18 ديسمبر، 2024 9:02 م

السياسة في العراق مابين الولاء والمصالح

السياسة في العراق مابين الولاء والمصالح

ما فعله اهل القرار من السياسيين جعل الشارع العراقي يخضع لانقسامات كثيرة تختلف باختلاف محتوى الرسائل التي بثها ويبثها هؤلاء عن طريق ادارة الصراعات كما في السنوات الماضية واللاحقة والى يومنا وهذا امر طبيعي . فالتناحر على السلطة وفق رؤية مصلحية حزبية فئوية وغير ذلك كلها أثرت وبشكل مباشر على الفرد العراقي وجعلت منه ضحية في ظل ما سبق ، الوضع لم يهدأ ابدا فمنذ عقود طويلة والعراق في حرب مستمرة ، لم يكن لخيرات العراق فضلا على اهله بل كان نقمة تحط عليه طيلة حياته فبالرغم من زيادة إنتاجه النفطي لم يحظ بهذا الخير ابدا ،فالعراق وعلى مر العصور لم يكن بلدا ذا رفاهية ولم تتوفر فيه أبسط سبل العيش والراحة فالقلق مستمر حروب وانقلابات وحرائق ومظاهرات وازمات على جميع الاصعدة . الكهرباء والماء واستقطاعات سريعة عند كل أزمة لرواتب الموظفين والمتقاعدين اولئك الشريحة التي خدمت وافنت عمرها بخدمة البلد وهم احوج ما يكون لراتبهم التقاعدي الذي هو اصلا لا يكفي لشراء الدواء ومتطلبات حاجاتهم وبهذا العمر خصوصا ناهيك عن إيجارات ودفع خطوط المولد الأهلي وغيرها من الأمور المعيشية التي ترهق المواطن وتقسم ظهره ،كل هذا وغيره اثر سلبا كما قلنا على الفرد وسلوكه فالبطالة مثلا هي من اهم الأسباب التي تجعل الانسان يتجه لاتجاهات مجهولة ليس على وجه العموم طبعا ولكن هي قراءات ونتائج تحتمل نسبة معينة من التوقع كالانحراف وتعاطي المخدرات وادمان الكحول أو الهجرة غير الشرعية او العمل بإمكان اقل من المستوى الثقافي والعلمي للشخص بعيدا عن التخصص الجامعي من أجل لقمة العيش ،والسبب الأكثر أهمية في ما صنعه هؤلاء في العراق هو الطائفية التي اججت الكراهية والحقد لعدة سنوات و مازال الكثير يدفع ثمنها الى يومنا هذا ،لم تجلب السياسة الرعناء لهذا البلد غير الخوف والدمار والفقر والجوع والحرمان .
السياسي والوطني الحقيقي هو من يحاول ويسعى جاهدا أن تكون له بصمة ومساهمة طيبة في بناء هذا البلد بتطبيق واجبه بعيدا عن الطائفية المقيتة والتبعية والمصلحية من أجل شعبه ووطنه وان يفكر بأبناء هذا البلد قبل أن يفكر بنفسه وحزبه . متى نجد مثل هذه الشخصية وأين نعثر عليه؟