومقاولات .. الخ  وهي ليست من ضمن مواصفات السياسي الناجح ..

وهـنا تصبح الشعارات او المباديء التي اعلنها .. ما هي الا برقعاً جميلاً يخفي وراءه وجهاً قبيحاً، وتغدو كلاماً على اللسان معسولاً ، ليغطي على الافعال السيئة .

ان التعامل مع السياسة من هذا المنطلق أو على ضوء هذا النهج يوقع صاحبه باشكالات قد تفقده التماسك حتى مع النفس . وهذا ما يجعله يؤيد موقفاً هنا … ويعارضه هناك .

  ومن عجائب الامور، أصبحت العلاقة بين السياسة والمباديء في معظم الحالات  هي علاقة التنافر والتباعد .  ولا نريد ان نعمم هذا على الجميع .. فنجد هناك ( البعض القليل ) من يتمسك بالمباديء والالتزام بالشعارات ويوفي  بوعوده  وبما اعلنه سابقا .

 ونسمع دائماً وبصوت عالٍ من بعض ( السياسيين ) عن المباديء السامية وحقوق الانسان .. الخ ، وهذا السياسي هو نفسه  يدمن على انتهاك هذه المباديء والحقوق .

   ان الصدق مع الشعب والنفس والمبدأ، وعدم الكذب والخداع والتزوير .. وعدم استغلالهم والابتعاد عن الامتيازات والمكتسبات هي من تجعل له المكانة في المجتمع . وبعكس ذلك ..

تصبح المباديء و الشعارات المعلنة  من هذا السياسي او ذاك .. هي مجرد دخان  تختبيء خلفه الانياب القاتلة .

أحدث المقالات