تعيش اغلب دول العالم تحت رعاية انظمة حكم مختلفة في المنهاج وفي التطبيق فلكل دولة نظام حكم يختلف عن الدول الاخرى المحيطة بها…
فإضافة الى اختلاف انظمة الحكم من نظام جمهوري اونظام ملكي تجد ان هناك مسميات اخرى تفرض نفسها على الواقع لبعض الدول والتي تتميز الحكومة فيها باعتبارها نظام فردي يختلف عن الدول الاخرى..
وما زالت دولنا العربية تعاني من اختيار نظام الحكم الصحيح كونها دول تنظر الى صفة الحاكم بطريقة التمييز وتقريبه أحياناً الى مبدا الألوهية الفرعونية او اعتباره رمز من رموز المقدسات الخاصة لتلك الشعوب وما زالت اغلب جماهير البلدان العربية غير راضون او مقتنعون بالأنظمة السياسية التي تحكم بلدانهم..
اليوم تعيش الدول العربية بأحد النظامين اما نظام الجمهورية اونظام الملكية ولكن هذا مجرد اعلان لإثبات دعائم الحكم هناك فالحقيقة تختلف كليا وجذريا عن كل ما يعلن في هذا الموضوع فالأنظمة الجمهورية اليوم اصبحت اكثر طغيانا واستبدادا بالبطش بأبناء شعوبها من خلال اجهزتها الأمنية القمعية التي ما زالت تعتمد في مفاهيمها واقول بعض منتسبيها على مفهوم كذبة نظرية المؤامرة ضد الحاكم وما يتبعه هذا الامر من اجراءات تعسفيه بحق المواطنين الذين طالبوا بقول كلمة ارشاديه واحدة لتصحيح مسار تلك الحكومة وهنا تجد ان كلمة الديمقراطية التي ترفع شعارها تلك الحكومات قد وصلت الى مرحلة الزيف والحطيط والتجني على هذا المصطلح الذي كان موجودا في كل مفهومه وتطبيقه منذ بداية الخلافة الإسلامية وانتهى بمجرد نهايتها..وما زالت بلدان العرب اليوم تخاف من السلطة وانظمتها الفاشية التي تراها دوما الخط الفاصل بين الحاكم والرعية ولم يفرق الامر شيئا بالنسبة للدول التي يحكمها النظام الملكي فهي قريبة جدا من الأنظمة الجمهورية من حيث اجهزتها المخابراتية والأمنية التي تسلطت على شعوب تلك البلدان بحجة حماية كرسي السلطة والمحافظة عليه..
ان ما نشاهده اليوم في بعض بلدان العرب ان الحاكم حتى وان كان منتخب من قبل الشعب ما زال يحمل صفة الديكتاتورية بكل تصرفاته وادارته لمؤسسات الدولة وان مفهوم بيان رقم واحد وقائد الرئاسة والزعيم الاوحد لم ينتهي واقعيا وانما نهايته كانت مجرد بيانات اعلاميه وان الفرق بين حاكم الانقلاب وحاكم التقلبات بسيط جدا فالحاكم الاول قد جاء بانقلاب عسكري او نتيجة وضع حيل معينه لتغيير اعضاء السلطة اما حاكم التقلبات فقد اتت به الظروف بطريقة سلمية ولكنه ابتعد عن مفهومها واصبح متمسك بسياسة الحزب او الكتلة التي ينتمي اليها بعيدا عن النظر الى المفهوم الديمقراطي او مفهوم التوافق السلطوي رغم ان الاخير يمتلك نهج سلبي في بعض الاحيان بعيد عن مفهوم حكم الشعب بيد الشعب وهكذا تستمر دولنا العربية لتمجيدها للحاكم واعتباره سلطة ذات مميزات وصفات خاصة بعيدا عن انه مسؤول خدمي او موظف تابع لمؤسسات تخدم لهذا الشعب…
فإلى متى تبقى الشعوب العربية تعيش بين نظام الانقلاب المر ونظام التقلبات الغير صحيحه….