23 ديسمبر، 2024 5:35 ص

السياسة الكردية ، منهج اللامعقول

السياسة الكردية ، منهج اللامعقول

إذا كان تعريف السياسة الحديثة لدى البعض على إنها إدارة قذرة للأعمال ، أو فن الممكن ، فإن السياسة الكردية هي منهج اللامعقول في كل شيء ، لأنها مبنية على الأخذ ، والأخذ فقط بلا أدنى عطاء والتصلب ، لأنهم يعلمون أن أزاءهم وأقصد حكومة المركز ، أما أغبياء ، وطبعا فاسدين ، أو تحركهم أجندات آخر ما يهمها مصلحة البلد وكأنهم من سكان المرّيخ ، أو أنهم جميعا شركاء في إتفاقيات سرّية وألاعيب قذرة ، وإلا على الأقل ماذا نفسّر سكوتهم عن قضم أراضٍ واسعةٍ من الموصل وكركوك وديالى وصلاح الدين ؟ وهم يرون بأعينهم وطيلة سنوات ، التطهير العرقي والتهجير والترحيل وتغيير المعالم .

مسعود البرزاني يتحدث من أن تصريحات العبادي تجاه الأستفتاء تذكّره بصدام حسين ، فمن الأقرب إلى صدام ؟ أليس الحُكم الوراثي والدكتاتوري للعائلة البرزانية وهي تمسك بزمام رئاسة الإقليم بالرغم من إنتهاء صلاحيتها منذ عامين ، ورئاسة وزارته وأستخباراته ومفاصل إقتصاده ؟ حقيقة أنا أعجب من سياسيين من هذا النمط الذي لا يتوفر إلا في الدول الأشد تخلفا ، ألم يكن مسعود الذراع الأمينة والضاربة لصدام في كردستان بحيث طلب منه المعونة لفض النزاع بينه وبين حزب طلباني من حدود أربيل عام 1996 ؟ أي توقيت سخيف هذا الذي يظهر فيه مسعود متهلل الوجه عشية إحتلال داعش للموصل والبلد ينزف دما من كل أوصاله وتعصف به رياح الدمار ، وتضربه زلازل الزوال ، ليعلن إنتفاء الحاجة للبند 140 فيما يخص المناطق المتنازع عليها وبكلمات ملأوها التشفي وكأن الرجل على موعد مع هذا الحدث الجلل ؟ ، حقيقة أن للإرهاب الداعشي جغرافيا مرسومة لا تشمل إسرائيل وكردستان ، بل لا نبالغ إذا قلنا ، أن رسم حدود كردستان الكبرى كانت من أهداف داعش ، وإلا ماذا نفسّر انسحاب داعش من مناطق واسعة لتحل محلها قوات البيش مرگة في عمليات هي أقرب للنزهة منها للحرب ! ، ثم تستأثر تلك القوات بتلك الأراضي وكأنه لعب صبيان ! ، كنا نعتقد ساذجين إن أمن كردستان سببه كفاءة أجهزته الأمنية ، لكن السبب في الواقع هو التنسيق الذي لم يعد سرا بين حكومة كردستان وداعش ، فأي تاريخ سياسي عفن تنخره خيانة أبناء جلدته قبل خيانة وطنه ليفخر به هذا الرجل على أنه رصيد نضالي !؟ .

نتيجة الأستفساء ، عفوا الأستفتاء محسومة مسبقا ، ستكون شبيهة بإستفتاءات صدام وهي التسعات الأربع 99.99% ، وربما ستقل عن ذلك قليلا ، مع غياب تام لمراقبين دوليين حياديين لمراقبة هذه المهازل ، وتاريخ طويل من القمع والتزوير وتكميم الأفواه ، تلك التي تتصف بها حكومة الإقليم ، لكن النفاق الدولي الذي يتباكى اليوم على الأستفتاء ، هو من صنع من هذا الدعي عملاقا ، فلطالما صدّرت ألمانيا السلاح الحديث إلى هذا الكيان الذي يمثل إسرائيل الصغرى دون خجل أو مواربة ، كانت الأسلحة المسروقة للجيش المهزوم عام 2003 ، تمر بمباركة المحتل إلى حيث كردستان ، المحتل الذي تفلّت من الإتفاقية الأمنية عندما كان البلد بأمسّ الحاجة للقوة العسكرية لمواجهة داعش ، والهدف هو الأستقواء على المركز المنهمك بدوره بالفساد والسرقات والتخلف وقصر النظر .