17 نوفمبر، 2024 5:20 م
Search
Close this search box.

السياسة الصحيحة تجاه ايران

السياسة الصحيحة تجاه ايران

في تصريحات تبين الضعف  والعجز الشديدين اللذين يعاني منهما النظام الايراني، أفصح حسين سلامي نائب القائد العام لقوات الحرس استراتيجية نظام ولاية الفقيه منذ اول يوم لحكم خميني وقال في يوم 3 نوفمبر2016: “اليوم ايران حاضرة في شمال البحر الاحمر وفي مضيق باب المندب و في اليمن وان جغرافية الثورة ممتدة حتى شمال افريقيا “
مضيفا : ان حضورنا في “ سوريا و لبنان و العراق واليمن “، “ يعني إبعاد الخطر عن بلدنا“.
لذلك ان النظام يعترف صراحة بان السبب الرئيسي للتدمير والقتل والمذابح والتفرقة الدينية في كافة انحاء الشرق الاوسط هو نظام الملالي وليس غيره. ان التطورات خلال العقود الاربعة الماضية تؤكد أن التدخل في شؤون المنطقة واثارة الشغب فيها جزء لايتجزأ من سياسة هذا النظام والغاية منها  القمع واحتواء المعركة الرئيسية بين الشعب الايراني ونظام الملالي داخل البلاد.
وكانت الازمة الاولى هي احتجاز الرهائن في السفارة الامريكية في طهران عام 1979 مما تمكن خلالها خميني من إقصاء رئيس الوزراء مهندس مهدي بازركان الذي كان من الليبراليين  وجعل حكمه نحو نظام رجعي موحد في خطوة نوعية.
كما مهد خميني الارضية  للحرب ضد العراق عن طريق أعمال استفزازية لاسقاط النظام العراقي السابق وبعد ذلك وصف الحرب بأنها نعمة الهية لأنه تمكن من قمع الحريات في ايران تحت غطاء الحرب ضد العراق وأقام مشانق الاعدامات شنقا ورميا  بالرصاص  طالت آلافا مؤلفة من قوات المعارضة وخاصة المعارضه الرئيسية  يعني مجاهدي خلق .
وعلى ضوء هذه الحرب تمكن من تأسيس فيلق الحرس بصفتها العامل الرئيسي للقمع الداخلي وآلة لحماية النظام .
متزامنا مع الحرب العراقية الايرانية أخذت تدخلات النظام في بلدان المنطقة بعدا جديدا حيث قام النظام بتشكيل تنظيمات مماثلة لقوات الحرس في اي بلد تمكن من تأسيسه ليكون له دور اليد لعليا في التطورات السياسية لتلك البلدان: حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق هي نماذج بارزه لهذه الستراتيجية.  وهذا يعني ان النظام ينفذ أجنداته في بلدان مختلفة عن طريق تكوين تنظيمات مسلحة مرتبطة به . وهذا  هو السبب الرئيسي لضرورة بقاء  تنظيم الحرس في ايران كآلة رئيسية لحفظ النظام في البلاد. والا لو لاتكون  ازمة  في البلاد فلاحاجة لتنظيم قمعي مثل تنظيم الحرس .
صرح خميني في 25 حزيران/يونيو عام 1980 قائلا :“ العدو ليست أمريكا و لا الاتحاد السوفيتي بل هو في طهران بين ظهرانينا“ والان وبعد مرور اربعة عقود نرى أن نشر صورة للسيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية في صحيفة الخريجين من جامعة شريف الصناعية في طهران يثير ضجة  كبيرة بحيث يطلب 30 نائباً في برلمان النظام في رسالة احتجاجية  اجراء تحقيقات حول الموضوع واقالة وزير التعليم العالي.
نعم هذا هو واقع  النظام الذي يدعي التحكم على اربعة  عواصم عربية ولكنه لا يتحمل نشر صورة  لزعيمة المقاومة الايرانية. فمن الواضح أن الخوف الاساسي للنظام  هو خوفه من السبب الرئيسي الذي يسقط هذا النظام ألا وهو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق ولاغيرهما. لان الحرب الاساسية هي الحرب بين النظام والشعب الايراني . فعلى ذلك ان الحل الوحيد في مواجهة هذا النظام هو الحل الذي يعتمد على المعارضة المنظمة للشعب الايراني. لايمكن الصمود في مواجهة نظام ولاية الفقيه بدون عنصر ايراني يضمن الفوز.
ان النظام يواصل تدخلاته في المنطقه تحت غطاء الدفاع عن الشيعة وايران  و يحاول اثارة الفتن عن طريق بث بذور الخلافات بين السنة والشيعة  او بين القومية الفارسية والعربية  . فعلى سبيل المثال في سوريا يسمون الجنود الذين يقتلون الشعب السوري رسميا بانهم مدافعون عن حرم السيدة زينب. او في العراق يقول بان الحشد الشعبي تم تكوينه بهدف الدفاع عن مراقد الائمة الشيعة. ان  حضور المقاومة الايرانية بصفتها قوة ايرانية وشيعية يحرق كل هذه الأوراق الخداعية. لانها مكون ايراني و في الوقت نفسه من الشيعة ودليل على مقاومة الشعب الايراني بوجه النظام . وبناء على ذلك يتحول الموضوع من السنة والشيعة او بين القومية الفارسية والعربية الى مقاومة الشعب الايراني بوجه  النظام الذي يصرف كل ثروات الشعب في اتون تدخلاته في بلدان المنطقة وتدميرها. لذلك علينا ان نكون حذرين  ولانقع في فخ لوبيات النظام . كل بلد او طرف يجعل الصراع مع النظام صراعا بين السنة والشيعة رداً على التعامل الطائفي للملالي او يحول الموضوع الى موضوع مؤطر بين مصالح العرب او الشعوب والقوميات ضد الشعب الفارسي فهو قد وقع في هذا الفخ يعمل لصالح  الملالي شاء أم أبى.
ان لوبيات النظام متفقون في موضوعين اولا يحاولون ان يروجوا بانه لاتوجد مقاومة في ايران مقابل هذاالنظام . وهذا يعني ان النظام يعيش حالة استقرار وهو يمثل الشعب الايراني. ففي هذا الصدد يقوم بحملة التشهير والتسقيط ضد المقاومة الايرانية وعن طريق المخادعة يحاولون من تقليل مكانة المقاومة الايرانية ويحاولون ابعاد بلدان المنطقة من اهم عامل في موازنة القوى مع نظام الملالي . ثانياً ان النظام يدافع عن مذهب الشيعة و ايران  وهذا يعني  اضفاء الشرعية لتدخلات النظام في دول المنطقه بتحويلها الى موضوع  بين السنة و الشيعة أو بين العرب والفرس .بينما الواقع هو ان  هذا النظام هو ضد الشيعة  وضد الشعب الايراني.
نلخص الكلام : اولا ان النظام لن يتخلى عن التدخلات في بلدان المنطقة فالحل الوحيد امامه هوابداء الصرامة. و الصرامة تكون فاعلة ومؤثرة عندما  يكون  للمقاومة المنظمة للشعب الايراني دور بارز فيها. لا شك أن اي نوع من انتهاج سياسة  الاسترضاء والتعامل مع النظام سيؤدي الى  تدخلات النظام في نطاق أوسع.

أحدث المقالات