23 ديسمبر، 2024 7:27 ص

السياسة الأمريكية في العراق الى أين؟

السياسة الأمريكية في العراق الى أين؟

قراءة أولية لمفهوم آليات تطبيق المصالح الستراتيجية للولايات المتحدة الامريكية وتعارضها مع المشروع الوطني الذي أؤمن به كمعارض للعملية السياسية الفاشلة نجد اختلافا كبيرا بين المفهومين. فبالنسبة لي أجد ان من مصلحة العراق ستراتيجيا توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية كشريك ستراتيجي كلاهما يعتمد على الآخر ، العراق مورد مهم لمصادر الطاقة وحدا فاصلا بين المخاطر الايرانية تجاه الامن القومي العربي وبين تحقيق السلام في الشرق الأوسط. ولتحقيق ذلك فان المراهنة الامريكية على حلفاء من الاسلاميين الشيعة او لنقل من المنظومة الاسلامية سواء كانت سنيّة أم شيعية هو رهان خاسر الا إذا كانت متعمدة جعلهم شركاء لها. أقول ذلك من خلال تسويق ساذج لشخصية فاسدة وفاشلة هو عدنان الزرفي مرشّح الرئيس برهم صالح ليخلف عادل عبد المهدي في رئاسة الحكومة العراقية. إذا كانت تتصور الادارة الامريكية أن الزرفي يمكن الاعتماد عليه بخصوص مواجهة المحور الايراني في العراق فأعتقد اعتمادها سيفشل لانه أي الزرفي لايملك مقومات الدولة او المنظومة القوية أمنيا، واقتصاديا فالفسادين المالي والاداري ينخران بالعراق والزرفي عليه شبهات كذلك وهو جزء من ملفات الفساد وضمن مطاليب حركة الاحتجاجات المدنية من حيث التحقيق والمحاسبة مع جميع من كانوا ضمن العملية السياسية للسلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية. كيف نثق بشخصية كهذه؟ إذا كانت الادارة الامريكية لاتهتم لموضوع محاربة الفساد بقدر اهتمامها بحماية امن قواعدها العسكرية والجنود فهذا أمر ليس في مصلحتها على أقل تقدير في المعادلة العراقية الجديدة بعد الاول من تشرين الأول من العام المنصرم 2019 . هناك معادلة جديدة لايمكن تجاهلها. الآن بدأ يتشكل تيار معارض حقيقي للعملية السياسية فهل سيكون عدنان الزرفي بمنأى عنه؟ رغم أنه لم تتحقق الانتخابات البرلمانية وفق شروط التظاهرات المدنية . فكيف في حال نُظّمت هذه الانتخابات؟ الولايات المتحدة الامريكية ستجازف كثيرا إن توهمت أن الزرفي هو رهانها الجديد. لذلك أوجه دعوتي الى الوطنيين الاحرار من المستقلين أن يهتموا بتطوير آليات عمل وبرنامج المعارضة الوطنية سواء داخل العراق من خلال التظاهرات او خارج الوطن الحبيب كناشطين.علينا أن لانترك مناسبة الا ونشرنا فيها آرائنا الحرة وننظم صفوفنا لمراحل قادمة ناخذ فيها كل الاحتمالات. العراق الجديد بحاجة الى معارضة قوية متحالفة في الداخل والخارج نستطيع من خلالها فرض أجندة المشروع الوطني والمتطابقة مع ساحات التظاهرات وفي نفس الوقت نكون جزءا من المعادلة الدولية.