22 ديسمبر، 2024 8:55 م

السياحة العربية إلي أين المصير

السياحة العربية إلي أين المصير

لاشك أن مقومات قيام السياحة بكافة أشكالها تتوفر في منطقتنا العربية،فنحن بكل فخر نمتلك أهم المقومات اللازمة لقيام هذه الصناعة.
أولها الطقس المعتدل الذي يعد الحافز المؤثر في قرار السائح وثانيها توفر المعالم التاريخية التي تبهر عقول من يزوروها وثالثا توفر عاملي الأمن والأمان في معظم دول العالم العربي.

إضافة إلي المنشآت السياحية التي أصبحت تنافس مثيلاتها في الدول المتقدمة وتوفر الأيدي العاملة التي هي العمود الفقري للسياحة.

كل ذلك وأكثر متوفر في بلادنا العربية ومن ذلك نستطيع القول ان نصيب الوطن العربي من السياحة مازال ضئيلا مقارنة بمناطق اخري في العالم مما يجعلنا نتساءل حول سبب تراجع معدلات السياحة العربية علي افتراض أن فيروس كورونا لم ينتشر في العالم كله!

هناك أسباب كثيرة ولا يمكن سردها في مقالة واحدة إلا ان اهم هذه الأسباب يرجع الي اعتماد الدول العربية علي أنماط تسويقية مستهلكة لا تستطيع الولوج الي قلب وعقل العميل المنتظر ولا تستطيع إقناعه بجودة المنتج السياحي العربي.

العملية برمتها تكامل بين كافة وسائل التسويق وحث العميل علي المجيء وذلك عن طريق حزمة خطط تسويقية مبتكرة تخاطب أهواء العميل وتستطيع استنباط ما يفكر فيه لتحقيقه له علي أرض الواقع.

السياحة ليست مجرد معالم أثرية فالعالم من حولنا قد تغير وتغيرت معه ميول السائح وتناقصت اهتماماته بالسياحة الثقافية لحساب أنماط اخري جديدة تجذب الشباب وصغار السن.

لذا وجب التنبيه علي عدة أشياء يأتي في مقدمتها التسويق السياحي الحديث ثم بناء جسور الثقة مع السائح عن طريق تقديم أقصي درجة ممكنة من الجودة التي تتطلب عمالة ماهرة ومدربة وواعية بأهمية السياحة.

قد تكون هناك معوقات اقتصادية تحول دون التدريب والتطوير ولكن السياحة العربية لن تتقدم بدون تقدم مستوي العمالة،فالعامل هو رمانة الميزان وهو أخطر وسيلة تسويقية يمكن أن تؤثر سلبا علي النشاط السياحي.

لأسباب يطول شرحها نعترف بأن مستوي العامل العربي ليس المرجو والمنتظر ممن يمتهن هذه المهنة،فنظم التعليم العربية بها قصور ما يعود لعصور مضت،هذا القصور هو المسؤول عن تدني مستوي وعي وثقافة العامل البشري.

لذلك أري ان اصعب مهام دولنا العربية ان ارادت نهضة السياحة ان ترتقي بمستوي العامل البشري عن طريق التدريب الجاد والمستمر واختيار النماذج الصالحة فقط للعمل بالقطاع السياحي وتنمية مهارات الإنسان بصفة عامة حتي يكون قادرا علي الوفاء بالتزاماته تجاه السائح.

الثقافة والتربية من أهم العوامل التي تساعدنا في تنشئة أجيال تعي قيمة السياحة وتحافظ عليها.

اذن الموضوع بأكمله يعتمد علي عدة أشياء منها التعليم ومنها الإرادة ومنها التسويق كما ان هناك عوامل ليست بيد صانعي السياحة منها الأمن والاستقرار فمعروف ان منطقتنا العربية تعاني من صراعات مختلفة واطماع كثيرة مما يجعل منها بؤرة غير آمنة في أحيان كثيرة بسبب هذه الأوضاع التي أثرت في حياتنا بوجه عام وعلي قطاع السياحة بوجه خاص.
لا يمكن تصور عودة السياحة الي بلاد تعاني من حروب داخلية أو بلاد تكافح الإرهاب الذي يضرب كل يوم ضربة موجعة هنا وهناك لذلك فإن كان الوضع الأمني ليس علي ما يرام فلن يأتي السائح مهما اغريته.

كذلك هناك عوامل المنافسة العربية العربية والتي تتعارض مع فكرة التكامل السياحي بكل أشكاله وتتعارض أيضا مع فكرة التضامن العربي فهناك دول لديها إمكانات ضخمة تتيح لها المضي قدما الي الامام وهناك دول أخري تعاني ويلات الفقر والبطالة ورغم ذلك لا نجد أي شكل من أشكال التكامل الذي سوف يضيف الكثير الي الأشقاء ولن يكون علي حساب القادرين كما يتخيل البعض.

حظوظنا تكاد تكون متساوية ولكننا في غفلة ونظن ان التكامل سوف يهبط بنا وازعم ان السياحة العربية في احتياج الي صحوة ضمير من كل مسؤول عن القطاع السياحي في بلادنا العربية بحيث نبدأ باعادة ترتيب البيت من الداخل بتطوير التعليم والثقافة وإعادة الأمن والاستقرار ثم البحث عن سبل التعاون.

حفظ الله شعوبنا العربية