يعد التاريخ من أهم الهواجس والمحطات ،التي تقوم عليها كل حضارة ،وكل دولة ومجتمع وفرد ،إنه الموجه الاول لاي تطور وفي شتي المجالات منها السياسة ،والاقتصاد .ان التاريخ يعد اللولب المحوري لأي تحول ،فالتحول ينشأء ،ويندثر من تلقاء نفسه ، انه يراعي في ذلك المراحل اوالتحولات ، يعيدها ،لذاكرة الانسان بنفس الطريقة ،لكن هنا يختلف الزمان والمكان فقط،فالعالم اليوم محاط بجائحة جديدة من حيث المكان والاسم ،لكن من ناحية التاريخ هي قديمة ،وتواترت عليها الأوبئة والامراض من الطاعون ،والجوع ،والجفاف ،فنتج عنها نقص في الثمرات والانفس ،وفي نفس الوقت كانت السياسة ومازالت علي نفس النسق والمرونة ، وهناك نقول هل السياسة مطلقة ،مرنة ،متحولة ،شفافة .
إن السياسة بالمصطلح الشرعي ،هي القيام علي الشئ بما يصلحه، بغيك الوصول الي الرقي والتكامل و الإندماج داخل مرتكزات الدولة الواحدة ،وتكون السياسة ضامنة لقيام السيادة والسلطة ،وتوفر الرقعة الجغرافية والشعب ،وهنا،تكون ممارسة السياسة علي الوجه الصحيح والسلس .
كذلك يعتبر التحول في السياسة من المرن والمطلق (الملكي)الشمولي ،الي الديمقراطي الشفاف ،والوصول الي السلطة بشكل سلمي (انتخاب )،وليس بالوراثة ،كما كان سابقا ،وكذلك يعبر التطرف علي الانعزال لافكار قد تكون غير واضحة المعالم ،لكنها واضحة الاهداف ،والتوجهات ،ومن توجهاتها نشر هذه الافكار ، وتحييد وتقييد الأفكار السابقة (الاسلام فوبيا),أما الاهداف فتبقي الوصول السلطة بفضل هذه الاڤكار .
يعد التاريخ من اهم العلوم لدراسة الماضي والحاضر ،وإستشراف المستقبل ،إنه يوضح لنا معالم الماضي ،ويبين لنا أسس الحاضر ،ويحثنا علي ماسوف يحدث في المستقبل ،من تغيير وتحول ولو بنسب،متفاوته ،عادتا ماتكون عبارة عن تكهنات وتصورات ،تخضع لنزوات الباحث ،أو الكاتب .
إن التحول في السياسة ،قد ظهر من خلال نظم الحكم ،يعني تجلي من خلال تغيير الآليات ،المعروفة في الحكم سابقا ،وهي البيعة،والخلافة ،والامارة،والملك والتملك والوراثة ،فأصبحت السياسة منفتحة علي أنظمة اخري تري فيها الشفافية ،وحقوق الانسان ،وانعتاق وتحرر الأفراد والافكار ،التي كانت مقيدة ،حسب زعمها في الانظمة الشمولية ،.
فسلطة الديمقراطية تعتبر تحول في السياسة ،لانها جاءت بأفكار اخري ومفاهيم جديدة ،توسع من حقوق المواطن ،وتثري فرائزه ،كما انبثق عن هذه الآلية ،أفكار كما سبق وأشرنا ٱليها ،والمتمثل في افكار تظهر علي انها من الحرية ولكنها تهين الطرف الآخر،فهل منع الحجاب حرية ،هل غلق المساجد حرية ،إن التطرف بشقه المعاصر ،هو عبارة عن زاوية من صراع الأفكار،وصنع الهواجس النرجسية ،التي لا طائل لها ،سوي زرع الاحقاد ،والنفخ علي صدام الحضارات.
لقد غزت الافكار هذه العالم ،واصبح ينظر للمسلم الذي يعبد الله انه متطرف ،وينظر للملتحي انه ارهابي ،هل يعي جيدا ،زاع هذه الافكار ،أنا الحجاب الذي يراه هو تطرف ،قد تراه المسلمة حرية ،هب يدرك ان اللحية التي يري فيها هو التطرف ،هي من سنن الاسلام ،والحرية النظافة في الاسلام ،هل يدرك المتطرف أن حريته تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين .
إن علم السياسة الذي يخضع إلي معايير منهجية مثله كباقي العلوم ،قد خضع في عالم التطبيق إلي أفكار اثرت عليه ،وغيرت توجهاته ،كيف لفكرة ان توسس لانقسام مجتمع ،بل مجتمعات ،بل دول وقارات ،ومحاور ،بين مجور شر ومحور خير .
إن مراحل السياسة وتحولها منذ القدم وحتي الان توحي انها خضعت لعدة معايير ،منها معايير صلبة ومعايير ليينة ،والان هي تخضع لمعيار الافكار والثقافات .
إن معيار القوة في السياسة كان ينطوي علي الاكراه ،والردع والحصار،والعقوبات ،بينما تلاه معيار الللين (القوة الناعمة )،والذي يرتكز علي الاغراء والمساومة ،والمساعدات ،والدبلوماسية السرية ،وكلها ،وجلها تحت طائلة المصلحة ،واعقبت كل هذه التحولات ،مرتكزات ثقافية ،تزرع وتزعزع ترابط المجتمعات ،وخاصة الحضارات المختلفة ،وذات العقائد المختلفة ،وهذا ما جري السياسة في عالم اليوم حيث تغيرت بصفة تدريجية ،من السياسة التي تحكمها معايير القوة والاقتصاد ،إلي السياسة التي تحكمها معايير الثقافة والهوية .