نسمع فيما مضى بين الاونة والاخرى دعوات مشبوهة، ترمي الى هدم كيان الجامعة العربية ، ولكن اصحاب تلك الدعوات كانوا يتحركون بشيء من الخجل او من خلف الكواليس خشية الجمهوريات العربية التي كانت جمهوريات بحق يوم كانت القطب السوفيتي يناصر حركات التحرر العربية ، يوم اوقف الاتحاد السوفيتي الهجمة على مصر (ناصر) ببيان واوقف الهجمة على كوبا بتوجيه صواريخ ويوم اصغت هيئة الامم المتحدة الى صوت حذاء خرشوف ، كانوا هؤلاء يخشون المد الجماهيري من المحيط الى الخليج ، الجماهير التي خرجت عام 1956وخرجت عام 1967 و1973 ، الجماهيرالتي ارغمت الملك السعودي على وقف النفط العربي في الجزيرة العربية مكرها ،تطبيق شعار (نفط العرب للعرب موتوا يرجعية)الذي يدوي في تلك المرحلة.
انقلبت المفاهيم في هذا الزمن الرديء (فالعميل والخانع والسارق تحول بقدرة اليمين المتصهين والماسونية العالمية الى وطني وقومي ومناضل شهم ) ، الزمن الذي خرج فيه اقزام مشايخ الخليج العربي من خلف الكواليس ليلعبوا الادوار الرئيسة بنص صهيوني واخراج امبريالي امريكي واكسوار اسلاموي ومكياج تركي وسينوغراف مايسمى (الربيع العربي) ليتصدرون المشهد العربي (هل يتصور عاقل ان تتطاول الكويت على العراق وقطر على مصر وسوريا ) ، والسؤال الكبيرهو كيف اتفقت اراء امريكا وايمن الظواهري والحكومة التركية والتونسية والليبية والصهاينة ودول الخليج والاخوان المسلمين والسلفية وداعش الايرانية على وجهة نطر واحدة في الازمة السورية؟ ان الاجابة على هذا السؤال تقودنا حتما الى معرفة ان سياسة جديدة خطرة تنتهجها دول الخليج العربي والرهط المذكور اعلاه سوف يؤثر كل التأثير في السياسة العربية العامة ، فاتجاه دول البترودولار الجديدة لايمكن ان نعتبرها الاامتداد للمنهج الخياني الذي تبنته منذ نشؤها ، منذ ان كتب عبد العزيز السعود تعهده على البارجة الامريكية بالاضافة الى ماتقدم فان الدور الذي تلعبه ايران في تحالفها السري مع امريكا سيجلب الويلات لاحقا على العرب وجامعتهم ..
فالسياسة العربية يجب ان تستهدف اليوم تحرير العرب من الاحتلال والنفوذ الاجنبيين وتوحيد سياسة الدول العربية توحيدا تاما ازاء المشاكل الدولية.
وهذا يفرض اولا عدم السماح لاي حكومة عربية بالانفلات من نطاق الجامعة العربية ، ويفرض على العرب ثانيا المحافظة على سلامتهم واستقلالهم وذلك من خلال التعامل مجتمعين ازاء الهيئات الدولية ، وكل تفكير يستند الى ان العالم وحيد القطب وعلى العرب ان يكونوا بصف هذا القطب الامبريالي الاستعماري هو تفكير اجرامي ، فالعرب وكما يصرحون بانهم يهدفون الى السلام في ظل احترام استقلال الامم والشعوب ، ولن يكون ذلك الا بالقضاء على التبعية واللهاث وراء القطب الواحد ونعتقد جازمين ان الوقت قد حان لاسيما وان الدب الروسي وريث الاتحاد السوفيتي السابق قد انطلق متحديا السياسة الامريكية وهذا مانراه اليوم في القرم ومن الطبيعي ان دعم مجموعة (البركس) سيكون عاملا مساعدا لتعدد القطبية وبالتالي الوقوف مع حركة الشعوب في نيل حقوقها والتحرر من الهيمة الصهيو ـ امريكية, .
ان التحالف الذي تسعى دويلات النفط والغاز جر الجامعة العربية اليه بالاتفاق مع امريكا والصهاينة وتركيا وايران التي تقف متخفية خلف الامريكي لاقتناص الفرص وذلك بالحصول على حصتها التي كان العراق مقدمتها دون التفكير بالهدف العربي الاول (تحرير فلسطين) والاسكندرونة وعربستان وسبته ومليلة ، نعتقد ان قضايا العرب تؤلف في مجموعها وحدة تامة فيجب ان تستوحي سياسة كل دولة عربية من صميم المصلحة العربية ومصلحة الدول العربية كما نعتقد ان هذه المصلحة تفرض على كل دولة عربية ان تعمل على رفض اي مشروع وتحالف او تعاقد مع اية دولة اجنبية دون اخذ بالحسبان مصلحتها الوطنية والقومية وونعتقد ان الجامعة بدورها يجب ان تعرض ذلك على استفتاء شعبي عربي شامل والشعب العربي هو صاحب الحق في ان الرفض او القبول واستنادا للمصلحة العربية العليا وحدها دون النظر الى اي اعتبار اخر ، هل هذاحلم وردي لنا كشعب عربي وصعب التحقيق؟.
الواقع السياسي العربي اليوم يشير الى ان الممالك والمشايخ والدول التي انتجها الاحتلال والربيع اللاعربي وتحلفها المشبوه مع الامبريالية االامريكية وتركيا ومن خلف الستار م ايران وميلشياتها وداعشها والصهيونية العالمية تعتبر انتهاك صريح لحق الشعب العربي في الحياة الحرة الكريمة ولميثاق الجامعة العربي المكتوب ، لان التحالف هذا غير مجد للعرب وسيعود عليهم بنتائج وخيمة ، فالسياسة العربية يجب ان تحفز هيئة الامم المتحدة على التحرر من الهيمنة الامريكية وتعود الى اهم مبدأ من مبادئها وهو هدف التحرير لا العكس؟