13 أبريل، 2024 7:09 م
Search
Close this search box.

السياسة الامريكية الجديدة القديمة على ضوء الاعلان الامريكي بالانسحاب من الاراضي السورية

Facebook
Twitter
LinkedIn

السؤال الذي هو من يطرح نفسه على ضوء التغيرات الواقعية والموضوعية في المنطقة العربية وجوارها الاسلامي وايضا في العالم: هل ان الانسحاب الامريكي المزمع تنفيذه او هو قد بدأ فعلا في منبج وبالشكل المحدود جدا،هزيمة كما يتصور البعض من مسؤولي دول المنطقة من تلك التى هي في صراع دائم مع امريكا ام ان هذا الانسحاب هو بداية لسياسة امريكية جديدة في المنطقة العربية وجوارها الاسلامي وفي العالم ايضا، تحت ضغط التحولات العميقة في موازين القوى الدولية من تلك التى لها فعلا مؤثرا في شكل وطبيعة مخرجات الصراع والحروب في المنطقة العربية وحرب امريكا الاقتصادية مع الجوارالاسلامي، حرب من غير استخدام للسلاح الذي سوف لن يستخدم مع دول الجوار العربي تحت مختلف الظروف والاحوال ومهما كان شكل تبدلاتها وبالذات مع ايران لحسابات الاستراتيجية الامريكية بعيدة المدى في المنطقة العربية وعلى وجه التخصيص دول الخليج العربي( امريكا تريد تغيير النظام في ايران او تغيير سلوكه وهذا امر مستبعد لناحية ايران وبالذات في الوقت الحاضر الملتهب..وليس تدمير ايران كدولة..). قبل الاجابة على هذا السؤال وبقدر مانستطيع اليه سبيلا، بينا في مقال سابق؛ ان هذا الانسحاب هو انسحاب وفي ذات الوقت هو لم يكن انسحابا بل اعادة انتشار للقوات الامريكية. ان القوات الامريكية المنسحبة من سوريا او الاصح التى سوف تنسحب؟!..، لم تنسحب الى حيث يجب ان تكون اذا كان الامريكان جادين بالانسحاب من المنطقة العربية كليا وهذا امر مشكوك فيه بدرجة كبيرة جدا، كما يروج لهذا الكثير من التحليلات؛ على اعتبار ان امريكا في الطور او المرحلة التى هي وارد ان تنفض يدها من المنطقة العربية وجوارها وهذا امر مستبعد كليا، الان وفي المقبل من الزمن. القوات الامريكية او البعض المحدود جدا، منها، والتى انسحبت من الاراضي السورية، دخلت الى الاراضي العراقية في قواعد موجودة اصلا او اخرى جرى اعدادها او اعادة تهيئتها لذلك. سيناتور امريكي صرح بعد لقاءه مع ترامب من ان الاخير وعده او تعهد له بالقضاء على بقايا الارهاب في المنطقة، واضاف السيناتور ان ترامب وعده بابطاء الانسحاب حتى القضاء على الارهاب بالكامل، وهذا يعني وفي اهم ما يعني ان لا انسحاب امريكي كلي من سوريا. ترامب قال في زيارته الى الجنود الامريكيين في العراق؛ من ان امريكا سوف تستخدم القوات الامريكية المتواجده في العراق في محاربة الارهاب في سوريا..رئيس الوزراء العراقي السيد عادل عبد المهدي، المح من ان العراق سوف يقوم بدور كبير في محاربة الارهاب في سوريا. في مقال سابق قلنا ان امريكا من غير المرجح ان تنسحب من التنف ومحيط دير الزور، وهنا نقول ونؤكد مرة اخرى، من ان هذا الانسحاب من المنطقتين انفتي الذكر، من المستعبد جدا ان يحصل ان لم نقل لن يحصل، لحسابات سوف ناتي عليها لاحقا في هذه السطور المتواضعة. نعود الى السؤال المفتاحي لهذه الكلمات المتواضعة: هل ان الانسحاب الامريكي، هزيمة ام سياسة امريكية جديدة في المنطقة العربية، في تقديرنا المتواضع هو سياسة امريكية جديدة في المنطقة العربية وجوارها وليست هزيمة او انكفاء. ترامب بعد سنة من توليه رئاسة الادارة الاميريكة، اكثر او اقل قليلا؛ قال من انه في وارد اعداد سياسة امريكية جديدة في المنطقة العربية وما يجاورها وكذلك في العالم. وباستمرار يقول ويكرر؛ من ان على الجميع ان يقاتل من اجل مصالحهم؟!..وفي عين السياق يقول: ان امريكا لايجب ان تقوم بدور الشرطي في العالم؟!..ان السياسة الامريكية في المنطقة والتى بدأت معالمها تتضح بصورة جلية، هي سياسة امريكية قديمة وليست بجديدة، هي السياسة التي كانت سائدة لعقود، ولغاية عام 1990، هذا العام الذي شهد التغيير الجوهري في السياسة الامريكية، فقد تحولت من السياسة المخابراتية وحروب الاقتصاد، المدعومتان من قواعدها في الخليج العربي واساطيلها في المياه العربية..، الى التدخل العسكري المباشر. ان العام القادم سوف يشهد تجلي هذه السياسة في الواقع الفعلي على الارض سواء في العراق او سوريا او في مواجهة ايران بحرب الاقتصاد والخنق. في الذي يعني سوريا سوف تكتفي بالاسناد الجوي بالاضافة الى خبراء الحرب الامريكان المتواجدين في القواعد من خبراء الحرب في العراق، بالاضافة الى تواجدها في الاراضي السورية والذي سوف تحافظ عليه وربما تزيد عديده وعدته، مدعومون بخلايا مخابراتية خاصة من تلك التى تسمى او يطلق على افعالها بمشرط الجراح، وتترك الفعل الارضي المباشر للاخرين؟!..اما في الذي يخص ايران وهو المقصد الاساس والجوهري في تلك السياسة او هو الهدف الاهم والاكثر خطورة وتعقيد في هذه السياسة وما ترمي اليه او تريد ان تحقق بها من اهداف ستراتيجية، ذوات المنطلقات الاستراتيجية في الذي يخص المنطقة العربية، وفي اول هذه المنطلقات هو البداية بالتطبيق الفعلي لصفقة القرن التجارية؟..ان هدف امريكا هو مسك ايران من رقبتها الاقتصادية، مسكا قويا يمنع الهواء عنها، سواء في الاقتصاد او في التمدد العسكري في دول الجوار الايراني، ووضع الاخيرة في خانق مسدود من اربع جهات، وغلق الطريق امامها، الى تنوع الخيارات، وجعلها امام خيار واحد وحيد، اما تغيير سياستها كليا اي سياسة ايران او الموت اختناقا، وفي الحالتين، سواء رضخت او رفضت، سوف تكون خسارتها، خسارة ستراتيجية كبيرة جدا، تكلفها الكثير..( هذا ما تفكر به امريكا في سياستها القديمة الجديدة، لكن محصول البيدر غير حصاد الحقل..) وهذا هو ما يفسر لنا تواجدها المكثف في العراق على مقربة من الحدود السورية والاردنية والعراقية وعلى مقربة من حدود ايران جهة كردستان العراق. لذا فان السياسة الامريكية في المنطقة العربية سوف تتحرك في القادمات من الاشهر وربما السنوات على ثلاث محاور وهي الاقتصاد والمخابرات والسياسة والدبلوماسية، وما يتصل بالثاني من فعل عسكري فعال جدا ومحدود، وسياسة تحريك الفعل العسكري القتالي بما يمتثل ويتحرك بإرادتها وخططها، بشكل او باخر من الدمى في المنطقة العربية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب