9 أبريل، 2024 2:58 م
Search
Close this search box.

السياسة الامريكية: أكاذيب وافتراءات وخدع

Facebook
Twitter
LinkedIn

السياسية الامريكية مبنية على قاعدة واسعة من الاكاذيب والافتراءات والخدع؛ التي تبرر بها، حروبها وغزواتها،على الدول والشعوب. هذه الغزوات والحروب والاحتلالات التي قادت او تكون او كان من نتيجتها؛ هو الدمار والخراب والتشظي، كما قد حصل للعراق في بداية القرنالحادي والعشرين؛ بكذبة، امتلاك العرق لأسلحة الدمار الشامل، افتتح بها كولن باول السنة الثالثة من بداية القرن الحادي والعشرين. اعتقد ان كل العالم يعرف في وقتها؛ من ان العراق خال من اسلحة الدمار الشامل وليس ساسة امريكا والغرب فقط؛ وايضا يعرف كل العالم، بما فيها الانظمة العربية وايضا انظمة الجوار الاسلامي؛ من أن امريكا تكذب، وان هذه الكذبة؛ هي لإيجاد مسوغات غزو العراق واحتلاله وتدميره وهو ما قد حصل فعلا، والذي يعاني منه العراق حتى هذه اللحظة. وايضا اغلب دول العالم ومن الطبيعي انظمة النظام الرسمي العربي تعرف وتدرك تماما ومن دون ادنى شك؛ ان امريكا تهدف من غزوها للعراق؛ هو خلق واقع جديد وبيئة جديدة؛ تمهيدا لما هو قد جرى وما هو جاري الى الأن في المنطقة العربية، والمحاولة المستميتة لتمييع  القضية الفلسطينية، التي تصدى ويتصدى لها؛ الى الآن، شبان في عمر الزهور في عمليات بطولية قل نظير لها في التاريخ، تضحية ومطاولة وصبر لا مثيل له، وايضا تمسَك بالأرض والقيم والتاريخ.. كما تصدى الشعب العراقي للغزو والاحتلال في مقاومة فريدة، لا دعم ولا اسناد لها، سواء من الجوار العربي( النظام الرسمي العربي حصريا وليس شعوب العرب..) او الجوار الاسلامي، لذا فهي مقاومة اعتمدت على الشعب العراقي في الدعم والاسناد. ان هذه الكذبة او الفرية؛ اضطرت الادارة الامريكية وحتى صانع القرار الامريكي الى ابتكارها؛ حين سدت جميع المسوغات للغزو والاحتلال، ومن ثم، عملت على تسويقها اعلاميا على نطاق واسع. ان الاكاذيب الامريكية والافتراءات والخدع؛ لا تنحصر بهذه الكذبة وهذا الافتراء فقط، بل ان الولايات المتحدة الامريكية، وعلى طول مسارات سياستها الخارجية؛ تجنح باستمرار الى تسويق الاكاذيب والافتراءات والخدع، إنما بطريقة خفية؛ تختفي وراء حقائق واقعية وموضوعية، لجهة متطلبات المعالجة الواقعية والموضوعية؛ لاستحقاقات حقائق الواقع وشروطه الانسانية؛ كي تبدو امام الرايالعام الامريكي والغربي والعربي والدولي؛ من ان سياستها الخارجية تسعى او ان دندنها؛ هو العمل على احقاق الحق ونشر العدل والاستقرار والسلاموالديمقراطية وحماية حق الانسان في الحياة والحرية، والدفاع عن القواعد والمعايير الدولية، في المنطقة العربية وفي الجوار الاسلامي. على سبيل المثال لا الحصر؛ منذ عام 1990اطلق بوش الاب فرية او كذبة او خدعة؛ العمل على اقامة دولتين في فلسطين المحتلة؛ دول للكيان الاسرائيلي ودولة لفلسطين تعيشان جنبا الى جنب في سلام، واقامة دولة للفلسطينين، قابلة للحياة، اي تمتلك مساحة من الارض، فيها موارد تجعلها قابلة للاستمرار والحياة. لقد مضى اكثر من ثلاثة عقود ولم يتحقق اي من هذه الوعود، بل ان الضفة الغربية والقدس الشرقية تتأكل باستمرار بالهدم والمصادرة لصالح المستوطنات؛ ولم تحرك الادارات الامريكية المتعاقبة اي ساكن في اتجاه منع هذه التجاوزات، الا التصريحات وبالذات من الادارات الديمقراطية، وهي تصريحات فارغة لا معنى لها ولا تأثير جدي وفاعل على الارض، بل ان العكس هو الصحيح. لقد مرت القضية الفلسطينية منذ ان اطلق بوش الاب؛ خدعة حل الدولتين، كحل للصراع العربي الصهيوني؛ بعدة مراحل، من اتفاقات اوسلو التي لم ينفذ اي بنودها على ارض الواقع، الا اقامة السلطة الفلسطينية التي ترزح الى الآن؛ تحت وطأة ولاية الجيش الاسرائيلي.. بينما ارض فلسطين تموج بالغضب والانتفاضات المتتالية، بما فيها من مواجهات متكررة، بين الكيان الاسرائيلي، الذي يستخدم آلته الحربية الجهنمية، والتي في اغلبها تصنعها المصانع العسكرية في امريكا. بينما امريكا تلوذ بالصمت ولا تحرك ساكنا، الا بالتصريحات الفارغة من الفعل والتأثير، بل ان العكس هو الصحيح. كلما يضيق الخناق حول هذا الكيان سواء بالمواجهة المباشرة بين هذا الكيان والمقاومة الفلسطينية؛ تهب الولايات المتحدة لنجدته؛ بتحريك دول جوار فلسطين المحتلة؛ بإيقاف هذه المواجهة كي لا تتطور وتتسع ويمتد تأثيرها الى بقية الارض الفلسطينية. في الفترة الاخيرة بدأ الفلسطينيون المقاومة بطريقة مختلفة عن طرق المقاومة السابقة؛ بمهاجمة، في الجل الاغلب منها، المستوطنين في المستوطنات المقامة على ارض فلسطين، في الضفة والقدس الشرقية، ضمن الحدود الجغرافية التي حددتها اتفاقات اوسلو، تلك الاتفاقات التي تم دفعها الى قارعة الطريق، الذي يفترض به، قبل سنوات، ان ينتهي بمحطة؛ حل الدولتين.. ان هذا هو نهج الشعب الفلسطيني في ابتكار وسيلة وطريقة للمقاومة تنسجم مع الواقع واستحقاقاته، هذه الابتكارات لا اعتقد من انها تتوقف عن الابداع في اجتراح طريقة جديدة عندما يتطلب الواقع على الارض، هذا التغيير والتحول. لكن، المؤسف هنا؛ هو ان النظام الرسمي العربي، بدفع امريكي؛ شكل ويشكل الى الآن؛ طوق نجاة للكيان الاسرائيلي عندما يئن جسد هذا الكيان تحت ضربات المقاومة الفلسطينية، وان كانت بطريقة فردية فاعلة ومنظمة في احيان وفي احيان اخرى، فاعلة ومنظمة ايضا، إنما ليست فردية بل انها مجاميع من المقاومين المنظمين؛ تهز أو هزت امن المستوطنين هزا عنيفا منتجا ولو بعد حين.. من بينها أو في مقدمتها؛ عرين الاسود.. في الزيارة الاخيرة لوزير خارجية امريكا للكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية والاردن؛ اكد على اهمية التهدئة في المنطقة والمقصود هنا هو التهدئة في الكيان الاسرائيلي والاراضي الفلسطينية، وهي محاولة لمساعدة الكيان الاسرائيلي في ضبط الامن لصالح المستوطنين وامن المستوطنات، وفي الجهة الثانية اكد الوزير الامريكي على اهمية حل الدولتين وهي فرية وخدعة ما انفكت جميع الادارات الامريكية؛ التأكيد عليها منذ اكثر من ثلاثة عقود، من دون ان يكون هناك على الارض اي اجراء فعلي يترجم هذه التصريحات ويحولها الى واقع على الارض. ان هذا يعني ان هذه التصريحات والتأكيدات ما هي الا خدعة لتمييع القضية الفلسطينية في انتظار تحولات وتغييرات على الارض في المنطقة العربية وفي جوارها الاسلامي، وفي رأس السلطة الفلسطينية. إنما، ربما كبيرة جدا؛ ان التحولات والتغييرات المرتقبة والمقبلة، في المنطقة العربية وفي جوارها الاسلامي، وفي العالم، وفي الداخل الاسرائيلي وفي السلطة الفلسطينية؛ قد تكون بالضد من هذه السياسة الامريكية الاسرائيلية. من المعروف لكل فاحص لبيب للسياسة الامريكية في المنطقة العربية وفي جوارها الاسلامي؛ لا يمكن فهم هذه السياسة، بمعزل عن ما يخطط للقضية الفلسطينية، وعن الهيمنة الامريكية على المنطقة العربية وجوارها؛ كقاعدة في ضمان سيطرتها على مقود العالم. على سبيل المثال وليس الحصر، لأن الامثلة كثيرة في هذا المجال اي مجال الخدع الامريكية:اللعبة الامريكية الاخيرة الخاصة بأموال العراق من مليارات الدولارات الموجودة في البنك الفدرالي الامريكي، وهي اموال عراقية تراكمت في البنك اعلاه، من بيع النفط العراقي. سيطرة البنك اعلاه على هذه الاموال بحجة حمايتها، وهي فرية يفندها الواقع؛ فقد سدد العراق كامل التعويضات الخاصة بخطيئة غزو واحتلال الكويت؛ عليه، ليس هناك من مبرر؛ ان تودع اموال العراق في البنك الفدرالي الامريكي.. الحكومة العراقية الحالية، لم يمض علي تشكيلها سوى ثلاثة اشهر؛ لذا، من السابق لآوانه؛ وصفها، أو ان الفساد سائد فيها. لكن الحكومات التي سبقتها، لها ما لها وعليها ما عليها.. ففي عمل هذه الحكومات يستشري الفساد بطريقة لا يمكن التغطية عليها او حجبها بغربال، فهذا الفساد واسع النطاق. الولايات المتحدة الامريكية قامت ما قامت به حتى هذه اللحظة على طريقة كلمة حق يراد بها باطل. ان ما تقول به امريكا او ما تسوقه، وتعمل به، على اساس الدفاع عن اموال العراقيين، لم يكن وليد اليوم، بل هو كما افصحت هي عنه، كان يجري منذ عدة سنوات سابقة، كما هي اي امريكا تقول به وتوضح. السؤال هنا لماذا بدأت بهذه اللعبة في هذا التوقيت بالذات؟ ولماذا صمتت لعقدين من الزمن؟ السبب والدافع؛ هو الشراكة بين ايران وكلا من الصين وروسيا، وما يعني هذا من تقويض لنفوذها في المنطقة وفي جوار المنطقة العربية، وليس حبا بالعراق وشعبه او دفاعا عن اموال العراقيين وحماية لها كما تدعي زورا وبهتانا. ان هذه اللعبة كما غيرها من اللعب الامريكية، ما هي الا لترسيخ النفوذ الامريكي في العراق وفي المنطقة العربية، ولاحقا كما تخطط امريكا له، من تغييرات، في الجوار الاسلامي؛ في مواجهة التغللالروسي والصيني في المنطقة العربية وفي جوارها الاسلامي، في حركة استباقية قبل ان يتجذر في الارض العربية وفي جوارها؛ النفوذ الروسي والصيني وبالذات الصيني. ان كل هذا الذي يجري على الارض، بما فيه من التطبيع المجاني مع الكيان الاسرائيلي؛ ما هو الا لإحداث التغييرات المطلوبة امريكيا واسرائيليا؛ كقاعدة واساس لتمييع القضية الفلسطينية.. من نظم عربية و نظم في الجوار، وبيئة سياسية، وربما رئيس بديل عن السيد محمود عباس على رأس السلطة الفلسطينية، والاردن ليس بعيدا عن هكذا تغييرات بل هو في صميمها.. في الختام اقول: ان البيدر يختلف تماما عن حصاد الحقل، في ظل عاصفة الشعوب العربية ورياح غضبها العاتية، وبالذات الشعبين العراقي والفلسطيني..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب