22 ديسمبر، 2024 4:35 ص

السياسة إلايرانية بعد رئيسي!

السياسة إلايرانية بعد رئيسي!

الرئيس الإيراني الراحل رئيسي الذي قتل وعدد من المسوؤلين بحادث سقوط طائرته قبل أيام قليلة لعب ومنذ وصوله لسدة الحكم قبل ثلاثة سنوات دورا مؤثرا في السياسة الإقليمية وعمل على تقوية مكانة طهران وتعزيزها كما اسهم بنمو بلاده اقتصاديا رغم العقوبات التي تفرضها واشنطن وحلفائها على طهران.
عمل الراحل على المصالحة مع السعودية ومصر وهما اكبر الاقطاب العربية كما عمل على تعزيز مكانة بلادها مع الدوحة و بغداد وبيروت وصنعاء، فضلا عن قيادته ملف التفاوض بشأن القضية النووية الإيرانية، كماسعي لتوطيد التعاون مع روسيا والصين كذلك مع باكستان أفغانستان والهند والدول المنبثقة من الاتحاد السوفيتي وكون محورا دوليا هاما مع موسكو وبكين.
وفي الجانب الاقتصادي تشير تقديرات بيانات البطالة حسب صندوق النقد الدولي بلغت نسبة 8.9 بالمئة خلال العام الجاري 2024 وشكلت انخفاضاً بشكل طفيف جداً عن نسبة 9 بالمئة المسجلة في العامين الماضيين، ونسبة 9.2 بالمئة في 2021.
وبشان ومعدلات النمو، فقد سجل الاقتصاد الإيراني في العام 2021 وهو العام الذي تولى رئيسي السلطة فيه قل بداية الربع الأخير فيه، نمواً بنسبة 4.7 بالمئة، قبل أن يسجل نمواً في العام التالي 2022 بنسبة 3.8 بالمئة بحسب بيانات صندوق النقد الدولي.
العام الماضي سجل اقتصاد طهران نمواً بنسبة 4.7 بالمئة بحسب تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر عن الصندوق- وتشير التقديرات لتباطؤ النمو إلى 3.3 بالمئة في العام الجاري 2024.
ولطالما رفع رئيسي شعارات مكافحة الفساد والفقر والدفاع عن الطبقات المهمة.
السياسة الخارجية لإيران لن تتغيّر بوفاة رئيس البلاد ووزير خارجيتها، خاصةً بشأن العلاقات مع دول الجوار. استراتيجية إيران واضحة ومحددة قبل هذه الحادثة، لذلك في حال وقوع أي حدث طارئ تُتخذ كافة الاستعدادات والإجراءات اللازمة.
 نظام الحكم في إيران هو نظام يحكمه الشعب، بمعنى آخر، أن الشخص الذي سيصبح رئيساً للبلاد لابد أن يحظى بموافقة غالبية الشعب وبموافقة المرشد الأعلى .
وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان لن تؤثر كثيرا على ثوابت  الدولة إلايرانية، لأن هناك منصباً أعلى من الرئاسة في البلاد وهو منصب المرشد الأعلى الذي يتولاه على خامنئي الذي لن يسمح بسقوط الحكومة، وإيران قادرة على تجاوز الأزمة الحالية.
 سياسة إيران الخارجية ستحافظ على وضعها لأن المؤسسات هي التي تدير الأمور، وسياسة إيران مستقرة وستظل كما هي.
وبالرغم أن الأفراد يؤثرون على السياسات الإيرانية، فإن الخطوط العامة للسياسة الإيرانية محددة، لذا فإن وفاة رئيسي وفريقه لن تؤثر ولن تُحدث أي تغيير، فالرئيس الإيراني الراحل سعى إلى تحسين العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان العراق  وإنقرة، والمتوقع أن يتبع الرئيس الجديد نفس السياسة تجاه الإقليم والعراق .