19 سبتمبر، 2024 7:04 م
Search
Close this search box.

السويد وبغداد ونفايات القمامة

السويد وبغداد ونفايات القمامة

تعاني السويد من مشكلة هي الغريبة من نوعها هذه الايام ” وما غريب إلا الإرهاب”، اقول غريبة على دولة متقدمة وينعم اهلها بالكهرباء الوطنية وفيها استقرار سياسي فبرلمانها (شغال) وليس لديها مناطق متنازع عليها ، فهم يتنازعون ليس على المناطق وإنما على خدمة المناطق ، عموما ان معاناة سويسرا ترتبط بشكل أو باخر مع معاناتنا في العاصمة الحبيبة بغداد ، ليس بسبب زحام السيارات على السيطرات (اللي سوتها بلا ملح) ، والتي تسبب لمواطني العاصمة عرقلة في السير والحركة ، يصاحبه سرعة في دوران وضغط الدم ، ولا بسبب حفريات شوارعهم وغرقها بسبب الامطار  .أنها ايها الاخوة ، أعني السويد، تعاني من نقص في القمامة لقلة الازبال!. ففي هذه الدولة تقليد وهو إعادة تدوير القمامة وحرقها للاستفادة منها في صناعة الطاقة ، وأصبحت الآن تمتلك الكثير من مواقد تحويل القمامة ، ولم يعد لديها ما يكفي من القمامة لسد الطلب .وتلك المعاناة ليست كذبة نيسان أو كانون الاول ، انها الحقيقة التي ملأت سطور الانترنيت وأصبحت السويد أكبر مستورد للقمامة في القارة الأوروبية .والسويد ليست الوحيدة التي تستورد القمامة، فهولندا و بلجيكا تفعل الشيء ذاته . ومن الناحية الأخرى توجد العديد من دول الاتحاد الأوروبي بحاجة لإيجاد سبل للتخلص من مكبات النفايات لديها . وتلك المقارنة ليس لها علاقة بالحصة التموينية التي نستورد جميع مفرداتها ، فأن السويد استوردت العام الماضي نحو 850 ألف طن من النفايات القابلة للحرق والتي بلغ وزنها 5,5 ملايين طن ، وتلقت أموالا نظير ذلك .وعلى ذكر القمامة يجب ان لا نهمل دور امانة بغداد في عاصمة العراق حيث نلاحظ ان بغداد بدأت تملك ناطحات للسحاب ، ليس من الوحدات السكنية ولكن من مكبات القمامة ، وبدأت تملك أهراما ولكن من الازبال وليس من الحدائق العامة والمتنزهات ، وعليه اقترح تصدير ازبالنا الى الدول الاوروبية المحبة للسلام.. واذا كنا نعجز عن التصدير فلماذا لا نستغل هذه النفايات في توفير الطاقة ؟، مثلما توفرها السويد ، طبعا هذا الاقتراح قد يغضب اصحاب المولدات الاهلية ، وربما وزارة الكهرباء ستستنكر هذه الاجراءات وتعتبره استفزازا لبرنامجها وقطوعاتها المتوسطة السرعة .  فبغداد تعاني والامانة تتفرج والازبال وطفح المجاري ومياه الامطار وتخصيصاتها قد تصل الى  ما يقارب ميزانية احدى الدول الافريقية .يبقى السؤال الذي يطرحه المواطن العراقي .. متى نعاني من نقص في القمامة بدلا من المعاناة من تراكمها؟ .. هل سيأتي اليوم الذي يستورد فيه العراق القمامة أم ستكون هناك ملفات فساد وشبهات حول هذه الصفقات ايضا!!؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات