22 ديسمبر، 2024 7:00 م

السياسة العراقية بين سلطه المال العام وسطوة القبيلة…..

السياسة العراقية بين سلطه المال العام وسطوة القبيلة…..

لا يخفى على احد من المتابعين لتاريخ السياسة في العراق انها تعتبر منذ نشأتها الاولى تميل الى الطابع القبلي اكثر من اتجاهاتها لمفهوم المنطق للشهادة الأكاديمية او التسلسل الوظيفي… فالقبيلة تعتبر العنصرالاساس في كل انتخابات نيابية او محلية ولذلك عندما نقرأ التاريخ للمشهد السياسي للعراق ومنذ بداية العهد الملكي نجد ان اغلب اعضاء مجلس النواب في حينها من عوائل تسلمت مشيخة القبيلة وان اغلب ابناء هؤلاء الشيوخ وبدعم مباشر من قبل النظام الملكي في حينها هم أعضاء في مجلس النواب العراقي..
وبعد ان تحول نظام الحكم من ملكي الى جمهوري اختلفت النزعة والسلطة القبلية من مكان الى اخر فتجد نفسك امام سلطة قبلية بالكامل في منطقة معينة من العراق وخاصة في القرى والارياف في حين انعدمت في مكان اخر ولكن مع مرور الوقت وعودة النزعة العشائرية للظهور وبسبب الثورات التي حصلت في البلاد وضعف القانون المدني للدولة تجد ان القيادات الحكومية نفسها تلجا احيانا الى تشجيع النظام العشائري وان يكون ظهير اساسي لقانون الدولة وما زلنا الى يومنا هذا نستمر على نفس النهج الذي سار به اسلافنا رغم ان هناك فوارق كبيرة من ناحية طبقات المعيشة والاختلاف الثقافي الواضح والتطور التكنولوجي الذي حصل في جميع دول العالم في عصرنا الحاضر. الا اننا مازلنا نرى وفي كل انتخابات نيابية او انتخابات محلية اغلب المرشحين يستعين بلقب عشيرته ويضعه في مقدمة كل اعلاناته وحملته الانتخابية وما نلاحظه اليوم خير دليل على ذلك فرغم امتلاك القوى السياسية السلطة الادارية وامتلاكها للمال واستخدامه بشكل مفرط مع وجود امكانات قوية لدعم مرشحيهم الا ان اننا نرى الضعف الواضح والثغرات البارزة في هذا المجال وما نراه وبصورة علنية دعوة المرشحين ابناء قبيلتهم وشحذ هممهم وتذكيرهم بصلة القربى لدعمهم حتى يستطيعون تحقيق الفوز والوصول الى المقعد النيابي وانا هنا اقترح على السلطة التشريعية في العراق اصدار قانون او تشريع يسمح بانتخابات مناطقية قبل اجراءات الانتخابات العامة لتقليص عدد المرشحين وعدم احراج الناخب من قبل المرشح اسوة بما كان معمول به في النظام الملكي ومنها تنطلق الانتخابات العامة عندها سوف نجد ان الامر بسيط جدا وان استحقاق المرشح بالفوز يكون بسلاسة اسهل من ما موجود ومعمول به حالياً لان القاعدة الجماهيرية للمرشح وقوته في الشارع الانتخابي تصبح صورتها واضحة واما من لم يحالفهم الحظ ولايملك جمهور انتخابي فان الجلوس بعيد عن الترشيح للانتخابات افضل له بكثير من هذه الضجة الاعلامية واحراج المقربين من اهله واصدقائه دون جدوى…..
ان ما نلاحظه اليوم من اعتماد الكتل السياسية على اعتماد الجانب المادي قبل اختيارات الكفاءة هو علامة سوداء سوف تكون نتائجها عدم وجود الرغبة الحقيقية لتحقيق مطالب المواطنين وسوف تكون المصالح الضيقة الخاصة والمحافظة على قوة تلك الاحزاب من خلال نهب المال العام من اولويات الفائزين ومع الاسف الشديد هذا ما نراه اليوم من بعض ذوي النفوس الضعيفة….. فإلى متى يبقى الضحك على الذقون بمسميات وطنية فارغة بعيدة عن المبادئ الحقيقية للمواطنة.. والى متى نبقى نعاني من صراعات سياسية وصلت الى تقسيم المجتمع عموما وربما الى ابعد من ذلك حيث نرى اليوم الانقسام والصراع داخل المحافظة وداخل العشيرة وربما داخل العائلة الواحدة في بعض الاحيان…..