23 ديسمبر، 2024 9:12 م

السياسة فن وذوق وأخلاق

السياسة فن وذوق وأخلاق

وانا ارى حال السياسين اليوم والمسؤولين وتصريحاتهم من على شاشات القنوات الفضائية ، استغرب كثيرا كيف يعتبر هؤلاء انفسهم ساسة وهم لايفقهون شيئا عن السياسة او بالاحرى كلام السياسة ويخرجون لنا بكلام لاربط فيه ولا معنى واحيانا مضرته اكثر من نفعه هذا اذا كان هناك نفعاً في تصريحاتهم …
  استوقفتني حكاية ، حدثت معي ايام دراستي الجامعية ، ففي احدى المرات ، حيث كنت اركب الباص ( السيارة الكوستر) ، واقعد في المقعد الامامي ، الى جنب السائق ( علاوي ال …..) ، حيث احب الجلوس في هذا المكان لاطل على الشارع كاملا ، واستمتع بمشاهدة مايدور حولي عن قرب ، وكذلك لابقى مشدود الانتباه دائما … كنا نسير على الخط السريع متجهين صوب (ساحة عنتر) ، فلاحت لنا لافته مكتوب عليها ( السياقة فن وذوق واخلاق ) ، وكنت على علاقة جيدة مع السواق (الله يذكرهم بالخير) حيث كنا نذهب يوميا سويا ونعود سويا ويكثر المزاح وتزداد(الميانه ) ، فاردت ان امازح (علاوي السايق) وقلت له : قرات اللافتة؟ ، فاجاب : ” جا شمالني ما اقرا ” ، فقلت له : ” زين شمكتوب “؟ ، فاجاب : السياقة فن وذوق واخلاق ، فقلت له : ” زين شنو معناها ” ؟ ، فاجاب وهو يهز براسه فخورا بنفسه : ” انا اكلك ” ، اولا : فن ، ” يعني اذا تعطلت عندي السيارة كون انا اعرف اصلحها ( جا شلون سايق ؟ بس كاعد ورى الاستيرن !!) ” ، ثانيا : ” كون من اطلع الصبح على باب الله ، اغسل السيارة وانظفها وارتبها واخليله معطر والمع الدشبول ، يعني من يجي الراكب يصعد ، كون يصعد مرتاح ( خو مو اعوفها وسخة؟! ، يعني ما عندي ذوق !! تقبلها عليه؟) ” ، فقلت له : ” لايمعود ما اقبلها ، كلك ذوق”  وثالثا ؟ ، فقال : ثالثاً ، اخلاق ، ” يعني من تسوق ، هذا شارع بيه السايق المضبوط ، وبيه نص ونص ، وبيه البعده جديد ، وبيه النايم ، وبيه الما منتبه ، …. وغيرهم وغيرهم ، المفروض انا أكون صاحب اخلاق وأتحمل هذوله كلهم ، ها شلوني ؟؟ الله عليك جوابي مو صحيح ؟؟ ” ، فصفق جميع الركاب له وهم كلهم من طلبة كليات الادارة والقانون والتربية ، فقلت له : ” لا عاب حلكك علاوي الورد هذا الحجي المعدل” …….
   علاوي السايق ، على بساطته استطاع ان يفهم من هذه العبارة الشئ الكثير وحاول ان يطبقه على حياته العملية ، قد يكون لأجل نفسه ولكي لا ينتقد ، او لأجل الاخرين فهو فعلا صاحب فهم وذوق …..
   فما بال سياسينا ومسؤولينا ( ليس الجميع قطعاً ) ، لايعرفون معنىً لهذه المقولة ؟؟!!
فلنطبق عليهم كلام (السايق علاوي) لاننا حولنا المقولة في العنوان من ” السياقة ” الى ” السياسة ” ، اولاً : فن ، اذا واجهتهم مشكلة ، فليس لديهم خطط لعلاجها ، وانما يلجأون دائما لخلق مبررات واعذار !! ، ثانياً : في لقاء مع السيد نايف سامر مسؤول التخطيط في وزارة التربية ، سألته المذيعة عن عدم زيادة رواتب المعلمين ، كون المستشارة الالمانية (على حد تعبيرها) رفضت مساواة القضاة والوزراء براتب المعلم وقالت لهم : لولا المعلم لما كنتم …… فاجاب نصاً : ” تردين اساوي راتب الوزير وي راتب عامل الطين ” ؟؟!!!!! ، فقالت مستغربةً : قلت المعلم ولم اقل عامل الطين!! .. ونحن نستغرب ايضاً ، فأين الربط بالموضوع ؟!! بين المعلم وعامل الطين !!! … ولمن اراد مشاهذة اللقاء كاملا فليدخل على اليوتيوب ….
ثالثاً : أخلاق : طل علينا وزير الكهرباء في الشهر التاسع من سنة 2013 قائلاً وموجهاً كلامه لاصحاب المولدات الديزل المناطقية والتي ساهمت بحل ازمة الكهرباء طيلت تلك الاعوام ولازالت ، حيث قال نصاً : ” ان ازمة الكهرباء سوف تنتهي نهاية هذا العام ( ويقصد 2013) ، خلي اصحاب المولدات يبيعوها تفصيخ لو يشمروها خردة ” … ونقول : أهكذا يكون رد الجميل ومكافأة العمل الجيد ؟!!! ، أما كان من الاجدر به ان يقول ان الدولة تشكر جهودكم ، وسوف نقوم بتعويضكم في حال استقرار الكهرباء الوطنية وتوقف عمل مولداتكم ، اليس هذا هو الكلام السياسي الصحيح ؟!!!!  … وخصوصا وان الكهرباء لم تستقر لحد الان ونحن في الشهر السادس من عام 2014 … 
واخيرا اقترح عليكم ان تجعلوا علاوي السايق الناطق الاعلامي بدلاً عنكم ، فهو افضل بكثير …..