23 ديسمبر، 2024 10:57 ص

السياسة الصفراء

السياسة الصفراء

كثيرا ما تفسد السياسة العلاقة بين البلدان, فبعض السياسيين همهم الأكبر هو مصالحهم المشتركة مع البلدان الاقليمية والقوى العالمية! لانها تدعم استمرار مصالحهم الشخصية, من المحبط ان تفعل الشخصيات السياسية العراقية المستحيل من أجل السلطة, والسلطة فقط! حتى لو كان ذلك على حساب الوطن و مصلحة الشعب, فمنهج الساسة في العراق قابل للتغيير والتبدل حسب بوصلة المصلحة, عكس السياسيين في العالم المتحضر الذين يجعلون من تنفيذ مسؤولياته اولوية في ايام حكمه.
الساسة العراقيون ما ان يستلم الكرسي وتصبح السلطة بين يديه, يشرع في تحديد سياسته ومشاريعه المستقبلية الواضحة والخاصة به.
علينا ان ننتبه انه كما هناك صحف صفراء, فان لدينا سياسة صفراء مخادعة في العراق, وضع اساسها على قلة الخبرة والمصلحة والمحسوبية والفئوية الضيقة, ساخرة من دماء الشهداء ومسخرة تلك الدماء لبناء عروشها, وبعض السياسيين يخلقون عداوة بين الشعوب من أجل ميوله ومصالحه الخاصة, كما حدث كثيرا في السنوات السابقة, فالسياسي العراقي يحاول مرارا وتكرارا اغراق العراق بمشاكل وعقبات تعود عليه بالفائدة, تفقد المواطن كل سبل التفائل, عدا ما تنتجه عرضيا من تناحر سياسي, واتهامتهم المستمرة لبعضهم البعض ؛وبات الخاسر الوحيد هو الشعب العراقي؛ بعد ان أقر الجميع بفشل العملية السياسية في العراق بشكل كامل.
فكل الخلافات الحاصلة بين السياسيين؛ ما هي الا انعكاس عن تردي المستوى القيمي في العراق. وهكذا فقد المواطن العراقي الثقة التامة بالسياسيين بشكل عام, بسبب الكذب, والنفاق, والأخطاء التي فاقت حدود الصبر.
فخلال الخمسة عشرا عاما المنصرمة ؛لم نشاهد أي سياسي عراقي يكون همه الوحيد بلده, حيث غدى السياسيون (كل يغني على ليلاه)! الوضع بات خانق جدا ولا يحتمل, العراق الان غارق في بحر عميق من الفوضى, فيجب الأخذ بعين الإعتبار من قبل جميع السياسيين مسألة تصحيح السلوك السياسي, وإلا ماذا ستكون ردة فعل الشعب بعد كل تلك السنوات المريرة التي عاناها هذا الشعب, سينفجر حتما يوما ما, ولن يتراجع عن خطواته ؛وستكون ثورة عارمة ضد كل فاسد اغرق العراق بمستنقع ضحل؛ برعونته وساذجاته البالية والحمقاء.
عسى ان يتنبه الساسة للمستقبل الخطير, ويصححون مسارات السياسة في العراق, عبر أحياء العدل في الحياة العراقية.