22 ديسمبر، 2024 8:17 م

هناك أنماط مختلفة من السياحة والتي يطلق عليها الأنماط التقليدية التي يعرفها السائح وصانع السياحة ولطالما كانت هذه الأنماط هي الدافع الأساسي وراء انتقال السائحين.

ومع تغير الأهواء والرغبات وميول السائح نشأت أنماط جديدة اخذت في الصعود التدريجي حتي أصبح لها مؤيدين ومريدين من مختلف دول العالم.

تغير عقلية السائح نتيجة منطقية لتغير الحياة واندفاعها بسرعة كبيرة نحو نمط حياة جديد قوامه السرعة في كل شيء وهذا ما حدث بالضبط في كل شيء حولنا فكل يوم نكتشف أن وتيرة الحياة أسرع من تفكيرنا ولذلك نحاول اللحاق لها فنظل بالتالي في حركة دائمة.

وانعكس ذلك علي القطاع السياحي فبدأنا نسمع عن السياحة السريعة والتي تعني قضاء عدد ايام اقل من المعتاد ربما ليلة واحدة أو اثنتين وقد تصل إلى ثلاث ليال.

هذا النمط أصبح منتشرا بكثرة في أوروبا خاصة بين طبقات المجتمع ذات الطبيعة الخاصة كرجال الأعمال وأساتذة الجامعات وغيرهم ممن لا تسمح ظروف عملهم بالحصول دائما علي اجازة كبيرة.

وتقوم الفكرة باختصار علي اجتذاب هذه الفئات ذات الطبيعة المختلفة وتنظيم رحلة سريعة الي بلد قريب لتمضية ليلتين في أحد المنتجعات السياحية.

عندما بدأت الفكرة لم تنجح نجاحا كبيرا ولكن مع مرور الوقت وتصميم شركات السياحة الأوروبية علي إنجاح الفكرة بدأت الأعداد في التزايد الملحوظ وبدأت شركات السياحة في جني أرباح معقولة.

الجدير بالذكر ان شركات السياحة اعتمدت علي تسويق الفكرة بين الطبقات المستهدفة ووظفت لديها أكفأ اطقم التسويق المتاحة ووفرت لهم كافة الإمكانيات ووقفت الي خلفهم لتدعمهم وتثني علي خطواتهم الغير كانت تبدو بطيئة في اول الأمر.
وكان الأمر شاقا بالنسبة لاطقم التسويق فرجال الأعمال وهم الفئة الأهم المستهدفة ليس من السهل اقناعهم بالابتعاد عن مشروعاتهم ولو لدقائق لذلك كان علي فرق التسويق ان تعي هذه المشكلة جيدا وتبحث عن حلول تجعل رجل الاعمال لا يشعر أنه ابتعد عن عمله وان يظل علي تواصل بشكل أو بآخر بكل ما يتعلق بالعمل دون ضغوط كبيرة.

وبالفعل نجحت الفكرة وأصبحت محل تقدير وتسابقت كافة الشركات الأوروبية في تقديمها بأشكال وأنماط مختلفة.

تقول الإحصائيات ان الأعداد تقدر بالملايين كما تشير الي اشغالات بالفنادق بنسبة تصل الي ٩٠% في غير أوقات الذروة.

للتنبيه فقط ولكي لا يختلط الأمر علي القاريء فكل ما نتحدث عنه كان قبل فيروس كورونا اللعين.

ومعظم الدول التي تتعاون لإنجاح الفكرة هي الدول المجاورة لبعضها البعض مما يجعلنا نتسائل عن إمكانية تنفيذ مثل هذه البرامج الناجحة في بلادنا العربية؟

لا شيء مستحيل مع وجود الإرادة ومع تكوين فرق تسويقية علي اعلي مستوي وتوفير كافة الخدمات بحيث لا يتم ترك اي ثغرات تجعل العميل المستهدف يرفض الفكرة او يبحث عنها ولكن في مكان آخر.

السياحة السريعة سوف تنتشر بقوة بعد انحسار فيروس كورونا وسوف تعتمد عليه الدول الكبري اعتمادا كبيرا بجانب السياحة التقليدية.

المؤشرات تؤكد ميل قطاع كبير من محبي السفر و الرحلات لهذا النمط السياحي المبتكر بالنسبة لنا والقديم بالنسبة لدول اخري بدأته منذ ما يقرب من عشرون عاما علي الاقل.
دائما ننادي والابتكار والإبداع في سبل التعاون والتسويق وننتظر من المسوق السياحي ان ينظر إلى الأنماط الجديدة نظرة تأمل عسي ان يكون لنا نصيب من تلك الأنماط المستحدثة.
حفظ الله مصر جيشا وشعبا.